ما سر العلاقة بين "إسرائيل" وباكستان؟

ما سر العلاقة بين
نشرت قناة تي أر تي ورلد التركية تقريراً ترجمه موقع النهضة نيوز عن قيام باكستان بالتطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي لتحذو حذوها خلف دول الخليج العربي، وتغير من سياستها الخارجية إتجاه دولة الاحتلال. وقال

نشرت قناة تي أر تي ورلد التركية تقريراً ترجمه موقع النهضة نيوز عن قيام باكستان بالتطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي لتحذو حذوها خلف دول الخليج العربي، وتغير من سياستها الخارجية إتجاه دولة الاحتلال.

وقالت القناة، إنه في الوقت الذي تعيد فيه دول الخليج العربية المؤثرة تعديل سياستها الخارجية تجاه دولة الاحتلال الاسرائيلي، هناك تكهنات أن إسلام آباد قد تحذو حذوها قريباً".

وأضافت TRT: أنه الطلاب الباكستانيون في العديد من الكليات والجامعات العامة في جميع أنحاء باكستان يحضرون  إلى محاضراتهم بعد المشي فوق العلم الإسرائيلي المرسوم على الأرض في اللوبي أو بالقرب من البوابة من قبل الناشطين المتشددين المناهضين للصهيونية .

وأشارت القناة التركية إلى أنه في كثير من الحالات التي يكون فيها الدين مصدراً للتظاهرات في الشوارع ، حيث يظهر البعبع الإسرائيلي على شكل الملصقات ودعوات المقاطعة للكيان الصهيوني وعلمها الذي غالباً ما يحرق في جميع المظاهرات، بالإضافة إلى لافتات الاستنكار والتجريم التي يرفعها المتظاهرون الغاضبون ويجرمون تصرفات الاحتلال ويحرمونها في خطب الجمعة في المساجد، عندما يكون حضور المؤمنين في أعلى مستوياته، يدعو رجال الدين إلى تدمير الدولة الصهيونية، حيث بدأت الأجيال الشابة في باكستان بسماع قصصٍ تدور حول محاولة إسرائيل تقويض بلدهم .

وتابعت القناة: أنه "في ظل هذه الخلفية من العداء التاريخي، يبدو غريباً أن تفكر إسلام أباد في الاعتراف بالكيان الصهيوني ك"دولة "، وهو أمر رفضت القيام به لأكثر من 70 عاماً سابقة، مضيفةً أن الاحتلال وباكستان تواصلا مع بعضهما البعض دبلوماسياً على مر السنين، وكانت وسائل التواصل الاجتماعي تعج مؤخراً بشائعات عن احتمال حدوث الاعتراف عما قريب.

وقال سلمان بشير، وزير الخارجية الباكستاني السابق: "أعتقد أنه من المنطلق العملي والواقعي بالنسبة لنا أن نفكر في الأمر الآن . إنها حقبة جديدة من السياسة في الشرق الأوسط، فقد أوضحت المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة وسلطنة عُمان أنها تقترب أكثر من إسرائيل، لماذا لا نستطيع نحن القيام بذلك أيضاً ؟ ".

وذكرت القناة أن صحيفة هآرتس الإسرائيلية في الثاني من سبتمبر، نشرت رأياً لصحافي باكستاني يقول إن الجيش المسطر على البلاد يسمح للصحفيين باستكشاف إمكانية الاعتراف بالدولة الصهيونية، وقد أشارت الصحيفة إلى تغريدة الصحفي المؤثر "كامران خان" كدليل على ما قد يحدث . حيث سأل خان في تغريدته عبر موقع تويتر قائلاً : " لماذا يجب ألا يكون موضوع العلاقات مع إسرائيل مفتوحاً للنقاش ؟ ".

وأكدت القناة التركية أن وزارة الخارجية الباكستانية لم تنكر أو تتناقض مع التقرير، و لم يرد محمد فيصل، المتحدث باسم وزارة الخارجية، على طلبات TRT World"" المتكررة للتعليق على هذا التقرير.

وقال المتحدث باسم الجيش الباكستاني،  إنه ليس لديه علم بتغيير موقف اسلام اباد من تجاه اسرائيل، مضيفاً: "فيما يتعلق برؤيتي، لن يحدث شيء من هذا القبيل".

وأكد المتحدث في مؤتمر صحفي يوم الأربعاء أن " هذه القضية تتعلق بوزارة الخارجية فقط".

