تقارير وحوارات

مؤامرة امريكية متجددة لتقسيم سوريا!

4 أيار 2019 14:53

عقد ما يسمي "مؤتمر عين عيسى" في محافظة الرقة السورية بدعم من الولايات المتحدة في مؤامرة متجددة لتقسيم سوريا وتفتيت هذا البلد، الامر الذي اثار ردود فعل داخلية وخارجية رفضا لهذه المؤامرة وتمسكا بوحدة ال

عقد ما يسمي "مؤتمر عين عيسى" في محافظة الرقة السورية بدعم من الولايات المتحدة في مؤامرة متجددة لتقسيم سوريا وتفتيت هذا البلد، الامر الذي اثار ردود فعل داخلية وخارجية رفضا لهذه المؤامرة وتمسكا بوحدة الاراضي السورية.
 

دخلت الولايات المتحدة على خط الازمة السورية منذ بدايتها حيث ألقت دعمها على مختلف الجماعات المسلحة مباشرة او غير مباشرة وقدمت لها الاسناد العسكري واللوجستي بدعم من حليفاتها الاقليمية المعروفة ومنها السعودية لإسقاط الحكومة السورية الشرعية خدمة لمصالحها والكيان الاسرائيلي.

ونشرت تقارير كثيرة عن قيام الجيش الامريكي بنقل عناصر "داعش" في مناطق مختلفة من سوريا ودعمهم امام عمليات الجيش السوري وحلفائه.

واستمرت المؤامرة ضد الحكومة والشعب السوري لكن صمود الطرف المقابل اي محور المقاومة وبدعم لوجستي من روسيا استطاع فشل هذه المؤامرة.

وحرر الجيش السوري والقوات الرديفة له اجزاء واسعة من الاراضي السورية التي احتلتها هذه الجماعات المدعومة من بعض الدول العربية.

وبعدما فشلت الولايات المتحدة وحلفاؤها في اسقاط الحكومة السورية خلال عدة اعوام واستقرت الاوضاع في هذا البلد فانها اي واشنطن لجأت الى مؤامرة أخرى وهي مخطط تفتيت سوريا وتقسيمها وهنا وجدت الولايات المتحدة قوات كردية سورية اي ما تسمى بـ"قوات سوريا الديمقراطية" (قسد) ذات النزعة الانفصالية كأداة مناسبة لتحقيق مآربها حيث وعدتها بتشكيل كيان كردي مستقل في شمال سوريا مستخدمة بذلك هذه القوات لتنفيذ ما لم تستطع سابقا تنفيذه من إسقاط الحكومة السورية وتفتيت هذا البلد.

وفي هذا السياق، اعلنت الولايات المتحدة دعمها السياسي والعسكري والاعلامي لهذه القوات بصورة علنية حيث ارسلت لها العديد من الشحنات واستخدمتها في عدة مناطق خاصة شرق الفرات.

وتعرف الولايات المتحدة جيدا بانه اذا تتمكن من تمرير مشروعها الرامي الى تقسيم سوريا فان هذا الامر سيغير المشهد الاقليمي لصالح الكيان الاسرائيلي حيث سيتم إزالة خطر حقيقي يهدد هذا الكيان من جانب سوريا من جهة ومن جهة اخرى سيحقق احلام رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو وسائر زعماء هذا الكيان لضم الجولان السوري المحتل الى فلسطين المحتلة.

واكمالا لهذه المؤامرة جاء ما سمي بـ"مؤتمر العشائر السورية" في ناحية عين عيسى في محافظة الرقة، يوم امس الجمعة، الذي نظمه ما يسمى "مجلس سوريا الديمقراطية"، الجناح السياسي لـ"قوات سوريا الديمقراطية" التي تسيطر بدعم من الولايات المتحدة على هذه المنطقة، فضلا عن أراض واسعة شمال وشرق البلاد، وتمثل الوحدات الكردية أساس هيكلها العسكري.

وأثار عقد هذا الملتقى ردودا داخلية وخارجية حيث رفضت الحكومة والأوساط الداخلية والخارجية هذه المؤامرة المتجددة في تفتيت وتقسيم سوريا مؤكدة الوقوف امامها بكل حزم لمنع تمريرها مثلما وقفت سابقا امام هذه المؤامرة.

وفي هذا السياق، أكدت وزارة الخارجية والمغتربين السورية "أن ما سمي بمؤتمر العشائر السورية هو التقاء العمالة والخيانة والارتهان وأن مثل هذه التجمعات تجسد بشكل لا يقبل الشك خيانة منظميها وأنهم لا يعبرون عن أي من المكونات السورية الوطنية الشريفة".

