تختلف ترددات المؤشرات الاقتصادية من مؤشر إلى آخر، حيث يتم صدور بعض المؤشرات بصورة دورية، إما اسبوعية أو شهرية أو ربع سنوية أو سنوية.
يوجد هناك العديد من المؤشرات، وكل منها يختلف عن الآخر من حيث المكان والأصل والجمهور المستهدف وأثرها على الأسواق المالية المختلفة.
ومن بين هذه المؤشرات، مؤشر "البيغ ماك" الاقتصادي، ويتبادر للكثيرين سؤال حول العلاقة بين هذه السندويشة التي تنتجها مطاعم "ماكدونالدز" للوجبات السريعة و الأسهم والمعايير الاقتصادية.
دعونا نتعرف في هذا التقرير على هذا المؤشر الفريد من نوعه و الذي يحظى بشهرة عالمية.
فكرة مؤشر "بيغ ماك"
استحدثت صحيفة "الإيكونمسيت" الاقتصادية الأمريكية هذا المؤشر، وربطته بسندويشة "البيغ ماك" التي تنتجها سلسلة المطاعم السريعة "ماكدونالز".
وكان من أجل استخدامه لقياس قوة العملات وأدائها معتمدبن في ذلك على القوة الشرائية لهذه السندويشة.
وتعمل نظرية "تعادل القوة الشرائية"على تحديد العلاقة بين مستويات الأسعار النسبية بين البلدان المختلفة، على أساس أن أسعار الصرف تحددها قيمة السلع التي يمكن أن تشتريها العملات، ففي إطار التبادل التجاري بين الدول لسلع
تتمتع فيها كل منها بمميزات نسبية، يكون سعر الصرف التوازني بين عملتين هو السعر الذي يساوي بين القوة الشرائية لكل منهما.
وهذا ما إقترحته المجلة بطرحها لهذا المؤشر، بأن وحدت أداة وشبه عملة عالمية تتضمن هذه النظرية، وأنتجت منها "البيج ماك"، ليرتفع سعره على المواطنين في الدول غير المنتجة بانخفاض سعر العملة.
وينخفض سعره على مواطني الدول المنتجة مع ارتفاع سعر العملة، ويكون أداتك إذا أردت التعرف إلى الحالة الاقتصادية للدولة فقط معرفة سعره ومقارنته بالسعر في دولتك أو الوجهة التي تريدها.
وحول إختيار "البيج ماك" من بين كل المنتجات لدى سلسلة "ماكدونالدز" فذلك يعود كونها السندويشة الأكثر طلبا، كما انه موجود في العديد من مطاعم السلسلة في العالم بالإضافة لأن الطلب عليه يتميز بتنوعه بين الفئات العمرية.
كيفية حساب سعر الصرف بـ"البيغ ماك" وهل تعتبر كافية ؟
تشير نظرية "تعادل القوة الشرائية" الى أن سعر أي سلعة في بلد من المفترض ان يعادل سعره في بلد آخر بعد حساب سعر الصرف بين البلدين.
فعلى سبيل المثال: اذا كان سعر سندويشة "البيغ ماك" في أمريكا يعادل 4 دولارات وفي بريطانيا يعادل جنيهين ونصف إسترليني، فستكون طريقتنا في الحساب هي (4/ 2.5 = 1.60).
ويعتبر هذا المؤشر ليس كافيا لحاسب أسعار الصرف ولكنه كافي من الناحية النظرية في حال تم تطبيقه على المواد التي تدخل في صناعة السندويشة.
إلا أنه كغيره من المؤشرات الاقتصادية لايمكن اعتباره مقياسا مثاليا للنمو والتضخم دون تدخل بعض العومل كالحواجز الجمركية على منتجات هذه السندويشة بالإضافة لرواتب اليد العملة التي تختلف من بلد لآخر وعدد من المتغيرات الأخرى.
نشر موقع "statista" الذي يختص بالأعمال و الأبحاث الإقتصادية قائمة لأسعار السندويشة في العالم حيث تصدرت سويسرا قائمة بلدان العالم من حيث سعر السندويشة ليصل ثمنها لـ6,54 دولار، واحتلت السويد المرتبة الثانية بسعر وصل لـ5,83 دولار،
ومن ثم جائت الولايات المتحدة الأمريكية بسعر وصل الى 5,51 دولار.
واحتل لبنان المرتبة الأولى عربيا والـ12 عالميا من حيث السعر حيث وصل الى 4,3 دولار وفي المرتبة الـ20 حلت الإمارات العربية المتحدة بسعر وصل لـ3,81 دولار، لتحتل مصر المرتبة الأخيرة في القائمة بسعر وصل لـ1,75 دولار.