تقارير وحوارات

هروب الاميرة هيا بنت الحسين من زوجها محمد بن راشد.. هل يقع المحظور الأسبوع المقبل!

25 تموز 2019 14:37

اثار هروب الاميرة هيا بنت الحسين زوجة حاكم دبي الشيخ محمد بن راشد من قصره إلى ألمانيا ثم بريطانيا برفقة طفليها اهتمام الرأي العام العالمي لاسيما العربي، لخصوصية القضية التي قد تحمل في طياتها تداعيات د

اثار هروب الاميرة هيا بنت الحسين زوجة حاكم دبي الشيخ محمد بن راشد من قصره إلى ألمانيا ثم بريطانيا برفقة طفليها اهتمام الرأي العام العالمي لاسيما العربي، لخصوصية القضية التي قد تحمل في طياتها تداعيات دبلوماسية، وتركت القضية المثيرة للاهتمام العديد من التوقعات والتكهنات بشأن مصير الاميرة هيا، لاسيما أن نزاعاً قضائياً بدء في محاكم لندن بينها وبين زوجها محمد بن راشد آل مكتوم.

ومن المقرر أن تبدأ المعركة القضائية بين الاميرة هيا بنت الحسين وزوجها محمد بن راشد آل مكتوم في تاريخ 30 – 31 تموز/يوليو في المحكمة العليا البريطانية.

وكشفت المحكمة البريطانية التي يمثل أمامها الأميرة هيا بنت الحسين وزوجها الشيخ محمد بن راشد أن المعركة الوشيكة بينهما في المحكمة العليا البريطانية تتعلق بنزاع على رفاهية الأطفال في قسم الأسرة بالمحكمة وليس لها علاقة بالطلاق أو بأي قضية أخرى، وفقاً لبيان صحفي نشرته صحيفة "الغارديان البريطانية".

وقال السير أندرو مكفارلين، رئيس قسم الأسرة في المحكمة البريطاني: "إن هذه الإجراءات تتعلق برفاهية الطفلين بزواجهما ولا تتعلق بالطلاق أو الشؤون المالية"، مضيفاً "أن جلسة إدارة القضايا الخاصة بالأميرة هيا والأمير محمد تتعلق بكيفية المضي قدما في جلسة استماع نهائية لتحديد قضايا الرفاهية للأطفال".

وأعدت صحيفة "التايمز" البريطانية تقريرا صحفياً أفاد أن الأميرة هيا والشيخ محمد يخوضان معركة حول مصير ولديهما الشيخ زايد (11 عاما) والشيخة جليلة (7 أعوام).

وذكر التقرير أن الأميرة كلفت البارونة شاكلتون، المحامية التي مثلت الأمير تشارلز، ولي العهد البريطاني خلال طلاقه من الأميرة ديانا لتمثيلها، فيما كلف الشيخ محمد بن راشد آل المكتوم (69 عاما) محامي هيلين وارد التي مثلت غاي ريتشي في طلاقه من المغنية المشهورة مادونا.

ومن المعروف أن لندن معروفة بكونها مكانا لتسويات خلافات عائلية بين الأثرياء والمشاهير، فيما يعتقد خبراء أن تتجاوز التسوية المالية بين الأميرة والشيخ المبلغ الذي منحته محكمة لزوجة الثري الروسي فرخاد أخميدوف، في عام 2016، وهو 453 مليون جنيه إسترليني، مشيرين إلى أن الصحيفة كشفت يوم الاثنين عن أن الأميرة هيا، الأخت غير الشقيقة لعاهل الأردن الملك عبدالله الثاني، تقيم في قصر في لندن قيمته 85 مليون جنيه إسترليني، قريب من قصر كنسينغتون.

وقد تلاشت أي فرصة للصلح بين الطرفين بدليل قصيدة محمد بن راشد المفعمة بالشعور بالغضب وبالمرارة والتي نُشرت وجرى تداولها على نطاق واسع عبر وسائل التواصل الاجتماعي.

قضية معقدة وابعاد متعددة

الخبير القانوني الدكتور عبدالكريم شبير يرى أنَّ قضية الاميرة هيا وزوجها محمد بن راشد ستستغرق وقتاً كبيراً، نظراً لحساسية مركزهما السياسي والاقتصادي والاجتماعي، مشيراً إلى أنَّ النزاع القانوني بين الاميرة هيا وزوجها محمد بن راشد قد يكون من أكثر القضايا احتداماً، لاسيما أن لكلا الطرفين فريق من المحامين الأكثر شهرة في العالم.

وذكر شبير في حديث مع "النهضة نيوز" أن فكرة حضانة الأطفال سواء بالوصاية أو الولاية أو الحضانة تستند على تقديم كلا الخصمين أدلة وبراهين وحجج من شانها أن تقنع المحكمة والقضاء البريطاني بأنَّ الطرف الثاني ليس أهلاً لرعاية الأطفال وتوفير.

