أخبار

استراتيجية جديدة لمكافحة فيروس الإيدز

23 أيار 2019 16:50

اكتشف مجموعة من علماء معهد "لا جولا" لعلوم المناعة استراتيجية جديدة لعلاج مرض نقص المناعة المكتسبة "إيدز". تعتمد تلك الاستراتيجية على حقن المرضى بجرعات صغيرة متتالية على مدى أيام من عقار يُستخدم حا

اكتشف مجموعة من علماء معهد "لا جولا" لعلوم المناعة استراتيجية جديدة لعلاج مرض نقص المناعة المكتسبة "إيدز".

تعتمد تلك الاستراتيجية على حقن المرضى بجرعات صغيرة متتالية على مدى أيام من عقار يُستخدم حاليًا بطريقة الحقن مرة واحدة، وتقول الدراسة المنشورة في دورية "سيل" إن تلك الطريقة تؤدي لاستجابة مناعية أقوى وتُعزز من مكافحة الفيروس المُسبب للمرض.

فبحسب الدراسة، حين تحقن جرعات صغيرة على مدار أيام، تقوم الخلايا التى تُصنع الأجسام المضادة –المعروفة بأسم الخلايا البائية- بإجراء مجموعة من الاختبارات لمواجهة تلك الجرعة، تُساهم تلك الاجراءات في تحسين جودة الأجسام المضادة على مدار أيام، وهو أمر يُعزز من عملية مكافحة الفيروس.

يُشبه الأمر عملية التدريب البدني المستمر، فحين يقوم اللاعب بالعودة مرارًا وتكرارً إلى الصالات الرياضية، تُصبح عضلاته أقوى في كل مرة. في حالة الحقن المتتالي بجرعات صغيرة؛ تقوم الخلايا التائية بمهاجمة اللقاح على فترات متباعدة، فتكتسب خبرة أكثر في التعامل معه في كل مرة، وبالتالي تستطيع مهاجمته بصورة أفضل تتزايد يومًا بعد يوم.

للتغلب على فيروس نقص المناعة البشرية؛ يتعين على الخلايا البائية إنتاج أجسام مُضادة ترتبط بالآلية التى يستخدمها الفيروس لإحداث العدوى، ولكن؛ ولأن فيروس نقص المناعة خصمًا قويًا؛ يقوم بمناورة الأجسام المضادة عبر قشرة بروتينه الخارجية، ويستخدمها كطعم للأجسام المضادة، التى تنجذب إليه بهدف تدميره، فيبقى الفيروس وآلية انتشاره عصية على الجهاز المناعي كونها ترتبط بالأماكن الخاطئة في الفيروس.

وحين يحقن الأطباء المرضى باللقاح التقليدي المستخدم  لعلاج الإيدز –وهو عبارة عن مجموعة من الفيروسات التى جرى إضعافها معمليًا للسماح بالجهاز المناعي بالتعرف عليها وتدميرها- تقوم الأجسام المضادة بالارتباط بالأماكن الخاطئة في الفيروس، وبالتالي لا يُمكنها الحد من العدوى، أما حين تُحقن الجرعة على فترات متتالية، تقوم الخلايا المناعية بالتعرف على الفيروسات بصورة أكثر دقة، وبالتالي؛ تُكون ذاكرة قوية وآلية مدهشة للتعامل مع الفيروسات الشبيهة، وانتقاء نقاط الضعف في الفيروس؛ والتى تمنع انتشاره بصورة أفضل. وتظهر الدراسة أن تغيير استراتيجية حقن اللقاح، وليس تغير اللقاح نفسه، يُمكن أن يحدث فارقًا كبيرًا في السيطرة على الفيروسات.