علوم

دراسة تكشف أن الأدوية التي تقلل من حمض المعدة تزيد من خطر الحساسية في المستقبل

31 تموز 2019 09:33

كشفت دراسة عملية من جامعة فيينا الطبية عن أن الأدوية الموصوفة التي تقلل من حمض المعدة قد تزيد من خطر الحساسية في المستقبل، بحسب صحيفة الغارديان البريطانية. وأظهرت الدراسة أن الناس الذين يوصف لهم مث

كشفت دراسة عملية من جامعة فيينا الطبية عن أن الأدوية الموصوفة التي تقلل من حمض المعدة قد تزيد من خطر الحساسية في المستقبل، بحسب صحيفة الغارديان البريطانية.

وأظهرت الدراسة أن الناس الذين يوصف لهم مثبطات مضخة البروتون لعلاج حموضة المعدة (PPIs)، ستوصف لهم الأدوية المضادة للحساسية في السنوات المقبلة بمقدار الضعف عن الذين لا يستخدمون مضادات الحموضة .

ووفقا لصحيفة الغارديان البريطانية، قام العلماء بحفص بيانات من السجلات الصحية لأكثر من 8 ملايين شخص في النمسا - 97 ٪ من السكان - على مدى فترة أربع سنوات.

و قال رئيس الدراسة، البروفيسورة إريكا جينسن جاروليم ، من جامعة فيينا الطبية : إن "في السابق كانت هناك دراسات تجري على الفئران و الدراسات الخلوية و الملاحظات السريرية ، ولكن هذه هي الزاوية الأخيرة  في الصورة الكاملة " .

 يذكر أن الدراسة العلمية نشرت في مجلة" Nature Communications "، أن المخاطر كانت مرتفعة بشكل خاص لدى النساء والأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 60 عامًا.

وبينت الدراسة أنه يمكن لمعظم أجهزة المناعة السليمة تحمل المواد الموجودة في الأطعمة والبيئة ، ولكن في بعض الأحيان قد تصبح شديدة الحساسية ، مسببة الحساسية، و جزء من عملية الهضم الأولية ينطوي على حمض المعدة في تحطيم جزيئات البروتين الموجودة في الطعام إلى أجزاء أصغر ليسهل هضمها .

وأشارت الدراسة إلى أن المرضى الذين يعانون من حالات مرضية مثل قرحة المعدة قد يوصف لهم الدواء لتقليل الحموضة في المعدة و لذك لتخفيف الألم و تخفيف الأعراض المزعجة لها . في هذه الحالة ، لا تعمل التفاعلات الكيميائية الطبيعية المرتبطة بالهضم أيضًا ، مما يعني أن جزيئات البروتين الأكبر حجمًا وغيرها من المواد الضارة قد تكون قادرة على المرور إلى الأمعاء . و هذا يمكن أن يؤدي إلى حساسية من الجهاز المناعي كردة فعل على هذا الخلل في عملية الهضم .

وأوضحت الدراسة أن استخدام العقاقير المخفضة للحمض واسع الانتشار,  ففي بعض الحالات ، يتم وصف كورس علاجي للمرضى يغطي عدة  أشهر أو حتى سنوات ، على الرغم من أن دراسة " Jensen-Jarolim "تشير إلى أنه يمكن إحداث استجابة محتملة للحساسية في المرضى الموصوفة لهم هذه العقاقير بأقل من ستة أيام من  فعالية الأدوية المخفضة للحمض في السنة .

وبدوره، قال أستاذ علم الأدوية الجزيئي والسريري بجامعة ليفربول منير بيروهاميد، "لم يكن لدى الباحثين أي معلومات عن الأمراض والظروف الأخرى التي عانى منها المرضى، أو عن الأدوية الأخرى التي أعطيت للمرضى، لذلك تبين من نتائج هذه الدراسة وجود ارتباط ولكن لا يثبت العلاقة السببية، مشيراً إلى أن المطلوب هو المزيد من العمل و البحث في قواعد البيانات الأخرى حيث توجد بيانات عن الحالات الأخرى للمرضى للتحقق من صحة هذه النتيجة. "

وأضاف: "على الرغم من القيود ، هناك رسالة مهمة هنا : يمكن أن يكون للعقاقير شائعة الاستخدام مثل الأدوية المضادة للقرحة آثار ضارة غير متوقعة ، ويجب استخدام هذه الأدوية فقط عند وجود حاجة سريرية ، ولأقصر مدة ممكنة وبأقل جرعة ضرورية للسيطرة على الأعراض ".

ومن جانبه، أكد ستيفن إيفانز ، أستاذ علم الوبائيات الدوائي في كلية لندن للصحة والطب الاستوائي، أن الأدوية الأخرى قد تكون عاملاً في هذا الصدد، وغالبًا ما يتم وصف أدوية" PPI" مع الأسبرين أو الأدوية المماثلة المعروفة باسم الأدوية المضادة للالتهابات غير الستيرويدية (مضادات الالتهاب غير الستيروئيدية).

وأشار إيفانز إلى أن الأسبرين و مضادات الالتهاب غير الستيروئيدية من بين الأدوية المعروفة جيدًا والتي تزيد من خطر حدوث الحساسية.

و تأمل جينسن جاروليم أن تؤدي دراستها إلى زيادة الوعي . حيث قالت: "الأطباء ليسوا على دراية بالتأثير ، ويرجع ذلك أساسًا إلى الإرشادات للعلاجات المضادة للالتهابات, فعلى سبيل المثال ، سيتم وصف معظم المرضى الذين يدخلون المستشفيات في فيينا بهذا النوع من الأدوية, لذلك علينا أن نتراجع عن هذا النهج الوقائي ".