أخبار

خيارات تركيا العسكرية بعد العقوبات الأمريكية

سالم الشكيلي

16 حزيران 2019 18:14

صرح وزير الدفاع التركي خلصولي أكار قبل عدة أيام بأن صفقة منظومة أس 400 مع روسيا قد تم أبرامها بالفعل، حيث جائت التصريحات التركية بعد أعلان المدير التنفيذي للشركة المصنعة للمنظومة بأن روسيا بصدد توريده

صرح وزير الدفاع التركي خلصولي أكار قبل عدة أيام بأن صفقة منظومة أس 400 مع روسيا قد تم أبرامها بالفعل، حيث جائت التصريحات التركية بعد أعلان المدير التنفيذي للشركة المصنعة للمنظومة بأن روسيا بصدد توريدها الى الجيش التركي في شهر يوليو تموزالمقبل.

البنتاغون كان قد أعلن في مناسبات عديدة، بأن بلاده ستوقف عقد توريد طائرات أف35 في حال أستمرت القيادة التركية بالسير قدما في أتجاه عقد التوريد، حيث تم بالفعل أيقاف الطلعات الجوية التدريبية للطيارين الأتراك في قاعدة أريزونا الجوية. في غضون ذلك أمهلت واشنطن الحكومة التركية مهلة شهرين من أجل التراجع عن الصفقة.

الرئيس التركي رجب طيب أردوغان كان قد صرح، بأن بلاده لن ترضخ للضغوط الأمريكية، حيث هدد بأبرام عقود تسليح مع الجانب الروسي، في حال توقفت واشنطن عن عقد التوريد لطائرات اف 35، حيث تعاقدت تركيا على أقتناء ما يربو على 100 طائرة من الطائرة الشبحية.

وزارة الدفاع الأمريكية، بررت تعليق صفقة طائرات اف 35 مع تركيا، الى وجود مخاطر محتملة على المقاتلة الأمريكية في حال حدث أشتباك ألكتروني مع منظومة أس 400 التركية، حيث ستكون أنظمة التشويش و الأعاقة التي تتزود المقاتلة الأمريكية بها، مكشوفة و قابلة للتسريب و الأختراق من قبل الجانب الروسي، الأمر الذي تعتبره الولايات المتحدة يهدد أمنها و حلفائها الأستراتيجي.

القيادة التركية متمثلتا في الرئيس التركي كانت قد صرحت، بأن البديل المحتمل لطائرة اف 35 الأمريكية هو التعاقد مع نظيرتها الروسية سوخوي تي 50، حيث تتكافئ المقاتلة الروسية مع مثيلتها الأمريكية في القدرات و التقنية.

و يعتقد كثيرون من المحللين السياسيين، أن المناكفات بين الطرفين، قد تمتد الى الجانب الأقتصادي، حيث من المتوقع أن تفرض وزارة الخزانة الأمريكية حزمة عقوبات على الجانب التركي، حيث يعاني الأقتصاد التركي بالفعل، من ركود أقتصادي خلال هذا العام و العام المقبل بحسب البنك الدولي.

و كان اليوت أنجل رئيس لجنة الشؤون الخارجية، في مجلس النواب الأمريكي، قد صرح بأنه لا يوجد حل وسط رمادي بين الطرفين، بل حلان على تركيا أن تختار أحدهما أما اسود أو أبيض.

و أنتقلت الأزمة بين الطرفين، لتعصف في العديد من الملفات، من ضمنها الملف الأيراني، حيث صرحت تركيا بأنها ترفض العقوبات الأمريكية على أيران  حيث تستمر أيران في تصدير شحنات الغاز و النفط الجانب التركي، بالرغم من أنتهاء مهلة واشنطن للدول التي تستورد النفط الأيراني.

و تعود جذورالمشكلة بين العضوين البارزين في حلف الناتو الى تضارب المصالح بين الطرفين فيما يخص الملف السوري، حيث تستند أستراتيجية الولايات المتحدة الأمريكية في سورية على الأعتماد على جماعات كردية علمانية، من أجل التصدي لنفوذ تنظيم داعش و الحكومة السورية معا، الأمر الذي تعتبره تركيا خطرا أسترتيجيا يتمثل بتهديد الوحدة الجغرافية لتركيا، حيث تشكل المناطق الكردية حوالي ثلث الأراضي التركية ولذلك تستند في أستراتجيتها الى دعم جماعات اسلامية مناهضة للجماعات الكردية المدعومة من قبل واشنطن.