علوم

ما السبب وراء عدم القدرة على اكتشاف الكويكبات التي قد تتحطم على الأرض؟

26 نيسان 2019 06:48

غالبا ما تكون الأرض في خط إطلاق شظايا الكويكبات والمذنبات التي يحترق معظمها على بعد عشرات الكيلومترات فوق رؤوسنا. لكن في بعض الأحيان، قد تسير الأمور بشكل آخر. وهذا ما حدث قبالة الساحل الشرقي لروسيا

غالبا ما تكون الأرض في خط إطلاق شظايا الكويكبات والمذنبات التي يحترق معظمها على بعد عشرات الكيلومترات فوق رؤوسنا. لكن في بعض الأحيان، قد تسير الأمور بشكل آخر.

وهذا ما حدث قبالة الساحل الشرقي لروسيا، في 18 ديسمبر من العام الماضي. حيث وقع انفجار ضخم فوق بحر بيرنغ، عندما انفجر كويكب على ارتفاع عشرة أمتار بواسطة طاقة متفجرة أكبر بعشرة مرات من القنبلة التي سقطت على هيروشيما.

ولو وقع انفجار ديسمبر بالقرب من مدينة، كما حدث في تشيليابينسك في فبراير 2013، لكنا سمعنا عنه في ذلك الوقت. ولكن نظرا لأنه حدث في جزء بعيد من العالم، فقد تم إلغاء تسجيله لأكثر من ثلاثة أشهر، حتى تم الكشف عن التفاصيل في مؤتمر علوم القمر والكواكب الخمسين، هذا الأسبوع، استنادا إلى جمع بيانات ناسا.

فالنظام الشمسي مليء بالمواد المتبقية من تكوين الكواكب، وهي محبوسة في مستودعات مستقرة، مثل حزام الكويكبات وحزام كايبر وسحابة أورط، بعيدا عن الأرض.

وهذه المستودعات تسرب باستمرار الأجسام إلى الفضاء بين الكواكب، وتضخ الحطام الجديد في مدارات تعبر الكواكب.

والغالبية العظمى من الحطام الذي يصطدم بالأرض غير ضارة، لكن كوكبنا لا يزال يحمل آثار التصادم مع أجرام أكبر بكثير، وتعد الآثار الأكبر والأكثر تدميرا (مثل تلك التي ساعدت على قتل الديناصورات قبل 65 مليون سنة) هي الأكثر ندرة. لكن الاصطدامات الأصغر والأكثر تكرارا تشكل أيضا خطرا ملحوظا.

وعلى مدار العامين الماضيين، بُذل جهد متضافر للبحث عن الأشياء التي يحتمل أن تكون خطرة والتي تشكل تهديدا قبل أن تصل إلى الأرض. والنتيجة هي تحديد الآلاف من الكويكبات القريبة من الأرض التي يصل قطرها إلى بضعة أمتار.

وبمجرد العثور على هذه الأجسام الفضائية، يمكن تحديد مداراتها، وتوقع مساراتها في المستقبل لمعرفة ما إذا كانت لها أي تأثيرات محتملة. وكلما أمكننا ملاحظة كائن معين، أصبح التنبؤ أفضل.

وقبل أن نتمكن من تحديد حجم التهديد الذي يمثله كائن ما، نحتاج أولا إلى معرفة أن الكائن موجود. لكن العثور على الكويكبات القريبة أمر صعب.

وتتمثل الصعوبة في أن الكويكبات الأكبر تعكس مزيدا من أشعة الشمس، وبالتالي تبدو أكثر إشراقا في السماء، على مسافة معينة من الأرض. ونتيجة لذلك، كلما كان حجم الكائن أصغر، فذلك يعني أنه يكون أقرب إلى الأرض قبل أن يتمكن العلماء من رصده. حيث أن الأجسام الصغيرة التي يتراوح قطرها بين 10 و20 مترا، لا تمكن رؤيتها عند المرور بالقرب من كوكبنا، وفي غالبية الأوقات لا يمكن اكتشافها على الإطلاق.