وقال مصدر مسؤول في الوزارة في تصريح لوكالة سانا للانباء: انعقد في مدينة عين عيسى السورية التي تسيطر عليها ميليشيات مسلحة تابعة للولايات المتحدة الأمريكية ودول غربية أخرى اليوم ما سمي بمؤتمر العشائر السورية والذي مني بالفشل بعد مقاطعة معظم العشائر العربية الأصيلة له ليخفض منظموه عنوانه لملتقى أقل ما يقال عنه إنه التقاء العمالة والخيانة والارتهان.

وأضاف المصدر إن مثل هذه التجمعات تجسد بشكل لا يقبل الشك خيانة منظميها مهما حملوا من انتماءات سياسية أو إثنية أو عرقية وأنهم لا يعبرون عن أي من المكونات السورية الحقيقية الوطنية الشريفة، وتؤكد سيرهم خلف أوهام ثبت تاريخيا استحالة تحقيقها مهما حاولوا وخاصة في سنوات الحرب الإرهابية الأخيرة ومهما تلقوا من الدعم الخارجي ومهما ارتهنوا للولايات المتحدة أو غيرها بما في ذلك طيلة سنوات الحرب الإرهابية الثماني السابقة على سوريا.

وتابع المصدر: ستعرف هذه التنظيمات الميليشياوية أن قبولها بما يمليه عليها المنظمون الحقيقيون لمثل هذه المسرحيات من امريكيين وغيرهم لن يجلب لها إلا الخزي والعار ولعنة الوطن والشعب وأرواح الشهداء الذين ارتقوا دفاعا عن وطنهم وكرامة شعبه ووحدة أراضيه.

وقال المصدر إن الجمهورية العربية السورية إذ تنظر بعين الازدراء لمثل هذه الاجتماعات التي لا تفهم معنى الوطن ومصالحه وحاضره ومستقبله تدعو الدول الغربية الداعمة له والمشاركة فيه سرا أو علنا الى الالتزام بما تتشدق به ليلا نهارا واحترام قرارات مجلس الأمن التي أكدت جميعها على أهمية وحدة أرض وشعب سوريا والتأكيد على سيادتها واستقلالها وتطالب كل السوريين الشرفاء وخاصة في شمال سوريا وشرقها بتصعيد مواجهتهم لهذه المحاولات الدنيئة ولكل من يقف خلفها أو يشجع عليها.

وعلى الصعيد الشعبي ايضا أكدت عشائر محافظة حلب وريفها رفضها المطلق لأي تجمع تلتقي أهدافه مع الأهداف الأمريكية الداعية إلى تجزئة سوريا وإقامة كيانات مصطنعة تهدد وحدة الأراضي السورية.

وأكد بيان باسم عشائر محافظة حلب وريفها أن “أبناء عشائر وقبائل محافظة حلب وريفها يدينون ويستنكرون الوجود الأمريكي والتركي وكل مرتزقتهم وعملائهم والمنظمات الإرهابية الموجودة في سورية”.

وشدد أبناء العشائر في بيانهم على أن “كل من حضر ما يسمى /تجمع بلدة عين عيسى/ الذي أقامته قوات الاحتلال الأمريكي يعتبر خائنا للوطن والعروبة وهم لا يمثلون إلا أنفسهم” مجددين رفضهم لأي تدخل أجنبي بالشؤون السورية لتبقى سوريا حرة أبية.

كما أكد بيان موقع باسم عشائر ووجهاء ريف حلب الجنوبي أنهم “يراهنون على وعي ووطنية أبناء عشائر الجزيرة السورية أبناء العروبة والأصالة والتاريخ لإحباط مرامي الملتقى الذي يروج للوجود الأمريكي في المنطقة من خلال أصواتهم ومرتزقتهم عبر السعي إلى ترسيخ مصطلحات مرفوضة من كل السوريين /غرب الفرات.. شرق الفرات/ وكلها مفاهيم الهدف منها تقسيم سوريا”.

واضاف البيان “نحن نعتبر أن كل من حضر الملتقى هو خائن لوطنه وبلده ومساهم في هذه اللعبة القذرة كما نرفض أي تدخل أجنبي في الشؤون السورية لتبقى سوريا حرة أبية أرضا وشعبا”.

