تستمر الاعتقالات بينما يقوم المقاتلين التابعين للقوات الانفصالية الموالية للإمارات في جنوب اليمن بدوريات في الشوارع ، بعد هروب القوات الموالية للسعودية إلى شرق مدينة عدن.
وقال الانفصاليين الجنوبيين المدعوين من الإمارات اليوم السبت أن عشرات اليمنيين الموالين لحكومة الرئيس عبد ربه منصور هادي قد اعتقلوا منذ انسحاب قواته من عدن .
ففي أعقاب الاشتباكات الأخيرة خلال الصراع الدموي بين الحكومة و الانفصاليين المدعوين من الإمارات، و الذي استمر شهراً، تراجعت القوات الموالية للحكومة يوم الخميس من مناطق مدينة عدن التي استولت عليها في اليوم السابق .
و قامت قوات الحزام الأمني ، الجناح العسكري للمجلس الانتقالي الانفصالي في الجنوب ، بدحر القوات الحكومية إلى محافظة أبين القريبة و الواقعة شرق عدن ، بمساعدة الضربات الجوية الإماراتية و إعادة نشر التعزيزات من الشمال.
حيث قتلت الغارات الجوية الإماراتية أكثر من 40 عنصراً من قوات هادي الحكومية المدعومة من المملكة العربية السعودية حليفة الإمارات العربية المتحدة.
والذين أصبحاً شريكان بشكل ظاهري فحسب ضمن التحالف الذي تقوده السعودية لقتال قوات أنصار الله بقيادة الحوثي في شمال اليمن .
وقال مسؤولو المجلس الانتقالي الانفصالي في الجنوب ، وقال شهود عيان لوكالة رويترز للأنباء إن حالما غادرت القوات الموالية للحكومة عدن يوم الخميس ، داهمت القوات الانفصالية المنازل و المقرات و المؤسسات في جميع أنحاء المدينة ، و احتجزت العشرات من النشطاء و السياسيين و رجال الدين المؤيدين لهادي ، حيث اعتقلتهم بتهمة الإرهاب و الضلوع فيه .
و بناءً على مصادر موقع وكالة "Middle East Eye" الإخبارية و المختصة بشؤون الشرق الأوسط , قالت أن قوات هادي بقيادة العميد عبد الله الصبيحي ، كانت تتجمع حول قرية العلم في محافظة أبين ، و هي بوابة تقليدية و أساسية إلى مدينة عدن .
اليمن في حالة حرب منذ عام 2014م، عندما طردت قوات أنصار الله اليمنية حكومة هادي من العاصمة صنعاء ، مما دفع التحالف الذي تقوده السعودية إلى التدخل نيابة عنه و محاربة الحركة المدعومة إيرانياً حسب زعمهم.
و تعتبر الإمارات العربية المتحدة لاعباً رئيسياً في التحالف ، لكنها بدأت إعادة نشر القوات في محاولة لتسليم المزيد من السيطرة و المسؤولية على الخطوط الأمامية إلى وكلاءها اليمنيين الانفصاليين في الجنوب .
و مع ذلك ، في وقت سابق من هذا الشهر ، انقلب الانفصاليون الجنوبيون على حليفهم السابق هادي ، و طردوا قواته من عدن و أبين و معظم المنطقة المحيطة بمدينة عدن .
و بعد الانتصارات المبكرة التي حققها الانفصاليون ، صادفوا مقاومة شرسة في محافظة شبوة بدعم سعودي ، حيث عادت الوحدات الموالية للحكومة إلى عدن لفترة قصيرة يوم الأربعاء في محاولة للسيطرة على المدينة من جديد .
وتحتوى القوات الانفصالية الجنوبية على آلاف المقاتلين المسلحين و المدربين من قبل دولة الإمارات العربية المتحدة ، و التي تسعى لاستعادة جمهورية جنوب اليمن التي كانت مستقلةً بين عامي 1967 و 1990م .
كما وفر انعدام الأمن في جنوب اليمن بيئةً مناسبة للمتشددين الدينيين بالقيام بهجماتهم ، حيث أسفر هجوم شنه تنظيم الدولة الإسلامية بالقنابل يوم الجمعة عن مقتل ستة مقاتلين انفصاليين على مشارف عدن .
وقد دعا الرئيس اليمني هادي المقيم في الرياض ، المملكة العربية السعودية إلى التدخل و إقناع دولة الإمارات العربية المتحدة و عملائها في اليمن بإنهاء هجماتهم ضد القوات الحكومية على الفور .