الرصد العسكري

خطر القاذفات الأمريكية عند حدود روسيا وكيف سيكون الرد

25 آذار 2019 13:54

نشرت الولايات المتحدة الأمريكية في الشهر الجاري عدة قاذفات من طراز В-52Н Stratofortress في بريطانيا، وهذه القاذفات قادرة على حمل أسلحة نووية وصواريخ مجنحة. ووفقا للخبراء هذا أمر مثير للقلق للغاية.

نشرت الولايات المتحدة الأمريكية في الشهر الجاري عدة قاذفات من طراز В-52Н Stratofortress في بريطانيا، وهذه القاذفات قادرة على حمل أسلحة نووية وصواريخ مجنحة. ووفقا للخبراء هذا أمر مثير للقلق للغاية.

وقامت هذه القاذفات الاستراتيجية التي وصلت من المطار العسكري باركسديل في لويزيانا إلى قاعدة "فيرفورد" في بريطانيا في الأيام العشر الأخيرة بعدة رحلات عند الحدود الغربية لروسيا. وكذلك ظهرت فوق بحر بارنتس وحدود روسيا في البحر الأسود وسواحل كامتشاتكا.

وحتى اضطرت القوات الجوية الروسية لإرسال "سو-27" لاعتراض القاذفة الأمريكية في نهاية الأسبوع الماضي، ولقد رافقت "سو-27" قاذفات "بي-52" فوق المياه المحايدة للبلطيق. وتمكن الطيارون الروس من تصوير الأسلحة التي تحملها القاذفة وتبين أن "بي-52" تحمل تحت جناحها الأيمن حاوية فيها منظومة البحث والتصويب الجديدة التي دخلت الخدمة مؤخرا  AN/AAQ-33 Sniper Advanced Targeting Pod، التي تستخدم لإطلاق أسلحة عالية الدقة. وكان يوجد بالقرب من بدنها قنابل، وفقا لروسيسكايا غازيتا.

ولكن القاذفات لم تصل إلى الحدود الروسية. ووفقا لبيانات وزارة الدفاع الروسية، وصلت 6 قاذفات استراتيجية Stratofortress من الولايات المتحدة إلى أوروبا. وحلقت 7 مرات بالقرب من المجال الجوي الروسي منذ 14 مارس آذار.

وكانت كل الرحلات بأجهزة إرسال واستقبال مشغلة، ومع ذلك كانت هذه الرحلات استفزازية.

خطر "بي-52" على روسيا:

بتقييم تهديد "بي-52" يجب الأخذ بعين الاعتبار إمكانيتها على استخدام الأسلحة غير النووية.  وأهم سلاح يمكن أن تستخدمه القاذفة في المناطق التي رصدت فيها سابقا (البلطيق، الشمال، المحيط الهادئ، البحر الأسود) ليست القنابل أو الصواريخ المجنحة، بل الألغام البحرية، التي لها إمكانيات كبيرة، وفقا لإزفيستيا.

منها لغم Quickstrike-ER الذي صمم على أساس قنابل تسقط بحرية ومزودة بمنظومة التحكم JDAM-ER التي تشمل الصواريخ المجنحة وأنظمة تحكم تعتمد على نظام الملاحة عبر الأقمار الصناعية من أجل زيادة الدقة والمدى. ويمكن قذف هذه الألغام من على مسافة 50 ميلا بحريا (أكثر من 90 كم)، دون الدخول إلى منطقة عمل معظم أسلحة الدفاع الجوي.

في الواقع ، تعتبر ألغام Quickstrake سلاح لـ "إغلاق" القواعد البحرية. وهي مزودة بمصهر مغناطيسي / زلزالي / هيدرودينامي مدمج، ويسمح نظام التحكم الخاص بها بالتعرف على الأهداف من صورة "معقدة" ، عن طريق الخصائص الصوتية والمغناطيسية وغيرها، ولا تستجيب للأهداف الكاذبة، مما يعقد إلى حد كبير اكتشافها وتدميرها.

ويقول الخبير العسكري أليكسي ليونكوف لقناة "زفيزدا" الروسية: "تم نشر القاذفات الست في إنجلترا، للتدرب على سيناريو منع العدوان من قبل عدو متقدم وعالي التقنية والرد".

وقال المدير العام لمركز المعلومات السياسية، ألكسي موخينفي برنامج "تقرير خاص" على زفيزدا "ظهور "بي-52" في إنجلترا أمر مقلق للغاية، هذا يدل على إمكانية محاولة شن ضربة نووية على الأراضي الروسية. وبطبيعة الحال، فإن مثل هذه الإجراءات لا تسبب قلقا لروسيا فحسب، بل وقد تؤدي إلى تغيير العقيدة العسكرية. يتم الآن إعداد الطبعة الجديدة من العقيدة العسكرية في هيئة الأركان الروسية العامة".

الرد الروسي:

قال الخبير إليا كرامنيك: "تأخذ روسيا بعين الاعتبار هذه المخاطر وتجهز الرد على "تهديد الألغام" الأمريكي. وهي تطور وتحدث بنشاط أسلحة مضادة للألغام. وسوف تدخل خدمة القوات البحرية الروسية كاسحة ألغام من الجيل الجديد بحلول عام 2027، من مشروع 12700. وتقوم بتطوير مروحيات وغواصات لمكافحة تهديد الألغام، ولم تكشف وزارة الدفاع الروسية حتى الأن عن خصائص وسائل الرد".