علوم

من بينها السرطان.. 5 أمراض خطيرة تستطيع الكلاب رصدها في مراحل مبكرة

9 أيار 2019 00:02

يدرك مربو الكلاب ومالكوها قدرتها على قراءة تعابير الوجوه، وكذلك قدرتها على تفسيرها، إذ يعرف الكلب متى يكون صاحبه مرهقًا أو مريضًا، ويشعر كذلك بالتغير في سلوك صاحبه ونشاطه ومدى استجابته له.  ويمكن للكل

يدرك مربو الكلاب ومالكوها قدرتها على قراءة تعابير الوجوه، وكذلك قدرتها على تفسيرها، إذ يعرف الكلب متى يكون صاحبه مرهقًا أو مريضًا، ويشعر كذلك بالتغير في سلوك صاحبه ونشاطه ومدى استجابته له.  ويمكن للكلب معرفة حالة صاحبه المزاجية وهو صامت أو أثناء قيامه بنشاطهما العادي المشترك، وهذا لأن الكلب يستشعر سعادة الإنسان عن طريق شم الإفرازات الهرمونية التي تعلو وتنخفض وتتسبب في تغيير الحالة المزاجية، مثل هرمونات الأوكسيتوسين والدوبامين والسيروتونين؛ وهي الهرمونات التي تتأثر بتغير حالتنا الصحية والمزاجية؛ ما يفسر مكوث الكلب بجوار صاحبه وهو مريض وتأثره بحالة صاحبه.

وكثيرًا ما سمعنا قصصًا عن «أصدقاء الإنسان الأوفياء» الذين غير،ا من سلوكها عندما أصيب أصحابهم بالسرطان أو بعض الأمراض الأخرى، وقد نصح بعض الأطباء بأنه إذا لاحظت أن كلبك يهتم بجزء معين من جسدك لفترة أكثر من المعتاد، فيجب عليك زيارة الطبيب.

وتُستخدم الكلاب في الوقت الحاضر؛ في إنفاذ القانون والطب الشرعي، والبحث عن المفقودين وكشف المتفجرات والمخدرات والأسلحة والذخيرة، لكن المفاجئ أن الطبيب ينظر اليوم للكلب باعتباره أداة أدق من فحص الدم للكشف عن بعض الأمراض.

الكلب مخلوق فريد.. صديق و«طبيب»!

تمتلك الكلاب على وجه الخصوص من بين جميع الحيوانات قدرات خاصة تساعدها على معرفة ما إذا كان الشخص مريضًا؛ أحد هذه القدرات وأقواها، حاسة الشم الفائقة، فتتميز سلالات معينة من الكلاب بقدرة شم تفوق البشر بنحو 100 ألف مرة، حيث تتضاعف أعداد المستقبلات الشمية لديهم بنحو 50 ضعف عن البشر.

إذ يمكن تدريب الكلاب على فحص المركبات العضوية المتطايرة حول الجسم البشري، والتي يتم إنتاجها عندما يغزوه السرطان، وتطوير قدرتها على التمييز للمساعدة في الكشف المبكر عنه. ففي 90% من الحالات التي تم تجربتها، فإن أنف الكلب المدرب يستطيع شم رائحة سرطان الرئة عن طريق شم أنفاس الشخص المريض، وتأكيد الإصابة بسرطان المثانة والبروستاتا عن طريق شم بول المريض. كما يمكن للكلب الإشارة إلى وجود تغيرات في نسبة السكر بالدم، ومضاعفات الحمض الكيتوني السكري قبل تفاقم الأعراض، ويمكنه أيضًا معرفة أن مريض الصرع على وشك التعرض لنوبة مهاجمة قبل وقوعها.

وينقسم عمل الكلاب إلى نوعين: نوع يساعد في رفع حالة الاستعداد الطبي للمرضى الذين يعانون من حالات صحية تهدد حياتهم تجنبًا لحدوث نوبة طارئة، ما يمنح الفريق الطبي الوقت لاتخاذ خطوات أسرع قبل حدوث النوبة وحماية المريض من إيذاء نفسه مثل الصرع والنوبات القلبية وانخفاض مستوى السكر في الدم.

بينما العمل الثاني للكلاب هو الكشف البيولوجي عن رائحة الأمراض والتعرف إليها قبل أن تظهر في نتائج فحص الدم، عن طريق شم عينات الدم والبول والبراز ومسحات الجلد. ويمكن للكلاب المدربة خصيصًا للدعم، إرشاد المكفوفين وفاقدي السمع والذين يعانون من أمراض مثل التصلب المتعدد والشلل الدماغي وآثار السكتة الدماغية ومرضى التوحد، والصرع وبعض حالات أمراض القلب.

وهناك خمسة أمراض تأكد الباحثون من قدرة الكلاب على اكتشافها ومتابعة مرضاها على أمل إنقاذ حياة مزيد من الأطفال والبالغين الحاملين لهذه الأمراض. وفيما يلي مجموعة من هذه الأمراض التي أصبح للكلاب دور مهم في الكشف عنها ومكافحتها.

1. الملاريا.. رائحة العرق تدل الكلاب

توصل الباحثون إلى أدلة قوية توضح استطاعة الكلاب التعرف إلى الشخص المصاب بداء الملاريا،  وذلك عن طريق استنشاق العرق في جواربه، وقبل ظهور الأعراض عليه. واستطاع الباحثون بالفعل تدريب الكلاب لعدة أشهر وبالأخص فصيلتي «اللابرادور» و«مسترد لابرادور» على معرفة إذا ما كان طفل مصابًا بالملاريا من قبل ظهور الأعراض الصحية عليه.

