أخبار

من أين يأتي ترامب بتغريداته حول إيران؟

21 أيار 2019 14:08

أشار المراقبون الاعلاميون، الى تزامن وتشابه التقارير التي بثتها قناة فوكس نيوز مع تغريدات الرئيس الاميركي دونالد ترامب، وكتبوا أن تغريدات ترامب حول ايران وكما يبدو متأثرة بتقارير تبثها هذه القناة.

أشار المراقبون الاعلاميون، الى تزامن وتشابه التقارير التي بثتها قناة فوكس نيوز مع تغريدات الرئيس الاميركي دونالد ترامب، وكتبوا أن تغريدات ترامب حول ايران وكما يبدو متأثرة بتقارير تبثها هذه القناة.

وأثار ترامب ضجة كبيرة بتغريدته مساء أمس الاحد، والذي وجه فيه تهديدات الى ايران، الامر الذي تحول الى مادة دسمة للعديد من التحليلات السياسية.

وكتب ترامب في تغريدته: "اذا ارادت ايران الحرب، فإنها تسجل نهايتها رسميا. لا تهددوا اميركا بعد".

ولكن هل هذه التغريدة وكما يدعي البعض جاءت نتيجة لاجتماع ترامب مع مستشار البيت الابيض للامن القومي، جون بولتون، او انها محصلة هيجانه الفكري بعد الهجوم المجهول بصاروخ كاتيوشا على محيط السفارة الاميركية ببغداد؟ هناك شواهد تقول ان الامر ليس كذلك.

وكتب ماثيو غرتز كبير الاعضاء في مجموعة "الاعلام هام لأميركا" (Media Matters for America) وهي منظمة غير حكومية ترصد النشاط الاعلامي وصحة التقارير الاعلامية في اميركا، ونظرا لتزامن تغريدات ترامب في مساء الليلة الماضية مع التقارير التي كانت تبثها قناة "فوكس نيوز"، كتب: يبدو ان تغريداته (ترامب) حول ايران هي نتيجة لمشاهدته أحد هذه التقارير.

وأوضح غرتز، ان فوكس نيوز بثت تقريرا في الساعة 4:16 (بتوقيت واشطن) تحت موضوع التوترات الاخيرة بين اميركا وايران، ادعت فيه ان ايران تهدد أميركا، وقد يقوم حلفاء ايران في المنطقة باستهداف القوات الاميركية في العراق.

ولم تمض 9 دقائق بعد بداية بث هذا التقرير، نشر ترامب تغريدته التي وجه فيها تهديدا لإيران، وكتب فيها: على ايران ان لا تهدد اميركا، وان لا تبحث عن الحرب.

ونشر ترامب مساء أمس تغريدة اخرى. فقد كتب في الساعة 4:16: "بالأمس تم نشر تقرير خاطئ. [ومثلما افادت] فوكس نيوز: "لا توجد اي خطة لنقل المهاجرين الى المنشآت الحدود في المناطق الشمالية او الساحلية بما فيها فلوريدا"، لا بالطائرات ولا بأي شكل آخر. لم يعد هناك مكان في بلدنا، ولا نريد ولا يمكننا ان نؤويكم".

وكانت قناة فوكس نيوز قد بثت قبل 10 دقائق فقط، تقريرا بهذا الموضوع وكتب في الشريط اسفل الشاشة نفس الجملة التي استخدمها ترامب في تغريدته (لا توجد اي خطة لنقل المهاجرين الى المنشآت الحدودي في المناطق الشمالية او الساحلية بما فيها فلوريدا".

وفي تغريدة اخرى، نشرها ترامب في الساعة 5:15، انتقد ترامب "كريس والاس" المقدم في قناة فوكس نيوز، الذي استضاف في برنامج له "بيت بوتيجيج" عمدة مدينة "ساوث باند" وأحد المرشحين الديمقراطيين لانتخابات عام 2020، وأشاد ببعض خصائل هذا الشخص.

وكتب ترامب: من الصعب التصديق، ان فوكس نيوز تضيع وقتها على العمدة بيت، مثلما يحلو لكريس والاس ان يناديه. ان فوكس نيوز تزيد من ميولها نحو الجناح الخاسر (الجناح الخطأ) في تغطية المرشحين الديمقراطيين. ولقد تم طردها من مناظرات الديمقراطية المملة، والآن يريدون ان يكونوا داخل اللعبة.

وكان والاس قد اشاد بالسيرة الذاتية لبوتيجيج، خلال حضوره في فوكس نيوز قبل ساعة من نشر تغريدة ترامب.

وهذه لم تكن المرة الاولى التي شوهد فيها هذا التشابه بين التقارير التي تبثها فوكس نيوز وتغريدات ترامب. فقبل عدة أشهر، نشر موقع "بوليتيكو" تقريرا مسهبا بحث فيه انعكاس المواضيع التي تتناولها فوكس نيوز في تغريدات ترامب، وكتب: الحقيقة هي ان ترامب يضمن تغريداته كل ما تقوله فوكس نيوز.

ومن النماذج البارزة لهذه التغريدات، التغريدة التي كتب فيها ترامب في كانون الثاني/يناير 2018، ان "الزر النووي خاصتي كبير جدا". وقد نشر هذه التغريدة بعد دقائق من تقرير فوكس نيوز والذي نقلت فيه عن زعيم كوريا الشمالية "كيم جونغ اون" ان لديه زر نووي على طاولته.

ويمضي ترامب جزءا كبيرا من وقته في مشاهدة قناة فوكس نيوز، كما ان اغلب اعضاء فريقه الاعلامي بمن فيهم المتحدثين باسم الخارجية الاميركية والمسؤول الاعلامي السابق لإدارة ترامب، كان جميعهم من المقدمين السابقين في فوكس نيوز. وفضلا عن ذلك، أجرى ترامب مقابلات حوارية مع فوكس نيوز اكثر من اي قناة اخرى، حتى انه وبشكل خارج عن المألوف، يشارك هاتفيا في برنامجه المحبذ "فوكس اند فريندز".

هذا الامر، جعل بعض الخبراء يرون ان تأثير فوكس نيوز على ترامب، اكثر من جميع مستشاريه للامن القومي والمعلومات السرية التي يتلقاها. وقد أشار موقع vox الى ان تأثير فوكس نيوز على ترامب بلغ حدا بحيث اذا اراد نواب الكونغرس او قادة العالم، ايصال رسالة الى ترامب، يقومون بمقابلة مع هذه القناة.

وعلى سبيل المثال، فإن المقابلة الاخيرة لوزير الخارجية الايراني، محمد جواد ظريف، كانت مع فوكس نيوز، حيث قال بعض المراقبين ان الهدف من المقابلة تمثل في تجاوز سد بولتون وإيصال الرسالة مباشرة الى ترامب.