علوم

حيوان الألبكة يقدم حلاً لمحاربة السرطان

9 أيار 2019 00:23

أعلن فريق بحثي أميركي من معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا عن تقنية جديدة في محاربة السرطان، اعتمدت على تجهيز أجسام مضادة داخل حيوان الألبكة، الذي ينتمي إلى فصيلة الجمليات. وتقوم تلك الطريقة التي نُشر بحث

أعلن فريق بحثي أميركي من معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا عن تقنية جديدة في محاربة السرطان، اعتمدت على تجهيز أجسام مضادة داخل حيوان الألبكة، الذي ينتمي إلى فصيلة الجمليات.
وتقوم تلك الطريقة التي نُشر بحث بشأنها أول من أمس، في دورية «PNAS»، على نشر هذه الأجسام في مريض السرطان؛ ما يسمح بتصوير مواقع خلايا الورم، وكذلك توصيل كميات كبيرة من الأدوية إلى تلك المواقع.
واستخدم الباحثون أجساماً مضادة من الألبكة على وجه التحديد؛ لأنها أصغر من الأجسام المضادة التقليدية التي تنتجها الأجهزة المناعية للإنسان والحيوانات الأخرى.
ووفق تقرير نشره موقع المعهد بالتزامن مع نشر الدراسة، فإن هذه الآلية الجديدة انطلقت من حقيقة أن المحاولات السابقة للتركيز على الخلايا السرطانية نفسها، أثبتت أنها غير ناجحة؛ إذ إن ميل الخلايا السرطانية إلى التحور يجعلها أهدافاً غير موثوق بها.
وبدلاً من ذلك، قرر الباحثون استهداف الهياكل المحيطة بالخلايا المعروفة باسم «نسيج بيني خارج الخلية «ECM، وهي شبكة من البروتينات المحيطة بالخلايا سواء الطبيعية والسرطانية، وتلعب دوراً مهماً في نمو الورم وتقدمه.
وعندما درس الباحثون هذا النسيج البيني في المناطق المحيطة بالأورام، وجدوا بعض البروتينات المتوافرة بكثرة، التي لا توجد في الأنسجة الصحية، والأكثر من ذلك، وجدوا أن هذه البروتينات لا تتغير مع تقدم السرطان، وذلك على عكس الخلايا السرطانية نفسها.
ويقول الدكتور ريتشارد هاينز، الباحث الرئيسي في الدراسة: إن «استهداف هذا النسيج البيني يوفر طريقة أفضل لمنع انتشار السرطان بدلاً من محاولة منع الخلايا السرطانية نفسها؛ لأنها عادة ما تكون قد انتشرت عندما يأتي المريض إلى العيادة». ويضيف: «بدأنا نفكر في تطوير كواشف مناعية تستهدف بروتينات النسيج البيني للخلية السرطانية، فتوصلنا إلى الحاجة إلى استخدام أجسام مضادة صغيرة نسبياً، بحيث تكون قادرة على اختراق الأنسجة البشرية بعمق أكبر من الأجسام المضادة التقليدية الموجودة لدى البشر، ويمكن إزالتها بسرعة أكبر من الدورة الدموية بعد العلاج، فوجدنا ضالتنا في أجسام مضادة صغيرة نسبياً، أو (أجسام نانوية) تُجهز داخل حيوان الألبكة، الذي ينتمي إلى فصيلة الجمليات، ويعيش في أميركا الجنوبية، ويشبه الخروف، لكن رقبته طويلة».
ولتطوير هذه الأجسام المضادة النانوية، حصّن الفريق البحثي الألبكة باستخدام كوكتيل من بروتينات النسيج البيني ECM؛ وذلك بعد عزلها من عينات مرضى السرطان، ثم عزلوا الأجسام المضادة لها.
ويقول الدكتور هاينز: «عندما حقنّا هذه الأجسام المرتبطة بالنظائر المشعة في الفئران المصابة بالسرطان، وفحصنا الفئران باستخدام تصوير (PET - CT)، وهي تقنية تُستخدم في الأبحاث السريرية، كانت الأورام الأصلية ونقيلتها (المنتقلة من العضو المصاب إلى عضو آخر) واضحة لنا، وبهذه الطريقة يمكن استخدام تلك الأجسام النانوية للمساعدة في تصوير كل من الأورام ونقيلتها، كما يمكن استخدام التقنية نفسها أيضاً في تقديم العلاجات للورم، حيث يمكننا ربط أي شيء نريده بهذه الأجسام النانوية، بما في ذلك العقاقير».