جاء البحث من مؤسسة «بيل وميليندا جيتس» في الاجتماع السنوي للصحة العامة في نيو أورلينز، وكان قد شارك في البحث عدد من تلاميذ المدارس في جامبيا، بارتداء جواربهم طوال الليل والنهار ثم تجميدها ونقلها لبريطانيا، مع إعطاء الباحثين عينة دم لفحص علامات الإصابة بالملاريا، والاستعانة بالكلاب للتعرف إلى الأطفال المصابين، وبالفعل جمعت الكلاب جوارب الأطفال المصابين في وعاء زجاجي منفصل عن وعاء آخر لغير المصابين، وتوافقت اختيارات الكلاب مع نتائج الأبحاث التي أجريت على عينات الدم.

2. سرطان البروستاتا.. الكلاب أنجح من اختبارات الدم

قام باحثون إيطاليون بتدريب كلبين من فصيلة «شيبرد» على كشف المواد الكيميائية الموجودة في البول والمرتبطة بالإصابة بسرطان البروستاتا. وقد نجحالكلبان بالفعل في الاختبارات وأعلن الباحثون في عام 2015  أن الكلاب تنجح في 90% من الحالات التي يفشل اختبار الدم في التأكد من إصابتها بدرجة كافية، وبالفعل كان لهذه التجربة مردودها باتباعها في مستشفى «ميلتون كينيز» الخيرية، حين قررت تدريب الكلاب وتقييم قدراتهم في بيئة سريرية عادية مثل المستشفيات؛ ما سيوفر الكثير عند القدرة على اختبار المرض دون دخول المشتبه بإصابته إلى غرفة العمليات لاختبار وفحص البروستاتا وسرطانات المسالك البولية الأخرى.

3. مرض السكر.. معرفة مستوى السكر في الدم بشم النفس أو العرق

يتم بالفعل استخدام الكلاب في أوساط مرضى السكر للكشف عن مستويات السكر في الدم لديهم، وهل هي مرتفعة أو منخفضة بشكل قد يعرضهم للخطر إذا لم ينبههم أحد، وهذا هو ما يفعله الكلب. وتقوم مؤسسة «هيبو هلوندز» الخيرية على تدريب الكلاب على شم الروائح المتغيرة في أجساد وعرق أصحابها. ويعيش في بريطانيا نحو 7 آلاف كلب يقدمون دعمًا لمرضى السكر من الأطفال والبالغين الذين يعانون من درجة معقدة من المرض لا تظهر معها قياسات مستوى السكر في الدم، ولكن يكتشفها الكلاب بشم النفس أو رائحة العرق.

 

وتعمل مؤسسة أمريكية طبية خيرية على تدريب الكلاب للتعرف إلى الأمراض البشرية باستنشاق الروائح لمساعدة أصحابها، أو العمل في بيئة إكلينيكية لمساعدة المرضى، وتسعى اليوم لنشر تجربتها في أوروبا بعدما حازت على جوائز في الأبحاث القائمة على القوة الإيجابية للرابطة بين الإنسان والحيوان، وبالفعل هناك مئات الكلاب اليوم يجلسون إلى جوار أطفال على أسرتهم لمساعدة الأهل في مراقبة صحة الطفل مريض السكر.

4. الشلل الرعاش.. الكلاب تكتشف المرض قبل ظهوره بسنوات

يعمل الباحثون في جامعة «مانشستر» على تدريب الكلاب للكشف المبكر عن الإصابة بمرض «باركنسون»، أو ما يعرف بالشلل الرعاش الذي يصيب الجهاز العصبي للإنسان بشكل تدريجي. فيمكن للكلب الإشارة لوجود المرض قبل ظهور أعراضه بسنوات، وذلك عبر التقاط جزيئات الرائحة التي تصدر عن الجسد مع الإصابة.

اهتم الباحثون في «مانشستر» بالأمر لأول مرة بعد مقابلة امرأة من مدينة بيرث الإسكتلندية تدعي أن رائحة زوجها تغيرت بالفعل قبل ست سنوات من تشخيص حالته على أنه مريض باركنسون وشعوره بصعوبة في الحركة. وبالفعل عندما أخذ الباحثون الأمر بجدية اكتشفوا قدرة السيدة الإسكتلندية على معرفة الأشخاص المرضى بنفس الحالة عن طريق شم مسحات من الجلد لمجموعتين إحداهما مريضة بالفعل والأخرى معافاة، ونجحت المرأة المسنة في إنجاز المهمة، ما دفع الأطباء للنظر إلى الكلاب بشكل مختلف تمامًا

5. سرطان الثدي.. الكلاب تشم رائحة الخلايا السرطانية

تستخدم مستشفى الصحة العامة في باكنجهام شاير الكلاب بعد تدريبها من أجل الكشف المبكر عن الإصابة بسرطان الثدي، وذلك بجعلها تشم نَفَس المشتبه في إصابتها وتحديد ما إذا كانت تحتاج لمزيد من الفحص للتأكد من إصابتها بالمرض أم لا، حسب رأي الكلب. جاءت هذه الثقة في الكلاب بعد قضاء فريق من المستشفى مدة 18 شهرًا لإعدادهم لهذه المهمة، ثم الحصول على إذن لبدء التجربة على عينات التنفس التي تم جمعها من متطوعات بالمقاطعة، وتأكد الفريق من أن الخلايا السرطانية تصدر رائحة محسوسة بقوة للكلاب، ما قد يساعد الكثير في الكشف المبكر عن المرض وسرعة رد الفعل قبل انتشاره.