خطر الاصابة بسرطان الثدي بسبب العلاج الهرموني يرتبط بنوع ومدة العلاج 

خطر الاصابة بسرطان الثدي بسبب العلاج الهرموني يرتبط بنوع ومدة العلاج 
أظهرت دراسة عملية أن خطر الاصابة بسرطان الثدي بسبب العلاج بالهرمونات البديلة يرتبط بنوع وطول فترة العلاج، وفقاً لموقع سي بي سي نيوز. ووفقاً لمجلة "Lnaset" توفر النتائج الجديدة المنشورة في الطبية ال

أظهرت دراسة عملية أن خطر الاصابة بسرطان الثدي بسبب العلاج بالهرمونات البديلة يرتبط بنوع وطول فترة العلاج، وفقاً لموقع سي بي سي نيوز.

ووفقاً لمجلة "Lnaset" توفر النتائج الجديدة المنشورة في الطبية المزيد المعلومات التي تؤكد أكثر من أي وقت مضى بأن العلاج بالهرمونات البديلة (HRT) يرتبط بزيادة خطر الإصابة بسرطان الثدي لدى النساء.

وقال أحد المشاركين في الدراسة وأستاذ في وحدة علم الأوبئة السرطانية بجامعة أكسفورد  "جوليان ريفز" في مقابلة مع "CBC News"، إن الخطر الاصابة أكبر مما كانوا يتوقعون من قبل، فهو يستمر بعد سنوات من توقف النساء عن العلاج .

وأضاف: " دورنا هو تقديم أدلة موثوقة حول المخاطر المرتبطة باستخدام العلاج الهرموني الذي يحتوي على هرمون انقطاع الطمث، مما سيمكن النساء و العاملين في المجال الصحي من اتخاذ قرارات أفضل بشأن ما إذا كانوا يريدون فعلاً اتخاذ القيام بالعلاج الهرموني أم لا" .

ووفقاً "CBC News"، أن الأطباء الكنديين يشيدون بالطبيعة الشاملة للنتائج، فإنهم يؤكدون على أن النساء اللائي يعانين من أعراض الوهن وانقطاع الطمث وارتفاع درجة حرارة الجسم، وقلة النوم، وتقلب المزاج، وغيرها من الأعراض الأخرى،  بحاجة إلى تقييم خطر الإصابة بالسرطان في مقابل اللجوء واستخدام العلاج بالهرمونات البديلة.

ومن جانبه، قال طبيب الأسرة في تورنتو الذي قرأ الدراسة، الدكتور "إيريس جورفينكل": إن "قرار العلاج بالهرمونات البديلة هو قرار فردي بحت يعتمد على الشخص نفسه، فهو ليس علاجاً أساسياً، ولا يقدم نتيجة واحدة للجميع ".

•خطر الاصابة يعتمد على المدة و على نوع الهرمون المستخدم في العلاج :

البحث الجديد عبارة عن تحليل تلوي ( التحليل التلوي هو تحليل يعتمد على استخدام الاحصاء في تحليل نتائج كذا دراسة )، قام فيه ريفز وفريق من العلماء بتحليل وتصفية أكثر من 50 دراسة سابقة شملت أكثر من مئة ألف امرأة في مرحلة ما بعد انقطاع الطمث في الدول الغربية، واللواتي أصبن بسرطان الثدي .

وبعد تحليل البيانات، قرر الفريق أن خطر الاصابة بسرطان الثدي خلال وبعد سنوات من العلاج بالهرمونات البديلة " التعويضية" يختلف تبعاً لنوع الهرمونات التي استخدمت والمدة التي استغرقتها النساء في تلقي العلاج .

وأكد الباحثون أنه بالنسبة للنساء اللواتي لم يخضعن للعلاج بالهرمونات من قبل، فإن 63 من بين 1000 امرأة يصبن بسرطان الثدي على مدار 20 عاماً، وخاصةً في الفترة العمرية ما بين سن 50 و69 عاماً.

