ثقافة وأدب

دلال المغربي "الأسطورة التي لا تموت"

نواف الزرو

10 آذار 2019 19:16

ليس من قبيل المبالغة الاعلامية القول بان الشهيدة دلال المغربي هي"الاسطورة الفلسطينية التي لا تموت"، فهي اشهر الفدائيات الفلسطينيات اللواتي حملن السلاح ضد الاحتلال، والعملية الفدائية التي نفذتها قبل وا

ليس من قبيل المبالغة الاعلامية القول بان الشهيدة دلال المغربي هي"الاسطورة الفلسطينية التي لا تموت"، فهي اشهر الفدائيات الفلسطينيات اللواتي حملن السلاح ضد الاحتلال، والعملية الفدائية التي نفذتها قبل واحد واربعين عاما على الساحل الفلسطيني هي اشهر واقوى العمليات الفدائية، والخسائر الصهيونية في هذه العملية هي الاكبر في تاريخ العمليات الفدائية، وتأثيرها على قيادات ومعنويات العدو كان هائلا، وفعلها على معنويات الشعب الفلسطيني كان عظيما. ولكل ذلك وغيره من التفاصيل الكثيرة تستحق الشهيدة دلال ان تزين سجل النضال الوطني الفلسطيني وان توثق فيه" باعتبارها الاسطورة التي لا تموت". واليوم وفي الذكرى الحادية والاربعين لاستشهادها نستحضر ابرز وقائع العملية التي نفذتها دلال وعرفت باسم"عملية كمال العدوان-احد القادة الفلسطينيين الكبار" من اجل الذاكرة والاجيال: ففي صباح يوم 11 ابريل 1978 نزلت دلال مع فرقتها الفدائية-الاستشهادية- من قارب كان يمر أمام الساحل الفلسطيني واستقلت مع مجموعتها قاربين مطاطيين ليوصلاها إلى الشاطئ في منطقة غير مأهولة ونجحت عملية الإنزال والوصول إلى الشاطئ. كما نجحت دلال وفرقتها في الوصول إلى الشارع العام المتجه نحو تل أبيب وقامت بالاستيلاء على باص إسرائيلي بجميع ركابه من الجنود كان متجها إلى تل أبيب واتخذتهم كرهائن وكانت تطلق خلال الرحلة النيران مع فرقتها على جميع السيارات العسكرية التي تمر بقربها مما أوقع مئات الإصابات في صفوف جنود الاحتلال. وبعد ساعتين من النزول على الشاطئ، كلفت الحكومة الإسرائيلية فرقة خاصة من الجيش يقودها ايهود باراك رئيس الاركان ووزير الحرب ورئيس الوزراء الأسبق، بإيقاف الحافلة وقتل واعتقال ركابها من الفدائيين. وقامت وحدات كبيرة من الدبابات وطائرات الهيلوكوبتر برئاسة باراك بملاحقة الباص إلى أن تم إيقافه وتعطيله قرب مستعمرة هرتسليا وهناك اندلعت حرب حقيقية بين دلال والقوات الإسرائيلية حيث فجرت دلال الباص بركابه الجنود فقتلوا جميعهم وقد سقط في العملية العشرات من الجنود المهاجمين، واعترف العدو بمقتل 38 مدنياً إسرائيلياً، بينهم 13 طفلاً. كما استشهدت دلال مع ثمانية مسلحين آخرين أثناء العملية، وكانت على قائمة الجثامين التي طالب بها حزب الله اللبناني في إطار صفقة لتبادل الأسرى أُبرمت مع إسرائيل في 17 تموز 2008 ولكن فحوص الحمض النووي (DNA) أظهرت عدم إعادة الجثمان، وأن الجثث المعادة هي لأربعة قتلى مجهولي الهوية، ولا يزال جثمانها غير معروف المكان. وجاء في التوثيق ايضا: كان الهجوم يخيم على وجوه الرهائن في الباص المختطف، إذ لم يخطر ببالهم رؤية فدائيين على أرض فلسطين، وخاطبتهم قائلة: «نحن لا نريد قتلكم نحن نحتجزكم فقط كرهائن لنخلص إخواننا المعتقلين في سجون دولتكم المزعومة من براثن الأسر»، وأردفت بصوت خطابي نحن شعب يطالب بحقه بوطنه الذي سرقتموه ما الذي جاء بكم إلى أرضنا ؟ وحين رأت دلال ملامح الاستغراب في وجوه الرهائن سألتهم: هل تفهمون لغتي أم أنكم غرباء عن اللغة والوطن !!!، وهنا ظهر صوت يرتجف من بين الرهائن لفتاة قالت إنها يهودية من اليمن تعرف العربية، فطلبت دلال من الفتاة أن تترجم ما تقوله للرهائن، ثم أردفت دلال تستكمل خطابها بنبرات يعلوها القهر: لتعلموا جميعا أن أرض فلسطين عربية وستظل كذلك مهما علت أصواتكم وبنيانكم على أرضها، ثم أخرجت دلال من حقيبتها علم فلسطين وقبلته بكل خشوع ثم علقته داخل الباص وهي تردد.... بلادي... بلادي... بلادي ** لك حبي وفؤادي فلسطين يا أرض الجدود ** إليك لا بد أن نعود