متفرقات

كيف أنقذت القطط قرية بأكملها؟

2 نيسان 2019 12:43

عادة ما ينقسم محبو الحيوانات بين من يحب الكلاب أكثر أو القطط، ومحبو الكلاب تحديداً يعتبرون أن حيوانهم المفضل أكثر وفاء ومحبة وتعاطفاً من القطط التي تُعرف بغدرها أو بمزاجها المتقلب وعدم اكتراثها، لكن ب

عادة ما ينقسم محبو الحيوانات بين من يحب الكلاب أكثر أو القطط، ومحبو الكلاب تحديداً يعتبرون أن حيوانهم المفضل أكثر وفاء ومحبة وتعاطفاً من القطط التي تُعرف بغدرها أو بمزاجها المتقلب وعدم اكتراثها، لكن بعد أن تقرأوا هذه القصة فنظرتكم قد تتغير. أما محبو القطط، فستكتشفون معنا الآن وجهتكم المثالية لرحلتكم التالية، وهي قرية هوتونغ، التي تقع في شمال تايوان. فبمجرد دخولكم إليها ستكتشفون من هم نجوم هذه القرية الحقيقيون. وعلى سبيل المثال تتضمن القرية جسراً على شكل قطة وعدداً من الأوعية المليئة بمأكولاتهم وإشارات طرق مزينة بزخارف على شكل تلك الحيوانات الأليفة أيضاً! لكن لماذا كل هذا الاهتمام بالقطط؟

تاريخياً، اشتهرت القرية بكونها واحدة من أكبر وأكثر مواقع استخراج الفحم تطوراً في تايوان، إذ تواجد فيها أكثر من 6000 مقيم وعامل قبل أن يُهجر موقع استخراج الفحم في عام 1990. وبعدما انتقل المقيمون الشباب من القرية بحثاً عن فرص أفضل، تحولت هوتونغ، في مدينة تايبيه الجديدة، من منطقة مليئة بالحياة ومفعمة بالحيوية إلى قرية نائمة وهادئة جداً يسكنها 100 مقيم تقريباً. ولكن في عام 2010 بدأت الأمور تنقلب رأساً على عقب، بعد أن بدأ أحد المصورين ومحبي القطط بتسليط الضوء على القطط المشردة في شوارع القرية، فتحولت المدينة إلى مركز لمحبي القطط، ما عمل أيضاً على مصدر دخل لأهل القرية في الآن ذاته وتحويلها من مكان مهجور الى آخر مليء بالسياح.

يهتم أهالي القربة بالعديد من القطط التي تجوب القرية، ويقومون بتسميتها وفتح العديد من المحال والمقاهي المستوحاة من القطط، كما استغلت حكومة المنطقة الفرصة لتسليط الضوء على تاريخ هوتونغ الطويل. وأقامت البلدة في عام 2010 أيضاً حديقة متحف مخصصة لتسليط الضوء على زمن التعدين السابق في المدينة، كما استضافت في 2012 مهرجان "فانوس القط". ومن الواضح أن تلك الجهود تلعب دوراً فعالاً في ازدهار السياحة، إذ تجذب البلدة ما يقارب المليون زائر سنوياً.

لكن وعلى الرغم من كل تلك الجهود، إلا أن ذلك لا يعني أن كل شيء مثالي في القرية. فبحسب تقارير محلية، أصبحت البلدة المكان الذي يتوجه إليه الأشخاص الذين يودون التخلص من قططهم، وعادة ما يحصل ذلك بشكل عشوائي، ما يؤدي إلى ازدياد عدد القطط بشكل غير متوقع.

وأشارت حكومة مدينة تايبيه الجديدة لحماية الحيوان ومكتب فحص الصحة في دراسة حديثة، إلى أن القرية أصبحت منزلاً لما يقارب 286 قطة، أي أكثر بخمسين قطة بالمقارنة بالعام الماضي فقط. كما أن إطعام القطط من قبل الزائرين يؤثر أيضاً على صحة الحيوانات الأليفة. لذا تعمل الحكومة بالتعاون مع أهل القرية والمتطوعين على إعطاء القطط التطعيم اللازم والعلاج الطبي المنتظم.