أخبار

«الحريري يتنازل لحزب الله للبقاء في منصبه»

في برقية صادرة عن السفارة الإماراتية في بيروت يوم 8/10/2017، تظهر إشارات التحريض على الرئيس سعد الحريري من قبل السفير الإماراتي حمد الشامسي. وفي ما يأتي نص البرقية: تشير المعلومات إلى أن هناك تفاهم

في برقية صادرة عن السفارة الإماراتية في بيروت يوم 8/10/2017، تظهر إشارات التحريض على الرئيس سعد الحريري من قبل السفير الإماراتي حمد الشامسي. وفي ما يأتي نص البرقية:

  • تشير المعلومات إلى أن هناك تفاهماً بين حزب الله ورئيس الحكومة سعد الحريري في ضوء ما يقدمه من تنازلات في سبيل البقاء في منصبه، وهذا يأتي واضحاً بعد تصريح حسن نصرالله يوم أمس وإشادته بعمل الحكومة مع ضرورة الحفاظ على التسوية، حيث أشاد بعملها في مختلف المجالات، ولا سيما في مسألة تعاطيها مع العقوبات الأميركية المفروضة على حزب الله. وعلى الرغم من أن نصرالله رأى أن حزبه قادر على تحمل العقوبات، إلا أنه أشاد مباشرةً بمساعي الحريري لأجل تخفيفها عن الحزب.
    * يلاحظ في خطاب نصرالله يوم أمس، تركيزه على المملكة العربية السعودية، ومهاجمته لها، سواء حول أمور الإرهاب، أو في الموضوع الإسرائيلي، بالإضافة إلى اعتبارها أنها تسعى مجدداً إلى زعزعة الاستقرار في لبنان، من خلال إعادة تفعيل عمل قوى سياسية وتعزيز جبهات. ويتهم حزب الله السعودية باستدعاء كل من سمير جعجع وسامي الجميّل، وقوى وشخصيات أخرى بهدف تعزيز الجبهة لمواجهته، ويرى أن السعودية غير راضية عن أداء الحريري، ولذلك فإن الحزب ونصرالله يريدان إعطاء الحريري المزيد من المكتسبات السياسية والضمانات بعودته رئيساً للحكومة لأجل استقطابه واستمالته وإبعاده عن السعودية، خاصة أنه يعاني أزمة مالية خانقة، وهو غير قادر على مواجهتها إلا إذا كان في موقعه.
    * يريد حزب الله تعزيز هذه التسوية، استعجال التطبيع مع النظام السوري، والظهور بمظهر القوي الذي يسيطر على كل البلد، لاستباق أي تطورات إقليمية ودولية تؤدي إلى توجيه ضربات مالية، أو عسكرية، أو سياسية، أو معنوية له في سوريا وفي لبنان، ورغبته في تكريس التسوية ليبقى المسيطر على البلد والقادر على تسيير أموره. أما بحال عدم تحقيق ذلك، وتعرضه لأي انتكاسة، فهذا يعني أنه سيلجأ إلى خطوات تصعيدية في لبنان، إذا لم يخضع الجميع لإرادته.
    * وهذه الرسالة أوصلها حزب الله إلى كل الفرقاء، خصوصاً إلى نبيه بري، ووليد جنبلاط، وسعد الحريري، وهذه الرسائل هي التي دفعت إلى حصول اللقاء الذي جمع المسؤولين الثلاثة في كليمنصو مساء الأحد حيث جرت اتصالات بين كل من جنبلاط وبري قبل أيام، شددا خلالها على ضرورة الحفاظ على التسوية والاستقرار، وضرورة إبقاء سعد الحريري في هذا الجو، وعدم الانجرار نحو التصعيد.
    * قبل أسبوع حصل لقاء بين الحريري وجنبلاط في بيت الوسط، وجاء ذلك بعد دعوات سعودية وجهت إلى مسؤولين لبنانيين، وبعد معلومات تحدثت عن أن السعودية تريد التصعيد في لبنان وترفض الوضع القائم وتسلّم حزب الله للبلد بكامله، فكان لجنبلاط رأي في أهمية التعاطي بواقعية، وعدم التحمس بشكل زائد لهذا الطرح، لأن موازين القوى مختلفة. وبعد هذا اللقاء، استمر الاتصال بين بري وجنبلاط للتحضير لهذا اللقاء، وتشير المعلومات إلى أن الاتصالات بين بري وجنبلاط أفضت إلى طلب هذا اللقاء مع الحريري، والتوافق معه على أهمية حماية التسوية، لأن البلد لا يحتمل أي مخاطرة. بمعنى آخر، هناك من يرى أن اللقاء يأتي لتكريس العلاقة غير المباشرة بين الحريري وحزب الله، التي أنتجتها التسوية، وعدم انتكاستها بسبب التطورات أو المواقف السعودية، واعتبار أن المواجهة التي تطالب بها السعودية ليست لمصلحتهم ولا مصلحة البلد. وتشير المصادر إلى أن الحريري كان متجاوباً ومتوافقاً مع وجهة النظر هذه، لكنه اعتبر أنه لا يمكن الظهور بمظهر المستسلم أو المهادن لحسابات عديدة، منها شعبياً وداخلياً، ومنها إقليمياً، لكنه شدد على تمسكه بالتسوية وبكامل أفقها
  • رضوان مرتضى جريدة الاخبار