علوم

الحب جيد لقلبك..فكيف يمكن أن تُشعر قلبك بالدفء والسعادة؟

1 أيار 2019 12:42

عندما تفكر بمن تحب، هل يشعر قلبك بالدفء والسعادة؟  ولطالما وصف البشر القلب بأنه مصدر عواطفنا ومشاعرنا، وربما بدأ الأمر مع المصريين القدماء والإغريق، إذ اعتقد الفيلسوف اليوناني أرسطو أن العقل موجود

عندما تفكر بمن تحب، هل يشعر قلبك بالدفء والسعادة؟ 

ولطالما وصف البشر القلب بأنه مصدر عواطفنا ومشاعرنا، وربما بدأ الأمر مع المصريين القدماء والإغريق، إذ اعتقد الفيلسوف اليوناني أرسطو أن العقل موجود في القلب، معتبراً أن النبضة البيوميكانيكية أصل كل فكر وشعور.

وأطلق طبيب القلب والمؤلف الأمريكي الدكتور سانديب جوهار مصطلح "القلب المجازي"، موضحاً أنه الطريقة التي فكرنا بها قبل أن يأتي العلم.

وأضاف: "ما لاحظته خلال عقدين من الزمن، كطبيب قلب هو أن القلب المجازي مرتبط بالحب، ويؤثر بشكل مباشر على قلبنا البيولوجي"، مشيراً إلى أن الأشخاص الذين يحظون بعلاقات حب قوية وسليمة تكون صحة قلبهم أفضل بكثير.

يبدأ الحب في الدماغ

نحن نسميه "الوقوع في الحب"، كما لو أننا لا نملك السيطرة على أنفسنا. ولكن هذا الاندفاع في العاطفة الذي غالباً ما نربطه بقلوبنا، يبدأ بالفعل في عمق الدماغ.

يبدأ الأمر بعملية انجذاب حيث يفرز المخ "الدوبامين" أو الناقل العصبي المسؤول عن الإحساس الجيد، ويطلب منا الانتباه وتوقع المكافآت.

ويدفعنا الدوبامين للاستعداد للخطوة التالية: الافتتان. فالمستويات العالية من الدوبامين تعمل على كبح السيروتونين. وقد أظهرت الدراسات أن هذا الشيء نفسه يحدث للأشخاص الذين يعانون من اضطرابات الوسواس القهري.

ويدفع المخ الغدة الكظرية لتفرز مواد كيميائية مثل الأدرينالين والنورادرينالين. فلا عجب، أننا غالباً ما نرتعد ونشعر كما لو أن قلبنا يتسابق عندما نفكر بالحبيب.

ويكون الختام بإطلاق الأوكسايتوسين، أو كما يعرف بهرمون الحب، لأنه يساعد الأزواج على تكوين روابط قوية. فالأوكسايتوسين عبارة عن مادة يتم فرزها من خلال الغدة النخامية خلال العلاقات الحميمة، مثل المعانقة، والتقبيل، والنشوة الجنسية.

الحب جيد للقلب

الوقوع بالحب أمر رائع بالنسبة للجهاز العصبي وللقلب. فالشعور بالدفء والمودة يزيد من النظام العصبي الودي، مما يساعد على الاسترخاء. وهذا يقلل من التوتر، ويحسن مشاعر الاكتئاب والقلق.

وقد توصلت دراسة أجريت على 60 ثنائي أن مستوى ضغط الدم لديهم كان أقل عندما كانوا يتفاعلون اجتماعياً مع شركائهم.

وتظهر الأبحاث أن الرجال والنساء المتزوجين كانوا أقل عرضة لخطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، من الرجال والنساء العازبين.

كذلك، يبدو أن الجنس مرتبط بجهاز مناعة أقوى. فقد وجدت دراسة لطلاب جامعات لديهم علاقات جيدة أن أولئك الذين مارسوا الجنس مرة أو مرتين في الأسبوع، كان لديهم مستويات أكثر من الغلوبولين المناعي A في لعابهم.

تأثير القلب الحزين أو المكسور

 تؤثر العلاقات الصعبة والمشاكل مع الأزواج أو الأطفال، أو عدم السعادة في العمل على القلب سلباً، حيث تؤدي إلى ارتفاع خطر الإصابة بأمراض القلب، بحسب جوهار.

وقد أظهرت الدراسات أن خطر التعرض لنوبات قلبية يزداد لدى الرجال والنساء، الذين عانوا من حالات الطلاق المتعددة.

وقال جوهار إن "خطر الإصابة بنوبة قلبية أعلى في السنة الأولى بعد إنهاء علاقة عاطفية. وإذا لم يتلق الشخص الدعم الاجتماعي الكافي قد يتعرض لأزمة قلبية، وربما يتطلب الأمر رحلة علاج طويلة وقد ينتهي الأمر بالوفاة".

أحب الشخص الذي أنت معه

ليس من الضرورة أن يكون لديك قصة حب، فالعلم أصبح متأكداً من أن المواد الكيميائية المرتبطة بالحب تنطلق عند الشعور بالحنان لكل الأشياء.

وقال جوهار: "بالنسبة لبعض الناس، قد تكون العلاقة المهمة في حياتهم مع أطفالهم، أو مع عائلاتهم، أو مع الحيوانات الأليفة." فعناق صديق أو أحد أفراد العائلة يزيد من مستويات الأوكسايتوسين في الجسم، وهو ما يساعد على الاسترخاء. وقد أظهرت الدراسات أن العناق يمكن أن يؤدي إلى خفض ضغط الدم ومعدلات ضربات القلب، لأنه يقلل من التوتر لدى الفرد.

وفي هذا الصدد، أظهر العلم أن العمل التطوعي أيضاً وسيلة أخرى يمكن أن تؤدي إلى تجنب الاكتئاب، حيث تنخفض معدلات الوفيات لدى الأشخاص الذين يتطوعون لمساعدة الغير. أما بالنسبة لأولئك الذين يعانون من مرض مزمن فهم يشعرون بألم أقل عندما يساعدون الآخرين.

بالإضافة لما سبق، فهناك فوائد صحية لوجود حيوانات أليفة لدى الفرد. فقد أدرجت المراكز الأمريكية للسيطرة على الأمراض والوقاية منها مجموعة من الفوائد الصحية للقلب نتيجة حب الحيوانات الأليفة، منها: انخفاض في ضغط الدم والكوليسترول، والدهون الثلاثية، مع زيادة فرص التمرينات، والأنشطة الخارجية، والتواصل الاجتماعي.