• التاريخ المحجوب:

وسلطت القناة التركية على العلاقة بين الاحتلال الإسرائيلي وباكستان قائلاً: "ليست هذه هي المرة الأولى التي تكون فيها العلاقة بين البلدين تحت الأضواء، فعلى مر السنين تبادل المسؤولون الباكستانيون والإسرائيليون تحياتهم على هامش المؤتمرات الدولية واجتمعوا سراً لمناقشة آفاق العلاقات الدبلوماسية بينهما بعيداً عن وسائل الاعلام.

وأضافت القناة التركية: "التقى أول وزير خارجية باكستان "ظفر الله خان" مع مسؤولين إسرائيليين في أوائل الخمسينيات في عدة مناسبات، وفي الوقت نفسه، واصلت إسلام أباد دعم الدول العربية في معارضتها لإسرائيل، خاصةً بعد تشكيل منظمة الدول الإسلامية (OIC) في عام 1969م، بالإضافة إلى أن جواز السفر الباكستاني هو الجواز الوحيد في العالم الذي يقول إن حامله يمكنه السفر إلى أي مكان باستخدامه، باستثناء إسرائيل .

وأشارت القناة إلى أن سياسة إسلام أباد تجاه إسرائيل تتبعت عن كثب سياسة حلفائها العرب، على الرغم من أنها لعبت في بعض الأحيان دوراً متوازناً ومحايداً، كما حدث عندما ساعدت مصر على العودة إلى منظمة المؤتمر الإسلامي، حين نفت القاهرة اقامة علاقات مع إسرائيل في عام 1979م.

ولفتت القناة إلى أن الخطاب حول مسألة الاعتراف بإسرائيل ظهر في وقت حرج بالنسبة لباكستان، التي تواجه أزمة اقتصادية وتدهور علاقاتها مع الهند خصمها التاريخي اللدود.

وفي وقت سابق، قال "خورشيد قصوري"، وزير الخارجية الباكستاني السابق الذي التقى بنظيره الإسرائيلي في عام 2005م خلال اجتماع تاريخي في إسطنبول: "أعتقد أن هذا هو أسوأ وقت لمناقشة قضية الاعتراف، يجب أن نركز على قضية كشمير قبل كل شيء، أما بالنسبة للاعتراف، فبالتأكيد يجب أن نحلله ونطوع الرأي العام من أجل قبوله قبل إعلان أي شيء، لكن هذا ليس الوقت المناسب لذلك".

وأضاف قصوري: أنه التقى بنظيره الإسرائيلي في ظل ظروف مختلفة، موضحاً: "كان الإسرائيليون يبيعون أسلحة عالية التقنية، بما في ذلك منصات جوية للهند، وهو نوع من الأشياء التي لم يقدمها الأمريكيون لنيودلهي".

و تابع: أن محاولة باكستان كانت تهدف أيضاً إلى تهدئة اللوبي اليهودي في الولايات المتحدة، و الذي كان يعمل ضد مصالح إسلام آباد، مضيفاً: " أول ما سألني الإسرائيليون عنه هو لماذا تستمرون في دعم الفلسطينيين؟، و قلت نفس السبب الذي يجعلك تشعر بالقلق إزاء يهودي روسي، لأن باكستان وإسرائيل صنعتا باسم الدين".

وأوضحت القناة أن الإمارات العربية المتحدة وسلطنة عمان والبحرين وحتى المملكة العربية السعودية قاموا بالتطبيع والاعتراف بإسرائيل في السنوات الأخيرة لأنها تحول غضبهم تجاه عدوهم المتبادل " إيران ".

وأشارت القناة التركية إلى أن وزير الخارجية البحريني خالد بن أحمد آل خليفة دافع عن الضربات الجوية الإسرائيلية ضد أهداف إيرانية مزعومة في سوريا، واستضافت الإمارات مسؤولين إسرائيليين، وزار رئيس وزراء دولة الاحتلال بنيامين نتنياهو سلطنة عُمان في زيارة رسمية العام الماضي.

ومن جانبه، قال خالد رحمن رئيس مركز أبحاث في إسلام أباد، في مقابلة مع قناة "TRT WORLD"": " لديك الحكومات والقادة في الدول الإسلامية من جهة، ثم لديك الشعب من الجهة الأخرى. وبصرف النظر عما تفعله الحكومات، فإن ترويج صورة دولة الاحتلال الاسرائيلي بأنها دولة صديقة وسهولة التطبيع معها للشعوب شيء صعب للغاية ".