موقع يكشف المستور عن استقدام السعودية مؤثرين أجانب لتحسين صورتها بعد قتل خاشقجي

موقع يكشف المستور عن استقدام السعودية مؤثرين أجانب لتحسين صورتها بعد قتل خاشقجي
تساءل موقع بلومبيرغ الأمريكي في مقال ترجمة النهضة نيوز، هل يستطيع المؤثرون تغيير وتحسين صورة المملكة العربية السعودية حقاًً؟، وسلط موقع بلومبيرغ على استخدام السعودية وولي عهدها محمد بن سلمان المؤثرين

تساءل موقع بلومبيرغ الأمريكي في مقال ترجمة النهضة نيوز، هل يستطيع المؤثرون تغيير وتحسين صورة المملكة العربية السعودية حقاًً؟، وسلط موقع بلومبيرغ على استخدام السعودية وولي عهدها محمد بن سلمان المؤثرين الأجانب عبر مواقع التواصل الاجتماعي لتغيير وتحسين صورتها وخاصة بعد قتل الصحفي جمال خاشقي في سفارة بلاده في إسطنبول.

وجاء في المقال عن فتاة أجنبية مؤثرة  حضرت إلى السعودية، شقراء ذات جسد برونزي اللون، وغالباً ما ترتدي ملابس السباحة، قد لا تبدو مدونة السفر من لوس أنجلوس "أجي لال"، الشخص الذي يتبع فضائل المملكة العربية السعودية، ومع ذلك، كانت في ربيع هذا العام تشارك التحديثات مع أكثر من 800000 من متابعيها عبر انستغرام أثناء استكشافها للآثار السعودية القديمة وحياتها في الصحراء.

كما بالنسبة للمدونة لال، البالغة من العمر 31 عاماً، كانت فرصة نادرة لرؤية بلد ليس كأي مكان آخر في العالم، ومع دفع جميع تكاليف نفقاتها بكل تأكيد، فقد كانت فائدة كبيرة مشتركة مع المؤثرين الآخرين المزعومين الذين يكسبون عيشهم من متابعتهم الواسعة لوسائل التواصل الاجتماعي، بالنسبة للمملكة السعودية، وكان ذلك دعاية في الوقت المناسب ومفيدة جداً لتحسين صورتها حيث ناضلت البلاد للحفاظ على الأصدقاء بعد الاحتجاج الدولي على جريمة القتل الرهيبة التي تعرض لها الكاتب الصحفي جمال خاشقجي العام الماضي.

وأكد موقع بلومبيرغ أن ولي عهد السعودية الأمير محمد بن سلمان يقوم بالعديد من التغييرات في المملكة العربية السعودية لزيادة الانفتاح أمام العالم قبل مقتل خاشقجي، والآن للمساعدة في نشر أجواء أكثر إيجابية في الوقت الذي يحاول فيه هو وبلاده الخروج من اللوم العالمي على تلك الحادثة الرهيبة، مشيرةً إلى أن المملكة استقبلت العديد من المؤثرين مثل لال وغيرها من ناشطي مواقع التواصل الاجتماعي.

وأوضح الموقع الأمريكي أنه تم ترتيب جولتها التي استمرت 10 أيام بواسطة برنامج "Gateway KSA"، وهو برنامج بدأ في تقديم الجولات قبل عامين، وتم تمويله من قبل الشركات السعودية، ويرأسه الأمير تركي الفيصل، رئيس المخابرات السابق الذي خدم فترةً قصيرة كسفير سعودي لدى الولايات المتحدة في أعقاب هجمات 11 سبتمبر 2001م الإرهابية في الولايات المتحدة الأمريكية.

وقال الموقع، إن الأمير محمد من خفف القيود الاجتماعية وقام بعقد المناسبات والأحداث الصاخبة بما في ذلك حفل موسيقي للدي جي ديفيد جوتا في مهرجان لسباق السيارات حضره العديد من المؤثرين في مواقع التواصل الاجتماعي، والشيء المقبل هو بطولة الملاكمة في الوزن الثقيل التي ستستضيفها السعودية، حيث تخطط البلاد لإصدار تأشيرات سياحية لأول مرة في وقت لاحق من هذا الشهر لحضور البطولة.

