متفرقات

هل يصبح "إكسير الحب" حقيقة؟

14 آذار 2019 14:37

الحب والغرام من أجمل العواطف التي يختبرها الإنسان في حياته، ولكنها في الحقيقة تفاعلات هرمونية كيميائية معقدة بطلها هرمون الأوكسيتوسين. فما هو هذه الهرمون، وهل من الممكن أن يباع الحب مستقبلاً في زجاجات

الحب والغرام من أجمل العواطف التي يختبرها الإنسان في حياته، ولكنها في الحقيقة تفاعلات هرمونية كيميائية معقدة بطلها هرمون الأوكسيتوسين. فما هو هذه الهرمون، وهل من الممكن أن يباع الحب مستقبلاً في زجاجات؟

في الأساطير والقصص الخيالية، يحكى دائماً عن إكسير سحري يجعل أي شخص تريده يقع في غرامك، ويحافظ على مشاعر الحب الدافئة إلى الأبد، كاللحظات الأولى وكمفعول سهام "كيوبيد". لكن العلم المعاصر أثبت مؤخراً أن هذه المشاعر الجياشة ما هي إلا تفاعلات كيميائية داخل الجسد بطلها هرمون يطلق عليه اسم "أوكسيتوسين"، والذي يكون في أعلى مستوياته عند وقوع الإنسان في الغرام. لكن هل يتمكن العلم مستقبلاً من تخليق هذا الهرمون مخبرياً وتحويل "إكسير الحب" الأسطوري إلى منتج يباع في الأسواق؟

 ما هو الأوكسيتوسين؟

الأوكسيتوسين هو الهرمون المسؤول عن الشعور بالحب والرضا والثقة والنشاط الجنسي، لدرجة أنه حمل الاسم الشائع "هرمون الحب"، وذلك لأن مستوياته تزيد أثناء المعانقة والعلاقات الحميمة. وقد أطلقت عليه العديد من التسميات الأخرى مؤخراً، مثل "هرمون العناق" و"هرمون النعيم"، بحسب ما نشره موقع "سايكولوجي توداي".

ومن الناحية الطبية، فإن الأوكسيتوسين ناقل عصبي يساهم في الناحية الصحية بشكل عام، إذ يلعب دوراً هاماً في الولادة والرضاعة الطبيعية، وهو أيضاً مسؤول عن تقلصات الرحم أثناء المخاض. ويرتبط الأوكسيتوسين أيضاً بالتعاطف والثقة والنشاط الجنسي وبناء العلاقات، وقد تكون له فوائد علاجية لعدد من الحالات المرضية، بما في ذلك الاكتئاب والقلق والمشاكل المعوية، طبقاً لموقع "ميديكال نيوز توداي" الطبي.

هل يمكن خلقه صناعياً؟

يسمى هرمون الأكسيتوسين الصناعي "بيتوسين"، ويستخدم كدواء بوصفة طبية تحت الاسم التجاري "بيتوسين"، ولكن تعاطيه أثناء الولادة لتقليل النزيف أو لحث المرأة على الولادة الطبيعية يستدعي إشرافاً طبياً، نظراً لكونه يقوي انقباضات الرحم. غير أن آثاره الجانبية قد تشمل تسريع نبضات القلب والنزيف.

للأسف، لا يمكن بعد تصنيع "هرمون الحب" على شكل "إكسير" يجعل شخصاً بعينه يقع في الغرام أو لزيادة مشاعر الحب. ولكن من يعلم، قد يكون ذلك ممكناً في المستقبل!

ولكن لا داعي لليأس، فعلى الرغم من أن العلم لم يطور "أكسير الحب"، إلا أن تحفيز إطلاقه ما يزال في متناول الأيدي دائماً، إذ أن الاهتمام والرعاية والصدق والتفاؤل جميعها تلعب دوراً هاماً في خلق مشاعر إيجابية تحفز إفراز هرمون الأوكسيتوسين وتجعل العلاقات العاطفية أكثر ترابطاً.