ثقافة وأدب

د.ناصر عليق: ديوان عشاق الأقصى.. يحاكي مسيرتي المقاومة والحرية!

18 نيسان 2019 22:30

محاضرة ألقيت في ندوة ناقشت ديوان عشاق الأقصى وبورما للشاعر د أنور الموسى في الجامعة اللبنانية كلية الآداب صيدا، نظمتها اللجنة الثقافية  بسم الله الرحمن الرحيم الزملاء الأعزاء والحضور الكريم . نرح

محاضرة ألقيت في ندوة ناقشت ديوان عشاق الأقصى وبورما للشاعر د أنور الموسى في الجامعة اللبنانية كلية الآداب صيدا، نظمتها اللجنة الثقافية 

بسم الله الرحمن الرحيم
الزملاء الأعزاء والحضور الكريم .
نرحب بكم في ندوتنا المخصصة لمناقشة كتاب «عشاق الأقصى وبورما» لزميلنا العزيز “الأستاذ الدكتور أنور الموسى” متطلعين لتفاعلكم وسماع آرائكم القيّمة.

بعد الإغتراب النفسي لأمّة أو بعض أمّة عن قضيتها المركزية… بعد خريف أو قيل ربيع عربي كان وهماً عند بسطاء الأمة وبعض مثقفيها الذين اغترفوا الذلّ وباتوا أدوات لمشاريع الغرب والاستعمار الحديث المغلّف بالحضارة والحداثة والتغيير وحقوق الإنسان..
بعد كل هذا وذاك، أُسدل الستار عند معظم مثقفينا على ما يقوم به الاحتلال والكيان الغاصب في فلسطين المحتلة… على الإجرام اليومي والمستمر، والإعتداء على المقدسات الإسلامية والمسيحية… على التعذيب والتنكيل لأطفال ونساء وشيوخ عزّل …
أن نكتب يعني أن نؤرخ… أن نعيش الماضي والحاضر ونؤسس لمستقبل واعد… أن لا نضيّع القضية… أن نعلّم الأجيال كيف نحافظ على الإنجازات والهوية…
لا أعتقد أنّ واحداً مناً واكب بداية النكبة في القرن الماضي، بل أعتقد أنّ القليل  واكبها فكراً وثقافةً وشعراً ورواية، لأنّ إرهاصات العولمة وثورة الاتصالات جذبت وجرفت الأعمّ الأغلب من الجمهور الذي بات يعيش في عالم افتراضي، فيُسيّر من قبل أجهزة مشبوهة تؤدي بغير العاقل إلى الهاوية.
قليل من الكتّاب والشعراء والرواة لامسوا الوجع الحقيقي وكتبوا عنه… عن فلسطين القضية، عن المجازر في دير ياسين وصبرا وشاتيلا، عن الأسرى والزنازين، عن البرغوتي والأسير المنتصر، عن أمّ الأسير وابنة الأسير الفلسطيني، عن الشهداء سناء محيدلي وباسل الأعرج، عن عروس حيفا الشهيدة ندى…
هذا الاغتراب لم أجده في مداد ما كتبه الزميل العزيز “الأستاذ الدكتور أنور الموسى” المحترم… وعندما اطلعت على إبداع من إبداعاته، وجدت نفسي أمام قامة من قامات الشعر المقاوم، أمام هامة من هامات الثقافة والفكر، الملتزم قضية الحق والعدالة، والثورة على الظلم والجهل والقهر المتمثل بالغطرسة الصهيونية على وطننا العربي لا سيما فلسطين الأبية.
إن أجمل ما لفت نظري في كتابه أنّه غرّد خارج سرب الداعين إلى التغريب والصهينة والتعايش مع المحتل  صارخاً في وجه الظالم بأبيات القصيدة حيناً، وبصرخة أم شهيد وأسير في رواية حيناً آخر.
وجدت نفسي أمام واقع عشته في يوم من الأيام وكأن الدكتور أنور يحاكي في كتاباته أياماً خلت من تاريخي ومسيرتي… كتب عن أسرى فلسطين وكنت أسيراً في فلسطين المحتلة، كتب عن الزنزانة وكنت بداخلها لسنوات…
إنّه كتابه القيّم «عشاق الأقصى وبورما» الذي اختزل فيه قضيتين:
القضية الأولى :
جراح وآلام ومعاناة ومواقف ممانعة، ومقاومة شعب لم نجد له مثيلاً في الوطن العربي، وربما في القرن الماضي ألا وهو الشعب الفلسطيني بقضيته العادلة.
القضية الثانية :
الحب في رحاب المشاعر قضية، أبدع الشاعر حين مال هواه إلى صراخ صامت يحاكي عشقاً بين قلبين، تارةً بين حبيب وحبيبة، وتارةً بين خفق وحلم واغتيال حب…
أنور…
أن تحمل الطلقة والوردة…
أن تعزف الصرخة والبسمة…
أن تصرخ أوجاع الماضي…
أن ترفع رايات المجد…
في جيل يهرب للمنفى…
يا ألمع من كتب الشعر…
يا أشجع من وصل المرسى…
يا أرقى من سكب الحرف…
يا أنبل من رسم البسمة…
يا أوفى من غزل الدمعة…
بوركت بما كتبت… فاض يراعك فأبدعت… أنت صرخة جيل يحلم بالحرية… ستبقى فلسطين عربية… ستبقى فلسطين عربية.