ثقافة وأدب

لهذا السبب فشل نابليون في بناء إمبراطوريته من الشرق إلى الغرب

25 شباط 2019 04:14

نشرت شبكة تاريخ الحروب أو «Warfare History Network» مقالًا على موقع «ناشيونال إنترست» يوضح السبب الذي فشل بسببه نابليون بونابرت في إخضاع الروس وتأسيس إمبراطوريته من الشرق إلى الغرب. مع أن الإمبراطورية

نشرت شبكة تاريخ الحروب أو «Warfare History Network» مقالًا على موقع «ناشيونال إنترست» يوضح السبب الذي فشل بسببه نابليون بونابرت في إخضاع الروس وتأسيس إمبراطوريته من الشرق إلى الغرب. مع أن الإمبراطورية الفرنسية والإمبراطورية الروسية كانتا حليفتين شكليًا عقب توقيعهما على معاهدة الدعم المشترك التي تم إبرامها في تيليست عام 1807، إلا أن تضارب المصالح أدى إلى صناعة فجوة بينهما في السنوات اللاحقة.

كان من بين أبرز القضايا التي شقت التوافق بين الإمبراطور الفرنسي نابليون بونابرت والقيصر الروسي ألكساندر الأول رفض روسيا للنظام القاري – وهو حصار اقتصادي يهدف لمنع البضائع البريطانية من دخول قارة أوروبا – وخلافهما حول ما إذا كان لفرنسا أم لروسيا الأحقية في السيادة فيما يتعلق بشؤون بولندا.

عازمًا على إجبار الروس على احترام التزاماتها التعاهدية والاعتراف بالسيادة الفرنسية على جميع أنحاء أوروبا، بدأ نابليون بغزو تلك الإمبراطورية الشاسعة في 24 يونيو (حزيران) 1812 على رأس جيش ضخم – سماه الجيش الكبير – قوامه 600 ألف رجل، ويضم جنودًا من جميع أركان الإمبراطورية الفرنسية. لقد كان حجم الجيش الفرنسي يزيد على ضعف حجم الجيش الروسي الذي كان يقوده في البداية المشير مايكل أندرياس باركلي دي توليه قبل أن يخلفه الأمير ميخائيل كوتوسوف.

مع تقدم نابليون في العمق الروسي ألحقت حرارة الصيف أضرارًا بجيشه البعيد للغاية عن موطنه والمعتمد على خطوط إمدادات طويلة جدًا. أما الجيش الروسي فقد رفض الدخول في أي معارك واتبع سياسة الأرض المحروقة؛ إذ انسحب الروس إلى المناطق الداخلية مع تكليف فرسان القوزاق بالهجوم على أجنحة الجيش الفرنسي ومؤخرته متبعين أسلوب الكر والفر.

طريق مفتوح نحو موسكو

بعد ما يقرب من ثلاثة أشهر من الانسحاب المستمر تحصن الروس في مدينة بورودينو بالقرب من موسكو حيث دارت رحى إحدى أكبر المعارك دمويةً في الحروب النابليونية في 7 سبتمبر (أيلول). شارك في تلك المعركة أكثر من ربع مليون رجل، ووصل عدد الضحايا إلى حوالي 70 ألف ضحية. وبالرغم من أن نابليون ادعى تحقيق النصر مع انسحاب جيش العدو، إلا أنه لم يتمكن من تدمير القوة القتالية للجيش الروسي، لكن الطريق إلى موسكو كان قد أصبح مفتوحًا، حيث دخل الفرنسيون المدينة المهجورة في 14 سبتمبر.

اشتعلت النيران في موسكو في تلك الليلة، وذكر نابليون ذلك المشهد المريع قائلًا: «..جبال من النيران المستعرة المتدفقة التي تشبه أمواج البحر العاتية. لقد كان ذلك المشهد من أروع وأفظع ما شاهده العالم على الإطلاق».

توقع الإمبراطور مبادرة سلام روسية، لكن لم يحدث أي من ذلك.

انتظر نابليون خمسة أسابيع، ومع انقضاء فصل الخريف بدأ الجيش الكبير في رحلة انسحابه الطويلة نحو الغرب، وهو ما تحول إلى واحدة من أكبر الكوارث العسكرية في التاريخ. تجاهل نابليون نصيحة وجهت له من أحد أتباعه المخلصين بسلوك طريق بديل أفضل فيما يتعلق بسهولة وصول الإمدادات، في حين أجبره الجيش الروسي على العودة من نفس المسار الذي جاء منه في الصيف الماضي.

وفي أوائل ديسمبر (كانون الأول) ترك نابليون جيشه المنسحب عائدًا إلى باريس حيث تم قمع محاولة للانقلاب على نظام الحكم، كما أنه كان يأمل ببناء جيش جديد. عندما غادر آخر جندي فرنسي الأراضي الروسية منتصف ديسمبر كان الجيش الكبير قد فقد حوالي نصف مليون ضحية نتيجة المعارك مع الروس والشتاء الروسي القارس. أدت تلك الحملة الكارثية لاحقًا إلى صحوة الائتلاف السادس وتجديد النضال ضد الهيمنة الفرنسية على أوروبا. وفي ربيع عام 1814 دخلت جيوش الائتلاف السادس باريس، واضطر نابليون للتنازل عن العرش وعاد النظام الملكي البوربوني ليذهب بعدها نابليون إلى منفاه في جزيرة إلبا في البحر التيراني. لقد أدى الانسحاب الطويل خلال الشتاء الروسي عام 1812 إلى تدمير الجيش الكبير الخاص بنابليون، وتسبب في هزيمته على يد الائتلاف السادس.