فيما بالنسبة للنساء اللواتي خضعن للعلاج بالهرمونات، والذي يتألف من جرعات يومية من هرمون الاستروجين والبروجستيرون لمدة خمس سنوات، كانت هناك حالة واحدة إضافية من سرطان الثدي لكل 50 امرأة مقارنةً مع أولئك الذين لم يخضعن للعلاج .كما تقلص هذا الخطر المتزايد إلى حالة واحدة في 70 امرأة للنساء اللواتي تناولن البروجسترون بشكل متقطع فقط، وإلى حالة واحدة إضافية في 200 امرأة من بين أولئك الذين تناولوا الاستروجين فقط.

• يجب الحذر عند شرح المخاطر للمرضى:

ووفقاً لدراسة، تؤدي حقيقة أن خطر الإصابة بسرطان الثدي يتناقص مع العلاج بالأستروجين فقط إلى حث النساء على التساؤل عن سبب عدم تمكنهن من تخطي هرمون البروجسترون، والذي يعد عادة جزءاً أساسياً من العلاج بالهرمونات، ولكن الأمر ليس بهذه البساطة.

وقال الأستاذ المشارك في أمراض النساء والتوليد في جامعة ماك ماستر في هاميلتون الدكتور داستن كوستيسكو، . إن ذلك يحدث لأن هرمون البروجسترون له تأثير وقائي على بطانة الرحم لدى النساء، بينما استخدام هرمون الاستروجين وحده يرتبط بسرطان بطانة الرحم .

وأضاف كوستيسكو: "أن البحث الجديد ذو قيمة علمية كبيرة، لأنه على الرغم من أن الصلة بين العلاج بالهرمونات البديلة وسرطان الثدي ليست جديدة على المجتمع الطبي، إلا أنها تقدم معلومات أكثر تحديداً ودقة عن طبيعة الخطر الذي يمكن للأطباء مناقشته وشرحه للمرضى، لكن من المهم أن نكون واضحين بشأن كيفية حساب الخطر، خاصةً وأن هذا التحليل نظر في إطار زمني مدته 20 عاماً من تطوير السرطان". 

وتابع: "أن إعطاء رقم محدد حول خطر الإصابة بسرطان الثدي على مدى 20 عاماً ليس شيئاً دقيقاً من الناحية الاحصائية للمخاطر ، و التي قد يكون معظم أطباء أمراض النساء أو المرضى على دراية بها. لذلك علينا فقط أن نكون حذرين للغاية ، لأنه إذا اعتقد الناس أن ذلك يمثل مخاطرة كل عام ، فسيكون ذلك مربكاً للغاية و مخيفاً بدرجة كبيرة للمرضى ".

وأشار كوستيسكو إلى أنه على الرغم من أن احصائيات ومخاطر الاصابة سرطان الثدي الواردة في البحث أعلى قليلاً من ما ناقشناه تاريخياً مع المرضى، لكنها ليست بعيدة كل البعد عن تقديرات المخاطر السابقة، ملفتةً إلى أن النتائج لا تزال مهمة لأنها تؤكد أن الخطر حقيقي ويقدم تقديرات محددة يمكن للأطباء مناقشتها مع النساء اللواتي يفكرن في العلاج بالهرمونات البديلة.

وأكد  كوستيسكو أن الدراسة تساعد على تذكير النساء بأن هناك فائدة قصيرة الأجل و خطر طويل الأمد من حيث استخدام هذا العلاج، مضيفاً أن العديد من المرضى الذين يرون أنه يتم تخفيف أعراض سن اليأس الوخيمة من قبل العلاج بالهرمونات، سيكونون مستعدين لتحمل مخاطر الإصابة بسرطان الثدي الصغيرة نسبياً.