وتوقع الدكتور شبير أنَّ يبدأ محامية محمد بن راشد بـ"الدفوع الشكلية" وهي مجموعة الإجراءات المتعلقة بمحاولة تعطيل الفصل في موضوع الدعوى أو إجراءاتها أو تأجيلها أو إحالة النزاع الى محكمة أخرى أو رفض الإحالة، مشيراً إلى أن الهدف من وراء ذلك إعلان عدم صلاحية المحكمة أو حرف مسارها بما يخدم مصلحة المدعى ضده، مبيناً أنه بعد الانتهاء من الدفوع الشكلية تأتي مرحلة الدفوع الموضوعية وهي مجموعة الإجراءات التي يتقدم به المدعى عليه إلى القضاء لإثبات أن ادعاء خصمه على غير أساس.

وذكر أن محامية الاميرة هيا ستحاول تقديم أدلة مقنعة أن الأميرة هيا بنت الحسين عانت في حياتها مع زوجها الشيخ محمد بن راشد، وستسوق بعض الحجج المتعلقة بحقوق الإنسان وحقوق الأطفال وقد تتعرض لقصص وحوادث قضايا داخل الأسرة الحاكمة في دبي مثل محاولة هروب شمسة ولطيفة مؤخراً من ابيهم، مشيراً إلى أن تلك الأوراق تخدم الأميرة هيا.

وأوضح شبير أن الأميرة هيا بنت الحسين فضلت الهروب إلى بريطانية وإقامة الدعوى في المحاكم النظامية في لندن لخشيتها من القوانين الإماراتية، لاسيما أنها قد تتعرض لمضايقات كبيرة من قبل السلطات الحاكمة والتداعيات التي قد تتسبب لها في الامارات مثل منعها من المغادرة أو إجراءات أخرى مشددة، لاسيما أن محمد بن راشد هو نائب رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة.

كما، وتوقع أن تكون الأميرة هيا فضلت الهروب إلى بريطانيا عن الأردن التي يحكمها شقيقها الملك عبدالله الثاني كون أنَّ ذلك قد يحدث أزمة دبلوماسية بين البلدين أو خشيتها من القوانين الأردنية والضغط عليها من قبل عائلتها الحاكمة من تسوية القضية.

وأشار إلى أن الاميرة هيا فضلت اللجوء إلى المحاكم البريطانية لاعتبارات قانونية وسياسية ودبلوماسية تصب في صالحها ولا تخدم خصمها محمد بن راشد.

وتوقع أن تحصل تسوية بين الأميرة هيا بنت الحسين وزوجها محمد بن راشد من خلال تدخل بعض الوسطات الدولية والعربية في قضية حضانة الأطفال، لاسيما ان القضية قد تؤثر على العلاقات الدبلوماسية إن أصبحت مادة إعلامية، أو إذا ما قرر أحد الطرفين فضح الآخر من خلال إظهار بعض الأسرار المتعلقة بالآخر.

ولا تزال قصة هروب الأميرة هيا محاطة بالسرية والغموض، ولكن الدعاوى القضائية في محاكم لندن ستكشف عن ملامح فضيحة كبرى عن حاكم وأميرة بارزين في المنطقة.

تكهنات عديدة لاحقت القضية تتعلق بالخلفيات المسببة لهروب الأميرة واختفائها عن الأنظار منذ فبراير الماضي - لم تظهرالأميرة مع زوجها الشهر الماضي في سباق الخيول الملكي البريطاني في أسكوت، حيث اعتادا الظهور معاً على مدى سنوات زواجهما في سباقات الخيول في بريطانيا- منها ما هو سياسي ومنها ما هو اجتماعي، إلا أن أغلب التحليلات باتت تصب لصالح علاقة ما بين قرار الأميرة بالرحيل وقضية هروب الشيخة لطيفة، إحدى بنات حاكم دبي التي حاولت الفرار من الإمارات العام الماضي قبل أن يستعيدها والدها قسراً كما زعم أصدقاؤها وادعت منظمات حقوقية، وساعدت هيا حينها بإنهاء هذه الأزمة العائلية.

وأشارت “الغارديان” سابقاً إلى الاعتقاد أن الأميرة هيا تخضع لحماية شركة “كويست” الأمنية الخاصّة، التي يرأسها رئيس سابق لجهاز الشرطة البريطاني، جون ستيفنز، وانضم إليها، العام الماضي، رئيس سابق لفرع مكافحة الإرهاب في الشرطة، مارك رولي.

وترفض الحكومة الإماراتية التعليق على الموضوع وتعتبره شأناً شخصياً يتعلق بالحياة الخاصة.

وتزوجت الأميرة هيا بالشيخ محمد بن راشد آل مكتوم حاكم دبي ونائب رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة عام 2004.

يذكر أن هيا هي ابنة الملك الأردني الراحل الحسين بن طلال من زوجته الفلسطينية الملكة الراحلة علياء طوقان الملقبة بعلياء الحسين، وهي الأخت غير الشقيقة للعاهل الأردني عبد الله الثاني، تلقت تعليمها في أرقى المعاهد البريطانية وتخرجت من جامعة أكسفورد.

والأمير هيا بطلة فروسية مثلت الأردن في مسابقات دولية عدة، من أبرزها سباق قفز الحواجز عام 2000 أثناء الدورة الأولمبية في سيدني الأسترالية، وترأست الاتحاد الدولي للفروسية لمدة ثماني سنوات إلى أن استقالت منه عام 2014.