علوم

التهور له جذور وراثية..اكتشاف جين يؤثر على السمات الشخصية

18 شباط 2019 02:20

كشفت دراسة أجراها فريق من الباحثين الأمريكيين وجود ارتباط بين التغيرات التي تحدث في جين يُسمى CADM2 وسمات الشخصية المتهورة، مشيرةً إلى أن التهور يُعَد صفةً من الصفات الوراثية المعقدة التي تتحكم فيها ق

كشفت دراسة أجراها فريق من الباحثين الأمريكيين وجود ارتباط بين التغيرات التي تحدث في جين يُسمى CADM2 وسمات الشخصية المتهورة، مشيرةً إلى أن التهور يُعَد صفةً من الصفات الوراثية المعقدة التي تتحكم فيها قشرة المخ.

وأوضحت الدراسة، التي نشرتها دورية "ذا جورنال أوف نيوروساينس" (The Journal Of Neuroscience)، أن "الكشف عن دور ذلك الجين يعنى ارتباط التهور بالاضطرابات العصبية والنفسية الأخرى، ولا سيما تعاطي المخدرات، ونقص أو فرط النشاط، والميل إلى التصرف باندفاع في مواجهة الشدائد، علاوةً على الإصابة بالفُصام".

وأجرى الباحثون تحليلًا جينيًّا لـ22.861 ألف شخص ما بين ذكور وإناث، ثم قاموا بإجراء اختبارات للكشف عن السمات النفسية للمتطوعين.

وكشفت نتائج الدراسة أن الأشخاص الذين أظهروا شخصيةً اندفاعيةً لديهم اختلافات شائعة في جين CADM2، كما أنهم أيضًا يشتركون في مجموعة من الاضطرابات الأخرى، من ضمنها تعاطي المخدرات وإدمان الكحوليات مدةً متواصلة.

يقول "أبراهام بالمر" –من قسم الطب النفسي في جامعة كاليفورنيا، والباحث الرئيسي في الدراسة- في تصريحات لـ"للعلم": "إن الدراسة هي الأولى من نوعها التي تقدم تشريحًا وراثيًّا للعلاقة بين أنواع مختلفة من سمات الشخصية الاندفاعية والاضطرابات النفسية المختلفة، وانتهينا إلى وجود عامل مشترك بين الاندفاعية كسلوك من جهة وتعاطي المواد المخدرة من جهة أخرى، كما أن النتائج توضح أن التركيب الجيني للفرد قد يؤهله للانخراط في السلوكيات المحفوفة بالمخاطر".

ويشير "أبراهام" إلى أن الباحثين قاموا بقياس السلوكيات المندفعة من خلال مجموعة من الأسئلة التي وُجهت إلى المشاركين؛ لمعرفة سماتهم الشخصية، ثم قاموا بربط الإجابات بالطبيعة الجينية للأشخاص، ومقارنة النتائج ببعضها، ليجدوا أن الأشخاص الذين تم تصنيفهم على أنهم "مندفعون" يشترك بعضهم مع بعض في سمات جينية واحدة، قد تكون هي السبب وراء إكسابهم الطبيعة المندفعة.

ويضيف أن "التهور له جذور وراثية، ونتائج البحث الذي استغرق العمل عليه 10 سنوات كاملة تؤكد ذلك الأمر"، مشددًا في الوقت ذاته على "ضرورة العمل على دراسات أخرى لتقديم رؤى متنوعة وإضافية عن علاقة الوراثة بالسمات الشخصية"، على حد وصفه.