ثقافة وأدب

القبيح الذي وقع في غرام الغجرية.. كيف أكسبت رواية «أحدب نوتردام» الكاتدرائية شهرة عالمية وأجبرت فرنسا على ترميمها

17 نيسان 2019 18:42

سلطت الرواية الضوء على كنيسة نوتردام التي تعرضت لحريق 15 أبريل/نيسان 2019، وكانت من أهم الأعمال الأدبية إن لم تكن أكثرها شهرة على الإطلاق التي جعلت الكاتدرائية مسرحاً لأحداثها، ما ربطها في أذهان كثيري

سلطت الرواية الضوء على كنيسة نوتردام التي تعرضت لحريق 15 أبريل/نيسان 2019، وكانت من أهم الأعمال الأدبية إن لم تكن أكثرها شهرة على الإطلاق التي جعلت الكاتدرائية مسرحاً لأحداثها، ما ربطها في أذهان كثيرين حول العالم حتى هؤلاء الذين لم يزوروا باريس.

تدور أحداث الرواية في باريس في القرن الـ15 م، وتستحضر بقوة حياة القرون الوسطى في المدينة خلال عهد لويس الـ11، عرضت الرواية لمحة عن قبيح يقع في حب فتاة جميلة، ما يجلب عليه المتاعب.

واستطاعت الرواية أن تكسب الكاتدرائية شهرة واسعة، خاصة بعدما تحولت لعدد كبير من الأعمال الدرامية والسينمائية، وتحولت إلى أفلام في هوليود وأفلام رسوم متحركة، وأعيد تقديمها باللغة العربية لأول مرة في المسلسل السوري «جواد الليل» الذي أنتج عام 1999.

أحدب نوتردام

حين نشرت رواية «أحدب نوتردام» عام 1831 كانت الكاتدرائية فى حالة يرثى لها وبحاجة لعملية ترميمات هائلة، وحين حازت الرواية على شهرة عالمية تمكنت من تسليط الضوء على البناء الأثري بعدما كان الفرنسيون قد فقدوا الأمل في إعادته إلى ما كان عليه.

وبفضل عدد الزوار الذي توافد عليها لاحقاً قررت الحكومة الفرنسية ترميمها، حتى أصبحت من أكثر المزارات شهرة في باريس تستقطب سنوياً ما لا يقل عن 12 مليون زائر حول العالم.

بطل الرواية هو كوازيمودو، قارع الجرس الأحدب بشع المنظر، ينشأ كوازيمودو، وهو الاسم الذي أطلقه عليه رئيس الشمامسة كلود فرولو، ومعناه نصف إنسان، مع قس الكنيسة ليربيه، ويدربه ليكون قارع الأجراس في الكاتدرائية.

يتعرض كوازيمودو للضرب والتعذيب على يد جماعة من الغوغاء الغاضبين، بعدما يقع في حب الغجرية الجميلة إزميرالدا، التي أشفقت عليه بسبب هذه المحنة التي وقع فيها بسبب حبه لها.

عندما يكتشف رئيس الشماسين الماكر فرولو، المهووس أيضاً بإزميرالدا، أنها تفضل الكابتن فيبوس، يطعن الكابتن، ويتهم إزميرالدا بالجريمة.

يحاول كوازيمودو حماية إزميرالدا في الكاتدرائية، لكنها تُشنق في النهاية بسبب جريمة لم ترتكبها، وفي حزنه اليائس، يلقي كوازيمودو بفرولو من برج الكاتدرائية ليقتله انتقاماً لحبيبته.

باريس في القرن الخامس عشر

تعتبر أحدب نوتردام لفيكتور هوجو رواية تاريخية تسير على نمط التقاليد التي أرستها رواية إيفانهو لوالتر سكوت. تقدم الرواية لوحة حية للحياة في باريس خلال القرن الـ15، وهي مدينة تعج بالاحتفالات النبيلة، والصخب الوضيع، وانتفاضات الغوغاء، والإعدامات العامة، وكل ذلك يحدث حول نوتردام.

 يكرس هوغو فصلين لوصف الكنيسة القوطية، ليُدخل القارئ إلى الروح الحقيقية لنوتردام. من الارتفاعات الهائلة لنظرتها الحجرية، ويقدم للقارئ رؤية شخصية عن باريس. ويسلط الضوء على كلمة anankhe («المصير») المحفورة على أحد الجدران والتي يعتبرها تعبر عن الحقبة القوطية، والتي استمرت من القرن الثاني عشر وحتى السادس عشر.

قرر هوغو أن يجعل كاتدرائية نوتردام مسرح حكاية كوازيمودو القبيح، وهو شخصية خيالية تحمل من قبح المظهر ما يكفي لأن يجعله مكروهاً لكنها تحمل من الجمال الداخلي الكثير، ويخبر القارئ أن مصير كوازيمودو تحدد عندما تخلت عنه أمه عند الولادة على سلالم نوتردام.