أخبار

كولن باول: "إذا نشبت الحرب مع إيران فلن يجد السعوديون هاتفا، ليكلموننا منه"!

22 أيار 2019 15:21

في العام 2015، ومع بداية العدوان السعودي على اليمن، وما صاحبه من قرع لطبول الحرب بين إيران من جهة والولايات المتحدة ودولة الاحتلال من جهة ثانية، في أزمة الملف النووي، راهنت المملكة السعودية على الحلف

في العام 2015، ومع بداية العدوان السعودي على اليمن، وما صاحبه من قرع لطبول الحرب بين إيران من جهة والولايات المتحدة ودولة الاحتلال من جهة ثانية، في أزمة الملف النووي، راهنت المملكة السعودية على الحلف الغربي المضاد لإيران. إلّا أن ضعف ذاكرة السعوديين، جعلهم ينسون أن أحداث الصراع الإيراني-الغربي، الممتد منذ الثورة الإيرانية عام 1979، كانت محصلتها معاكسة للمصالح الغربية في المنطقة، حيث حصدت إيران سياسياً وبطول نفس ما زرعته الآلة العسكرية الأمريكية في المنطقة العربية والإسلامية.

فأمريكا التي اعتمدت -كالعادة، على وكلائها في المنطقة، خسرت نفوذها في معظم الدول التي حاربتها، لصالح الجمهورية الإيرانية، من أفغانستان إلى سوريا والعراق ولبنان. وكانت الحرب على تلك الدول بتدخل أمريكي-غربي مباشر، إلّا أنه وفي المحصلة، دانتهت في تلك المناطق لصالح إيران.

وبرغم الحصار الغربي على إيران منذ أربعة عقود، وما رافقها من حروب إقليمية أجبرت إيران على خوضها في محاولة لاستنزافها خارجياً، إلّا أن إيران لا تزال بحماسة الأيام الأولى للثورة، وهو ما يظهر في جنوحها واستعدادها نحو المواجهة الشاملة، وصفقت الباب الدبلوماسي بوجه ترامب، عندما أعلنت اليوم عن رفع نسبة تخصيب اليورانيوم 4 أضعاف ما كان عليه في ظل الاتفاق النووي، لتسحب من يد أمريكا أوراق المسايسة والمساومة. وتوجه في ذات الوقت راسلة لمن وضعوا مليارتهم وقوداً للحرب عليها، وإعلانهم عن قمة (عربية) مصغرّة نهاية شهر رمضان، على جدول أعمالها، المسألة الإيرانية.

وإذا أخذنا اليمن كعينة اختبار، لجدوى الحلف السعودي-الغربي، نستخلص منها عبث الرهان السعودي في تبعيتها للغرب وإسرائيل، وذلك ما لخصه وزير الخارجية الأمريكي، كولن باول، في مقابلة له على على قناة "فوكس" الأمريكية بعد بداية العدوان السعودي على اليمن بعام واحد: "أخطأنا بترك السعودية تهاجم اليمن، وكان علينا ألا نصدق وعودهم، فاكد سلمان وابنه ان الحرب على اليمن لا تستمر اكثر من عشرة أيام، وأن الجيش السعودي قادر على دخول صنعاء بعد اليوم السابع من بدء الهجوم، والنتيجة كانت بعد 41 يوماً من القصف سمعنا صراخ السعوديين يطلبون النجدة، لأن اليمنيين دخلوا أراضي سعودية واسعة وقتلوا العديد من الجنود السعوديين، وصادروا أسلحة مهمة، رغم أننا قدمنا دعماً لوجستياً كبيراً للسعوديين".

وتابع باول تقديره لمدى قوة الموقف السعودي قائلاً: "لقد أخطأنا كثيراً عندما راهنا على جيش ضعيف ووزير دفاع ليس لديه فكرة عن كلمة حرب، ولذلك نصحنا السعوديين بالكف عن المهاترات لأنهم مكشوفون من قبل إيران، ان الحرب مع ايران معناها عودة السعودية الى ما قبل العصر الصناعي خلال ساعات". وفي ذات السياق تابع باول تقديره لموقف الولايات المتحدة قائلاً: "بأننا غير قادرين في تلك الساعات السريعة على منع الإيرانيين من تدمير البنى التحتية للسعودية، ولأهم شركاتها النفطية، وحينها لن يجد السعوديون خط هاتف يكلموننا فيه".

وهي ذات الرؤيا التي أكدها الأمير السعودي، طلال بن عبد العزيز، الذي قاله لقناة نوكس الالمانية، من محل إقامته في ألمانيا، حيث أكد أن: "القوات الإيرانية قادرة على تدمير المملكة السعودية خلال 24 ساعة".  وأضاف الأمير: "أخبرنا حلفاؤنا بأن لا نغامر باستفزاز إيران، وإلا سنفتح نار جهنم علينا، وأن القوات الايرانية قادرة على تدمير البنى التحتية والقوة العسكرية للمملكة خلال 24 ساعة".

فالسعوديون حتى لو وجدوا هاتفاً لطلب النجدة من ترامب، فإن الهاتف الأمريكي لن يكون متاحاً، كما لم يكن متاحاً قبل أربعة قرون للشاه الإيراني، الذي استثمر كل إمكانيات بلده، ليكون شرطي أمريكا في المنطقة، ولكن عند أول صدام مع الثورة الإيرانية، وجد نفسه وحيداً، بينما كانت الهواتف الأمريكية مشغولة في تنسيق هرب موظفي السفارة، الذين انقطع الخط عنهم ووقعوا رهائن. وذات الامر تكرر مع "الكنز الاستراتيجي" لإسرائيل، حسني مبارك، الذي تخت عنه أمريكا وتركته وحيداً في مواجهة الشعب.. فهل الذاكرة السعودية التي عايشت كل تلك الاحداث قصيرة إلى هذه الدرجة؟ أم أنها مدفوعة رغماً عنها في اتجاه لا تعرف عواقبه؟ كلا الاحتمالان أيضاً يبرزان بدرجة أقوى مدى ضعف المملكة.