وأضاف الموقع: أن ولي العهد محمد بن سلمان، القائد الفعلي للأمة السعودية، حيث شن حملةً شرسة على المعارضين السعوديين، وصعد الحرب في اليمن، وقلب سمعة البلاد، التي شحذت بعناية منذ هجمات 11 سبتمبر، كشريك متوقع للحلفاء الغربيين.

ومن جهته، قال الأمير تركي الفيصل عن ضيوف برنامج "Gateway KSA": "ما نقدمه لهؤلاء الشباب هو أن هناك جانباً آخر لقصة المملكة العربية السعودية غير ما يقرؤونه ببساطة في الصحافة، فلدينا الكثير لتفعله في المملكة للتأثير على رأي الآخرين وتروي القصة التي لم يروها أحد".

ومن جانبه، قال بن فريمان، مدير مبادرة الشفافية في التأثيرات الخارجية، التي تتتبع ممارسة الضغط في مركز السياسة الدولية بواشنطن، إن جهود البرنامج تُظهر أن السعوديين يتطلعون إلى ما هو أبعد من مجرد الضغط على شركات العلاقات العامة وكسب تأييد الغرب، وبعد جهود المملكة لإعادة أنظار العالم عن مقتل خاشقجي، من المنطقي تماماً لهم أن يتبعوا طرقاً بديلة للتأثير مثل هذه الممارسات التي تهدف لاستضافة المؤثرين الغربيين.

ولفت الموقع إلى أن الأمير محمد بن سلمان تعرض لضربة شديدة في الخارج في أكتوبر الماضي، بعد مقتل خاشقجي وتقطيعه على أيدي عملاء في القنصلية السعودية في اسطنبول، في حين أن الحكومة السعودية نفت بشدة أنه لعب دوراً في تلك الحادثة.

وأوضح فريمان أنه منذ قتل خاشقجي، تم تمييز شركات العلاقات العامة التي تمثل المملكة العربية السعودية في واشنطن بخطاب قرمزي، بما معناه أنه قد تم عزلها وتخفيض التعامل معها بشكل تدريجي وواضح، فالمسؤولون التنفيذيون الأجانب الذين كانوا ودودين مع الأمير محمد قاموا بقطع العلاقات أو الغاء زياراتهم، على الرغم من أن الكثيرين من المصرفيين يعودون الآن مرةً أخرى إلى البلاد.

وأشار الموقع إلى أنه لم يكن من الممكن تصوّر وجود أو تنفيذ برنامج مثل ""Gateway KSA في المملكة العربية السعودية قبل خمس سنوات، عندما جابت الشرطة الدينية في الشوارع وهم يهتفون بالنساء للتستر، بينما الآن المملكة حريصة على استخدام وسائل الإعلام الاجتماعية لإظهار الجانب اللين والمنفتح من المملكة.

وتابع الموقع: أن مدى استعداد برنامج "Gateway KSA" والسماح للمتأثرين به كان لالتقاط الأنفاس بالمعايير السعودية، وفي بلد يمكن أن يواجه فيه الأزواج غير المتزوجين الاعتقال بسبب مخالفتهم للشريعة الاسلامية، أحضر أحد زوار هذا العام، المتسابق السابق في برنامج التلفاز الواقعي "The Bachelor"، صديقته وتسكعا تحت النجوم الليلية، وفي صور أخرى كانت هناك لال بجانب رجل لا يرتدي قميصاً ووجهه مُغطى، يجلسان سوياً في الصحراء بالاضافة لسيف مغمود في الرمال بجانبهم.

