تقارير وحوارات

خطيب الأقصى للنهضة نيوز: "نفق سلوان" أسفل القدس يحمل تداعيات كارثية

2 تموز 2019 12:22

قال المفتي العام للقدس والديار الفلسطينية، خطيب المسجد الأقصى المبارك محمد حسين "إن افتتاح النفق الإسرائيلي المسمى بـ(طريق الحجاج) أسفل بلدة سلون القريبة من اسوار البلدة القديمة في القدس المحتلة يمثل

قال المفتي العام للقدس والديار الفلسطينية، خطيب المسجد الأقصى المبارك محمد حسين "إن افتتاح النفق الإسرائيلي المسمى بـ(طريق الحجاج) أسفل بلدة سلون القريبة من اسوار البلدة القديمة في القدس المحتلة يمثل عدواناً سافراً على المسجد الأقصى المبارك، وسيترك تأثيرات سلبية على جدران البلدة القديمة والمباني المجاورة".

وأضاف حسين: إن مشاركة سفير الولايات المتحدة في "إسرائيل" دافيد فريدمان، ومبعوث البيت الأبيض للشرق الأوسط جيسون غرينبلت في الافتتاح وظهورهم بالمطارق القذرة يعني أنَّ هناك غطاء أمريكي لكل ما يحصل من اعتداءات ضد المسجد الأقصى، وهو عدوان سافر على تاريخ وحضارة الأمة الإسلامية، متوقعاً اشتداد الهجمات التهويدية على المسجد الأقصى بعد افتتاح النفق أسفل سلوان.

وتابع: إن المشاركة الأمريكية في افتتاح الأنفاق التهويدية نشاط عدواني ضد الأمة الإسلامية، ويأتي انعكاساً للقرارات الأمريكية بحق المدينة المقدسة، وانعكاس لحالة الصمت العربي والإسلامي إزاء ما يحصل بالقدس ومسجدها المبارك.

وأشار الشيخ حسين إلى أن الاحتلال الإسرائيلي ومنذ سنوات عدة لم تقف معاوله عن حفر الانفاق اسفل المسجد الأقصى، لافتاً إلى أنَّ الهدف من وراء ذلك هو تهويد المدينة المقدس، وتدمير المسجد الأقصى الشريف، وبناء هيكل سليمان المزعوم، داعياً الأمة العربية والإسلامية إلى أن تفيق من سُباتها إزاء ما تتعرض له المدينة المقدسة، متسائلاً: هل ستفيق الأمة عند انهيار المسجد الأقصى، واقامة الهيكل المزعوم؟!.

ودشنت قوات الاحتلال الإسرائيلي الأحد الماضي مشروع نفق "درب الحجاج" الاستيطاني في القدس المحتلة بمشاركة السفير الأميركي لديها دافيد فريدمان والمبعوث الأميركي للشرق الأوسط جيسون غرينبلات.

ويمتد الطريق من البؤرة الاستيطانية من "مدينة داود" في ضاحية سلوان إلى حائط البراق الملاصق للمسجد الأقصى في البلدة القديمة من القدس المحتلة، ويجسد في الوقت نفسه استثمار إسرائيل في اعتراف الرئيس الأميركي دونالد ترامب بالقدس المحتلة عاصمة لها.

ويأتي طريق "درب الحجاج" الممتد على طول 700 متر ضمن مخططات الاستيطان والتهويد لأسوار القدس القديمة وبلدة سلوان التي تعتبر الخاصرة الجنوبية لمنطقة القصور الأموية التي حوّلتها سلطات الاحتلال إلى "حدائق توراتية".

وتروج سلطات الاحتلال لـ"درب الحجاج" باعتباره جزءا من مسار الحجاج اليهود إلى ما تسميه بـ"الهيكل الثاني"، في وقت تواصل فيه المنظمات اليهودية مساعيها لبناء كنس بساحات الحرم القدسي الشريف تمهيدا لبناء "الهيكل" المزعوم مكان قبة الصخرة المشرفة.

وتواصلت الحفريات بعين سلوان منذ عام 2007، حيث أعلنت سلطات الاحتلال عام 2015 عن ربط ما تسمى "مدينة داود" التي تديرها جمعية "إلعاد" الاستيطانية بثلاثة أنفاق تتجه إلى القصور الأموية وساحة البراق، وذلك تمهيدا لإقامة "مطاهر الهيكل".

وأطلقت سلطات الاحتلال العنان للجمعيات الاستيطانية التي اتخذت من "مدينة داود" مقرا لتثبيت مشاريع التهويد والاستيطان والحدائق التوراتية جنوب الأقصى، إضافة لسلب عقارات الفلسطينيين في سلوان التي يقطنها 70 ألف فلسطيني، إذ تواجه 700 عائلة خطر التهجير والتشريد الفوري ووضع اليد على منازلها وأراضيها لصالح جمعية "إلعاد".

كما يواجه أهالي حي بطن الهوى في بلدة سلوان خطر الإخلاء والتهجير بعد أن سمحت المحكمة العليا الإسرائيلية لجمعية "عطيرت كوهنيم" الاستيطانية بالاستمرار في طرد 700 فلسطيني من عقاراتهم، بزعم أن منازلهم بنيت على أرض امتلكها يهود قبل نكبة الشعب الفلسطيني عام 1948.