علوم

«ذي أتلانتك»: الأحلام من وجهة نظر العلم.. هل لأحلامنا تفسير علمي فعلًا؟

25 آذار 2019 22:41

ما هي فوائد الأحلام؟ وهل هناك أي معنى للأحلام الغريبة التي نراها أثناء النوم؟ هل علينا أن نخشى كوابيسنا؟ إن كنتَ مهتمًا بفهم تلك التجارب التي تخوضها أثناء النوم، فقد جمعت لك مجلة «ذي أتلانتك» الأمريكي

ما هي فوائد الأحلام؟ وهل هناك أي معنى للأحلام الغريبة التي نراها أثناء النوم؟ هل علينا أن نخشى كوابيسنا؟ إن كنتَ مهتمًا بفهم تلك التجارب التي تخوضها أثناء النوم، فقد جمعت لك مجلة «ذي أتلانتك» الأمريكية أبرز النظريات العلمية عن النوم.

أوضحت المجلة أنَّ بعض النظريات تتفوق على نظيرتها. منها نظرية سيجموند فرويد، الذي جادل بأنَّ الأحلام تكشف أمنياتٍ وحقائق خفية.

وبحسب تقرير المجلة، أشارت أبحاثٌ جديدة إلى أنَّ الأحلام تساعدنا في معالجة مشاعرنا العارمة، أو ربما تنظيم وترسيخ الذكريات، أو فهم نشاط الخلايا العصبية العشوائي، أو التدرُب على ردود الأفعال في المواقف الخطيرة. هذا بينما يجادل البعض بأنَّ الأحلام ليست لها أي وظيفة تطورية، لكنَّها ببساطة تعكس مخاوف شخصية.

ورغم أنَّ آراء فرويد غير مدعومة بأدلة علمية واضحة، لكن يتبعها الكثيرون حول العالم.

وأفاد التقرير بأنَّ الباحثين وجدوا بأنَّ الطلاب في الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية والهند يفضلون التصديق في أنَّ الأحلام تكشف حقائق خفية، على أن يؤيدوا نظرياتٍ مثبتة علميًا. وفي السياق ذاته، يبدو أنَّ الناس يثقون للغاية في ما تخبرهم به أحلامهم. إذ أنَّ المشاركين في الدراسة ذاتها قالوا إنَّ الحلم بتحطم طائرة يسبب لهم قلقًا أكثر من تحذيرٍ رسمي بهجومٍ إرهابي وشيك.

ورغم أنَّ الأحلام لا تستطيع التنبؤ بالمستقبل، يبدو أنَّها تكشف عن خيالاتنا المشتركة. فوفقًا للمجلة، يحظى الواحد منا في المتوسط بأربعة أو خمسة أحلام في الليلة الواحدة، ونرى أغلبية الأحلام خلال مرحلة نوم حركة العين السريعة (REM).

يقول التقرير: «إن 8% من الأحلام تكون عن الجنس، وهذا الأمر ينطبق على النساء والرجال، الاختلاف الوحيد أنَّ الأحلام الجنسية التي تظهر فيها شخصيات عامة تزداد احتماليتها بمقدار الضعف لدى النساء مقارنةً بالرجال، الذين تزداد لديهم احتمالية الأحلام التي يرون فيها شركاء متعددين بمقدار الضعف أيضًا.

وينتشر القلق بصورةٍ كبيرة أيضًا في الأحلام. فبحسب تقرير المجلة، وجدت دراسة أُجريت على طلاب جامعيين من كندا أنَّ أكثر مواضيع الأحلام انتشارًا غير الجنس كانت الدراسة، والوصول في موعدٍ متأخر، والسقوط، أو تعرضهم للمطاردة من قبل شخصٍ ما.

ورغم القواسم الشائعة بين الأحلام التي نراها، فإنَّها تختلف من زمنٍ لآخر ومن ثقافةٍ لأخرى. إذ أوضحت المجلة أنَّ الأشخاص الذين كبروا وهم يشاهدون التلفاز بالأبيض والأسود تكون أحلامهم غالبًا بالأبيض والأسود.

وكشفت دراسة أُجريت في عام 1958 أنَّ الأمريكيين يحلمون أكثر بخسارة شخصٍ قريب، أو إيجاد النقود، أو بأنَّهم محتجزون، أو بأنهم لا يرتدون زيًٍا لائقًا، أو أنهم عراة، أو بمقابلة شخص مجنون. في حين كانت أحلام اليابانيين عن الدراسة، أو تكرار المحاولة لفعل شيءٍ ما، أو أنَّ أجسادهم شُلت من الخوف، أو الحيوانات البرية المتوحشة.

وأضاف التقرير أنَّ الحيوانات أيضًا تراودها كوابيس على الأرجح. وتقريبًا معظم الثدييات قادرة على الحلم، والطيور كذلك، وبعض السحالي والحبار. ويعد خُلد الماء الحيوان الذي يحلم لأطول مدةٍ بين جميع الكائنات، حيث يحصل على ثماني ساعاتٍ يوميًا من نوم حركة العين السريعة.

وإذا كانت أحلامك تبدو كئيبة، توضح المجلة بأنَّه عليك الأخذ بالاعتبار أنَّ حتى الأحلام السلبية يمكن أن يكون لها تأثير إيجابي. إذ أُجريت دراسة عن طلابٍ مُقبلين على امتحان قبول بكلية طبٍ فرنسية، و60% منهم تضمنت أحلامهم قبل الامتحان مشكلاتٍ بالامتحان، مثل التأخر عن الموعد، أو ترك إجابةٍ فارغة، لكنَّ الذين أبلغوا عن رؤيتهم كوابيس بخصوص الامتحان أدوا أداءً أفضل من أقرانهم الذين لم يحلموا بشيء.

لذا عندما تحلم بحلمٍ معقد، فهذا غالبًا لا يعني شيئًا. من المحتمل فقط أنَّ عقلك يقوم بإعدادك حتى إذا ما واجهتك أحداثٌ مشابهة.