وبحسب الموقع الأمريكي، ولد برنامج "Gateway KSA"بعد أن قامت المؤثرة الهولندية الأسترالية "نيليكا كيسبيل" بزيارة المملكة للقيام ببعض الأعمال، ورأت فرصةً لإظهار جانب آخر من البلاد واقترحت الفكرة على الأمير تركي عندما التقيا في جامعة جورج تاون، حيث زار برنامج "Gateway KSA" مجموعةٌ من الطلاب من جامعة هارفارد عام 2018م.

وأكد موقع بلومبيرغ أنه زار البرنامج أكثر من 200 شخص حتى الآن، حيث يصنف الضيوف إلى مجموعتين: طلاب الجامعات ومؤثري وسائل التواصل الاجتماعي، حيث يتم تغطية تكاليفهم، رغم أنهم لا يتلقون أي رسوم أخرى أو أي مبالغ مالية للقيام بما يقومون به في المملكة.

وذكر الموقع أنه لا يمتلك برنامج "Gateway KSA" علاقةً مباشرة مع الحكومة، على الرغم من أن الرعاة الرسميين هم شركة الاتصالات السعودية الخاضعة لسيطرة الدولة، والصناعات الأساسية السعودية، والخطوط الجوية العربية السعودية. 

وبدورها، قالت المؤثرة الهولندية كيسبيل: "ليس الأمر أنني مؤيدة للسعودية بشكل خاص أو لدي أجندة سياسية، بل أعتقد أن الطريقة التي نظهر بها البلد بصورة خفية وعادلة للغاية".

وبين الموقع أن البرنامج يتوافق بشكل جيد مع استراتيجية الحكومة لإعادة تأهيل صورة المملكة العربية السعودية، حيث تركز الحكومة على توسيع القوة الناعمة السعودية لمواجهة منافسيها مثل تركيا، لقد لجأ المسؤولون أو ضغطوا على الفنانين السعوديين للمساعدة، كما أنفقوا ملايين الدولارات للضغط على السياسيين واستضافة حفلات البوب العالمية، ويلعب المؤثرون دوراً رئيسياً في نشر الرسالة بكل تأكيد.

وهاجم بعض المتابعين "لال" لنشرها دعايةً للسعودية ومشاركتها في البرنامج، إلا أنه قد تم كسب رضى متابعين آخرين، والذين قالوا أنهم لا يستطيعون الانتظار للزيارة، حيث نشرت لال قصصاً عن رحلتها، بما في ذلك كيف تعثرت بالقواعد المتعلقة بالفصل بين الجنسين عن طريق الدخول بطريق الخطأ إلى الجانب الذكوري لستاربكس، بحسب ما ذكر موقع بلومبيرغ الأمريكي.

 وتتذكر لال طرح موضوع مقتل خاشقجي مع السعوديين الذين قابلتهم، وقالت إنهم أخبروها بأنهم ليسوا فخورين بما فعلته حكومتهم مع خاشقجي.

وتتابع لال، في مقابلة مع موقع بلومبيرغ أثناء قيامها بجولة في أوروبا قائلةً: "أعتقد أن كل شخص من أي بلد في العالم متصل بهذا البيان، ومن الواضح أنه ليس رأياً شائعاً للغاية بأن السعودية دولة رائعة حقاً، الناس يريدونني أن أتحدث بشكل سيء عن السعوديين، وبسبب كوننا نعيش في أمريكا، فإنه من الملائم أكثر شيطنة الدول الأخرى وقول الأمور السيئة فقط عنها، لذا فأنت لا تشعر أن هناك شيئاً يمكن التعلم منه هنا ".

وذكر الأمير تركي الفيصل أن اتخاذ الصحافة نهجاً لنشر الأخبار السيئة أو الجانب السيء عن السعودية ليس بالأمر الجديد على المملكة العربية السعودية، لكن زوار برنامج "Gateway KSA" أحرارٌ في قول ما يريدون عن رحلتهم، مشيراً إلى أنها ليست ممارسة دعائية، وإنها ببساطة عملية إشراك بشرية في تجربة حقيقية".