واستطرد كوستيسكو قائلاً: "علينا أيضاً أن ندرك أن العلاج بهرمونات انقطاع الطمث لا يزال خياراً صالحاً للنساء اللواتي لديهن تأثيرات مهمة وحرجة على نمط حياتهن ".

وبدورهم، وجد الباحثون أن الخطر المتزايد للإصابة بسرطان الثدي مرتبط بزيادة استخدام العلاج بالهرمونات على المدى الطويل، حيث يتضاعف تقريباً عندما تتناول النساء العلاج لمدة 10 سنوات مقارنة بخمسة. و وجد الباحثون أيضاً خطراً ضئيلاً للغاية بين النساء اللواتي تناولن العلاج الهرموني البديل لمدة تقل عن عام .

• أعراض التغير الحياتي المصاحب للعلاج بالهرمونات:

كما اتخذت "بلانكا توفار فيرما"، البالغة من العمر 52 عاماً، قراراً بالخضوع للعلاج بالهرمونات البديلة قبل ستة أشهر قبل ستة أشهر.

وقالت توفار فيرما: "سمعت عن انقطاع الطمث، لكنني لم أعتقد أبداً أن هذا سيكون قوياً و مغيراً لنمط الحياة، وقد كنت واحدةً من هؤلاء النساء اللواتي اعتقدن أنه يمكنني تخطي الأمر بمفردي، من خلال تناول الطعام الصحي وشرب الكثير من الماء وممارسة الرياضة" . 

وأضافت: "في أحد الأيام كنت أفكر بينما كنت أنظر إلى نفسي في المرآة، من هي هذه المرأة  ؟ هذه ليست المرأة التي أعرفها!، هذه ليست بلانكا التي أعرفها".

وبحسب "CBC News"، لكن ارتفاع درجات حرارة جسمها الغير محتملة ، و تعرقها الليلي أصبحا مزعجين  للغاية ، وكانت محظوظة بحصولها على ثلاث ساعات من النوم الطبيعي خلال الليل، وكانت مرهقةً باستمرار، و قالت أنها واجهت العديد من المشاكل في العمل خلال تلك الفترة، وأن بلانكا توفار فيرما ، التي كانت في السابق شخصاً نشطاً وإيجابياً، تحب حياتها المزدحمة والمليئة بالمشاغل، ولكنها حينما وصلت إلى سن مرحلة اليأس تغلب عليها التوتر وعدم الصبر والقلق المستمر.

بينما تواصلت بلانكا مع طبيبة الأسرة "جورفينكل" ، للحصول على المساعدة، حيث تحدث الاثنان عن فرصة الإصابة بسرطان الثدي المرتبط بالعلاج بالهرمونات البديلة، وقررا أن عوامل الخطر الأخرى لدى بلانكا كانت منخفضة كونها غير مدخنة، وتمارس التمارين الرياضية و ليس لها تاريخ عائلي للمرض .

ومن جهتها، قالت جورفينكل: " قررنا أن نحاول، وأؤكد على كلمة "نحاول" ، لنرى كيف سيعمل العلاج الهرموني البديل عليها". وقد فعلت بلانكا ذلك، حيث قالت بأنها أصبحت تشعر بنفسها القديمة مرةً أخرى بعد العلاج . و قالت :" أنا سعيدةٌ جداً لأنني فعلت ذلك ".

وأكدت الطبية جورفينكل أن العلاج ليس مستداماً، بل يحتاج إلى إعطاء 3 إلى 6 جرعات خلال الشهر الواحد، حيث تراقب هي وبلانكا عن كثب أي مؤشر على الإصابة بسرطان الثدي من خلال تصوير الثدي بالأشعة السينية كل ثلاثة شهور.

وأضافت جورفينكل: "لا تهمها المخاطر لأن الفوائد تفوق المخاطر في حالتها، فالسؤال الأهم في النهاية، هو ما مدى سوء تلك الأعراض وهل ستؤثر هذه الأعراض بشكل سلبي على حياتها لتبرير العلاج الهرموني البديل ؟".