متفرقات

أجبرته العصابة على قتال الكلاب وهو أعمى.. تفاصيل قصة الدب الأسيوي "Pooh"

16 أيلول 2019 11:41

في أيامه الأخيرة من الأسر، لم يتمكن الدب الأسود المربوط "Pooh" من رؤية العصابة القاسية المسؤولة عن محنته الرهيبة وتعذيبه، فقد اضطر للعيش مع كمامة على وجهه لأكثر من 10 سنوات، حيث فقد البصر في كلتا العي

في أيامه الأخيرة من الأسر، لم يتمكن الدب الأسود المربوط "Pooh" من رؤية العصابة القاسية المسؤولة عن محنته الرهيبة وتعذيبه، فقد اضطر للعيش مع كمامة على وجهه لأكثر من 10 سنوات، حيث فقد البصر في كلتا العينين بعد أن أجبر على قتال الكلاب الشرسة مرةً بعد أخرى.

وقام مالكي الدب الأسود الآسيوي بوضعه بانتظام في شجار شرس مع الكلاب، تاركين له إصابات دائمة ومؤلمة في كامل أنحاء جسمه، ولم يكن كابوسه قد انتهى إلا عندما تعرّضت السلطات لحادثة هجوم شارك فيه الدب و11 دببة أخرى في تلك المنطقة.

وبعد مرور أربع سنوات، يتم الاعتناء به في ملجأ، لكن الحراس يخشون أنه لن يشفى أبداً من الصدمة الجسدية والعقلية التي تعرض لها.

وتدعو جماعات حقوق الحيوان إلى القضاء على هذه الممارسة الوحشية، حيث يخشون على العشرات من الحيوانات في باكستان مسقط رأس الدب "Pooh"  من المشاركة في رياضة الدم العنيفة.

ولا يُعرف الكثير عن الكيفية التي سقط بها الدب "Pooh" في أيدي الصيادين منزوعي الرحمة والإنسانية، لكن يقول المناصرون إن الحيوانات يتم صيدها عادةً كأشبال بعد صيد و قتل أمهاتهم.

وفي عام 2015م تم إزالة كمامة Pooh"" ونزع أغلاله أخيراً، وكان قادراً على التحرك بحرية و لكنه كان قد فقد بصره للأسف.

وقالت ماري تشامبرز، مديرة حملات الحياة البرية وحمايتها في جمعية رعاية الحيوانات "World Animal Protection"، لوكالة ميرور أونلاين: " إنه دب مصاب بالصدمة العصبية والنفسية الشديدة، ولا يزال لديه الكثير من المشكلات السلوكية، فقد كان يقضي وقتاً طويلاً دون حراك، وكان على شركائنا العثور على طريقة لجعله يتحرك من جديد، حتى اكتشفوا أن الأفضل هو إطعامه جيداً و إعادة تأهيله جسدياً قبل كل شيء ".

وتعتقد ماري أن "Pooh"  قد فقد بصره إما في معركة مع كلب أو بسبب المعاملة الشرسة من قبل خاطفيه، قائلةً: " إن الدب Pooh"" لم يولد أعمىً، ولكن ليس لدينا أي فكرة عن كيفية إصابته بالعمى، ولكن من المحتمل أن يحدث ذلك عندما تعرض للعض والهجوم مع قبل كلبٍ ذي مخالب حادة، لكن كان من الممكن أن يصيبه مدربه أيضاً بضربات عنيفة أفقدته بصره، ومن المحزن حقاً أن هناك العديد من الدببة الأخرى التي ما زالت تعاني من نفس المصير ".

وتقدر ماري أن هناك حوالي 120 دباً تستخدم لأغراض الترفيه في باكستان، مع إجبار معظمهم على أداء الرقصات، وحوالي 15 منها تتعرض للعض والضرب يومياً من قبل المدربين والكلاب المسعورة . حيث يتم تكسير أسنانها، وتتم إزالة مخالبها ويتم خلعها بشكل دائم أثناء خضوعهم "للتدريب" على المعارك، والتي تجذب حشوداً كبيرة من الناس للأسف الشديد لمشاهدة هذه المعركة الدموية.

وأضافت ماري: " منذ عشر سنوات كان هناك الكثير من الأحداث التي تثير الدهشة، لكن بفضل بعض الأعمال العظيمة التي قام بها شركاؤنا، فقد انخفض هذا الأمر الآن، ومع ذلك فقد أصبحت مثل هذه الأفعال الشنيعة تقام الآن تحت الأرض، مما يجعل من الصعب تعقبها وإيقافها".

وخلال هذه المعارك المؤلمة، يتم ربط الدب من رقبته، مما يحد من حركته، ثم يتم تركه يصارع كلباً شرساً أو أكثر.

وقالت ماري: "ليس هناك طريقة للهروب، تستمر المعارك لمدة ثلاث دقائق ونادراً ما تتم معالجة إصابات الدببة بشكل صحيح إن تم معالجتها أصلاً، والمقلق حقاً أنهم حتى ليس لديهم أسنان أو مخالب حادة لأن هذه عادة ما تتم إزالتها عندما يكونون في الحبس وأثناء التدريب مما يجعل الدب ضعيفاً للغاية، ويُنظر إلى الكلاب على أنها فازت إذا نجحت في طرح الدب أرضاً".

وأصبحت هذه الممارسة الشنيعة التي أدخلها المستعمرون البريطانيون منذ أكثر من قرن غير قانونية في عام 1980م، لكنها استمرت في بعض المناطق الريفية حتى يومنا هذا، في عام 2000م، كان هناك ما يقرب من 300 دباً تستخدم للقتال، وهو عدد انخفض إلى حوالي 40 في عام 2014م.

وقالت مديحة منذور ، المدير المالي في مركز بيورسورس للأبحاث: "عندما يتم صيد الدببة في مرحلة الصغر، فإن الصدمة العقلية الأولى التي تعاني منها هي قتل والدتها . وفي وقت لاحق من الحياة، يعقب ذلك إزالة وكسر أسنانهم ومخالبهم، بالإضافة إلى وضع كمامة لهم وصهرها بمعدن حار جداً من أجل وضع حلقة حديدية تثقب وتوضع في الأنف للسيطرة على الدب، وعندما يكبرون، يجب عليهم الخضوع لتدريب لخلق الطاعة فيهم وكسر روحهم البرية، ولقد أجبروا على الرقص على صفيحة ساخنة، حيث تحترق أقدامهم، وهكذا يصبحون مطيعين للغاية و يستطيع المالك التحكم فيهم كما يشاء ".

وأضافت: "كان "Pooh" دباً يُضاف إلى بؤسه كدب بالغ، وكان عليه أن يقف في ساحة لمحاربة الكلاب الشرسة، ومثل هذه التجربة عادةً ما تعطي هذه الدببة شخصية محطمة وحالة صدمة نفسية شديدة، فالعدوان، والعنف والسلوكيات النمطية، وعدم التسامح، ولغة الجسد المعادية للمجتمع كانت قليلة في ذكرها في قضية "Pooh"".

ونادراً ما تعيش الدببة التي تُجبر على تحمل المعاملة القاسية بعد سن الثامنة، ومن غير المرجح أن يكون "Pooh"  قد كان لينجو لفترة أطول إذا لم يتم إنقاذه، حيث تعيش الدببة السوداء الآسيوية عمومًا بين 25 و30 عاماً فقط