وقال الشيخ قدور عبد الرزاق الحسين شيخ قبيلة البكارة “ندين ونستنكر أي تدخل أمريكي أو أجنبي في سوريا ونحن مع وحدة الأراضي السورية وستبقى سوريا واحدة موحدة يحميها الجيش العربي السوري”.

بدوره الشيخ سلطان نور شويطية من عشيرة البوليل أكد “شجب ورفض عشائر حلب كل تجمع يهدف لخدمة امريكا التي تسعى إلى تجزئة سوريا ونعتبر كل من حضر التجمع تحت الراية الأمريكية خائنا لبلاده ووطنه ونعلن اننا سنكون الأوفياء ومع جيشنا الذي يدافع عن الأرض”.

كما أشار الشيخ فواز العلي الدليمي من عشيرة الدليم إلى أن “شيوخ وعشائر وقبائل حلب وريفها يؤكدون رفضهم التام لـ /تجمع عين عيسى/ وكل ما جاء به” مشددا على أنهم “مع وحدة سوريا أرضا وشعبا ويستنكرون كل المحاولات الرامية لتقسيم سوريا وأي تدخل أجنبي فيها”.

وشدد الشيخ مجد ابراهيم الدندل من عشيرة البوبنا على أن “من شاركوا في /تجمع عين عيسى/ لا يمثلون عشائر سوريا” مجددا التأكيد على أن النصر سيتحقق قريبا وسيرحل كل معتد عن أرض الوطن.

وقال الشيخ علي الحمود شيخ عشيرة البوعجوز إن “ما جاء في /تجمع عين عيسى/ هو خدمة للمصالح الأمريكية في المنطقة ولتقسيم سوريا ونحن نجدد تمسكنا بوطننا ونؤمن بقدرة جيشنا على تحرير كل شبر فيه”.

كما استنكر عيسى الابراهيم ممثل عشيرة العساسنة وقبيلة الدليم كل انواع التدخل الأمريكي والأجنبي في سوريا دون موافقة سوريا وأن عشائر حلب تدين وترفض أي محاولة لتقسيمها.

وعلى الصعيد الدولي، اصدرت الخارجية الروسية بيانيا يوم الجمعة قالت فيه: "تتبع الولايات المتحدة بالتعاون مع حلفائها أسلوبا ممنهجا نحو تحقيق حل للأزمة السورية، يهدف استثنائيا إلى ضمان وجود طويل الأمد لها في سوريا، ويجري من أجل ذلك إشراك جزء من التشكيلات المسلحة الكردية المتميزة بميولها الانفصالية.. والتي تسعى الآن بدعم الولايات المتحدة إلى إقامة كيان على غرار دولة بالجانب الشرقي من نهر الفرات".

وأضافت الوزارة: "حاول بعض القادة الأكراد المعنيين، يوم 3 مايو، في ناحية عين عيسى، وبدعم من المشرفين الغربيين، تنظيم مؤتمر العشائر السورية، وبعد الفشل في تحقيق تمثيل عربي واسع، اضطر منظمو المؤتمر الزائف إلى خفض صفته لدرجة ملتقى".

وشددت الخارجية الروسية على أن "واشنطن خصصت مبالغ مالية كبيرة لرشو النواب، علما برفض معظم زعماء العشائر العربية شرقي الفرات فكرة إجراء هذا المؤتمر"، مبينة أنه "من المعروف أن المنظمين لم يترددوا في تجنيد المشاركين من مخيمات النازحين، بينها مخيم الهول المعروف بأوضاعه المحزنة، حيث يقيم فيه أسرى معذبون بالمجاعة ومستعدون لكل شيء من أجل إنقاذ حياتهم. كما تم اللجوء أيضا إلى الابتزاز وحتى أساليب تشمل استخدام القوة".

وأشارت الوزارة إلى أن "من الواضح أن هذه الفعالية تهدف إلى تقسيم البلاد وتنتهك بشكل سافر المبادئ التي تؤكدها الأمم المتحدة والخاصة بالحفاظ على وحدة أراضي الجمهورية العربية السورية وسيادة دولتها، بما في ذلك تلك التي ينص عليها القرار رقم 2254 الصادر عن مجلس الأمن الدولي".

في ظل المواقف التي اتخذتها الحكومة والعشائر السورية وكذلك المواقف الدولية في التمسك بالوحدة السورية وسيادة اراضيها والرفض الحازم لاي محاولة لتفتيتها فيتوقع بأن تبوء هذه المؤامرة المتجددة بالفشل على غرار سابقاتها.