الرصد العسكري

قصة منسية... المعركة الجوية الأولى بين الروس والأمريكيين

3 أيار 2019 14:51

تميزت بداية الحرب الباردة بزيادة أنشطة المخابرات الأمريكية فيما يتعلق بالاتحاد السوفيتي. نهاية الأربعينيات - بداية الخمسينيات من القرن الماضي يمكن تسميتها بالفترة التي بدأ فيها النشاط المعادي للسوفييت

تميزت بداية الحرب الباردة بزيادة أنشطة المخابرات الأمريكية فيما يتعلق بالاتحاد السوفيتي. نهاية الأربعينيات - بداية الخمسينيات من القرن الماضي يمكن تسميتها بالفترة التي بدأ فيها النشاط المعادي للسوفييت على شكل تخريب مفتوح واستفزازات ضد الاتحاد السوفيتي.

فبعد أن حصل الأمريكيون على أسلحة نووية كانوا يخططون لاستخدامها في حرب شاملة تهدف إلى تدمير الرايخ الثالث للاتحاد السوفيتي الذي بدأ يتعافى بسرعة السريع بعد الانتصار عليه. ومع ذلك، كانت فقط القاذفات بعيدة المدى تستطيع حمل الأسلحة النووية، في تلك السنوات، التي واجهت العديد من المشاكل، وأهمها فعالية نظام الدفاع الجوي السوفيتي. في أوائل الخمسينيات، بدأت القوة الدفاعية لأسلحة السوفييت بالظهور، بهدف القضاء على التهديد الجوي.

وكانت طائرات استطلاع "العدو المحتمل" تنتهك مجال الاتحاد السوفيتي الجوي بشكل منتظم في ذلك الوقت، وكانت تجري مثل هذه الرحلات لأغراض الاستطلاع ولإلقاء المخربين ووكلاء الخدمات الخاصة الغربية. كان الهدف الرئيسي لعمل الطيران العسكري الأجنبي هو التحقق من نظام الدفاع الجوي السوفيتي وتحديد نقاط ضعفه في حالة بدء القتال على نطاق واسع.

في أبريل 1950، كان العالم قلق من أنباء تدمير طائرة الاستطلاع الأمريكية من قبل الصواريخ الاعتراضية السوفيتية، والتي أصبحت بمثابة تحذير مفتوح للأمريكيين، الذين حاولوا بوقاحة اختراق نظام الدفاع الجوي للبلاد. نود أن نتطرق إلى هذا الحدث المثير للاهتمام، والذي كان بداية إحدى المراحل الأولى من الحرب الباردة، والذي أثبت الاتحاد السوفيتي خلاله أكثر من مرة فعالية نظامه الدفاعي.

أحداث المعركة:

وفقًا لتقرير القائد الملازم دوكين، حلق هو وشخصان أخرآن بعد انتهاك حدود دولة الاتحاد السوفييتي من قبل طائرة مجهولة، تم تحديدها لاحقًا على أنها قاذفة أمريكية من طراز B-29 قادرة على حمل أسلحة نووية على متنها. أثناء مطاردة المنتهك، حاولت الطائرات الاعتراضية إجبارها على الهبوط في مطار سوفيتي في منطقة مدينة ليابايا اللاتفية (في ذلك الوقت، جمهورية لاتفيا الاشتراكية السوفيتية). ومع ذلك، لم ينفذ الأمريكيون مطالب المقاتلات السوفييتة وحاولوا الاتجاه نحو البحر. حدد قائد الرحلة مدى خطورة نواياهم من خلال إطلاق 12 قذيفة تحذيرية من مدفع أوتوماتيكي باتجاه المنتهك. ثم ارتكب الطيارون الأمريكيون خطأ — فأطلقوا النار. بعد ذلك، قام الملازم تيزييف بتغطية القائد الملازم دوكين، كما ينبغي، وأطلق عدة طلقات على الطائرة الأمريكية. وضربت القذائف الهدف، لكن الطائرة الأمريكية لم تسقط على الفور. حاولت لبعض الوقت التخفي في السحابة، وبعد ذلك، بدأت تسقط في البحر.

لم يصل الطيارون الأمريكيون إلى المطار الرئيسي، وسقطوا في مكان ما في بحر البلطيق المضطرب. بعد ذلك، عثرت طائرات الاتحاد السوفيتي، التي أجرت استطلاعاً في المنطقة المتوقعة لسقوط الطائرة الأمريكية، على بقعة زيتية كبيرة على سطح البحر، والتي كانت بمثابة دليل على وفاة الطيارين الأمريكيين.

ما حصل بعد المعركة:

سارع الأمريكيون إلى إعلان إسقاط طائرة استطلاع "سلمية" غير مسلحة "برايفتير"، وهي تقوم برحلة تدريبية في السماء فوق المياه المحايدة ، وليس قاذفة "بي-29" الاستراتيجية ، ولم يذكر أنه كان هناك انتهاك للمجال الجوي للاتحاد السوفيتي. وكان الطيارون يقومون بالمهمة، محترمين حدود الاتحاد السوفيتي. ومهما يكن الأمر، فإن 10 أمريكيين من طاقم الطائرة لم يعودوا من المهمة إلى القاعدة.

ولم يتم العثور على حطام الطائرة وبقايا أفراد الطاقم حتى الأن، ولم يعترف أي من الطرفين بالذنب. الشيء الوحيد الذي اعترف به الأمريكيون هو أن الرحلة كانت استطلاعية، ولم يكن هدفها تدريب 10 من أفراد الطاقم.

هكذا كانت أول معركة جوية بين الطيارين الأمريكيين والروس.