علوم

علماء يكتشفون عضواً جديداً لاستشعار الألم

16 آب 2019 14:25

اكتشف مجموعة من العلماء عضواً جديدًا يشارك في الإحساس بالألم، مما أثار آمالًا في أنه يمكن أن يؤدي اكتشافه إلى تطوير عقاقير جديدة لعلاج الألم، بحسب صحيفة الغارديان البريطانية. وقال الباحثون، إنهم اك

اكتشف مجموعة من العلماء عضواً جديدًا يشارك في الإحساس بالألم، مما أثار آمالًا في أنه يمكن أن يؤدي اكتشافه إلى تطوير عقاقير جديدة لعلاج الألم، بحسب صحيفة الغارديان البريطانية.

وقال الباحثون، إنهم اكتشفوا أن خلايا خاصة تحيط بالخلايا العصبية التي تستشعر الألم والتي تمتد إلى الطبقة الخارجية من الجلد، وتبدو متورطة في الشعور بالألم، وهو اكتشاف يشير إلى عضو جديد وراء الشعور بالألم .

وأشار العلماء إلى أن الاكتشاف يقدم نظرة جديدة للألم ويمكن أن يساعد في الإجابة على الألغاز القديمة.

و بدوره، قال البروفيسور باتريك إرنفورس، المؤلف المشارك للبحوث من معهد كارولينسكا في السويد، لصحيفة الجارديان، إن "السؤال الرئيسي بالنسبة لنا الآن هو ما إذا كانت هذه الخلايا في الواقع تسبب أنواع معينة من اضطرابات الألم المزمنة".

وكتب الباحثون في جريدة "ساينس" العلمية، كيف قاموا بفحص طبيعة الخلايا الموجودة في الجلد والتي تم تجاهلها إلى حد كبير مسبقاً، وهي نوع من خلايا شوان، التي تلتف حول الخلايا العصبية وتبتلعها وتساعد على إبقائها على قيد الحياة.

وكشفت الدراسة أن خلايا شوان لها شكل يشبه الأخطبوط، وبعد فحص الأنسجة وجد الفريق أن الخلايا تختبئ أسفل الطبقة الخارجية من الجلد، لكن الخلايا لها امتدادات طويلة تلتف حول نهايات الخلايا العصبية التي تستشعر الألم والتي تمتد إلى البشرة، وهي الطبقة الخارجية للجلد.

ووفقاً للغارديان، فوجئ العلماء بالنتائج لأنه كان يعتقد منذ فترة طويلة أن نهايات الخلايا العصبية في البشرة كانت عارية أو غير مغلفة، في مجال الألم، نتحدث عن النهايات العصبية العارية والمسؤولة عن الإحساس بالألم، لكن في الواقع توصلنا أنها ليست عارية البتة ".

ولفت البروفيسور بيتر ماكنوتون ، خبير النظم الحسية في جامعة كينجز كوليدج لندن، إلى أن الدراسة كانت مثيرة وجذرية .

وأكد ماكنوتون أن "الدراسات اللاحقة أثبتت هذه الورقة البحثية ستكون نقلة نوعية تُظهر أن أطراف الخلايا العصبية الحساسة للألم ليست في الحقيقة دائمًا مدفوعة بشكل مباشر من خلال محفز مؤلم ولكن بدلاً من ذلك يمكن أن تكون مدفوعة بخلايا شوان المرتبطة بها".

وأضاف: أنه لا تزال هناك أسئلة، بما في ذلك كيف تنقل خلايا شوان إشارة إلى الخلايا العصبية الحساسة للألم و إلى الدماغ .

وكان أكبر ما توصل إليه الفريق هو أن خلايا شوان يمكن أن تستشعر الألم، وتم الاكتشاف باستخدام علم الوراثة الضوئية، والذي عمل الباحثين من خلالع على تعديل الفئران وراثيا حتى تصبح خلايا شوان في جلد أقدامهم تنتج بروتين يمكن أن تمتص الضوء، وعندما يضيء الضوء على الخلايا، يتغير هذا البروتين، مما يؤثر على الجلد وينتج تحولا في الشحنة الكهربائية للخلايا، بمعنى آخر، يتم تنشيط الخلايا حينها.

وسلط العلماء الضوء على هذه الخلايا، حيث رفعت الفئران أقدامها، ولقد أظهروا أيضًا سلوكًا بما في ذلك لعق أقدامهم وهزها وحمايتها، وهي علامات على أن تحفيز خلايا شوان هذه تسبب الألم .

مع زيادة نبضات الضوء، زاد عدد الخلايا العصبية القريبة التي تتحفز، مما يدعم فكرة أن الخلايا شوان ترسل إشارة إلى الدماغ من خلال الخلايا العصبية.

ولاستكشاف ما يمكن أن ينشط خلايا شوان، جرب الفريق على أقدام الفئران الحرارة والبرودة والدبابيس بأنواعها لفحص سلوكهم وردة الفعل،  ثم قارنوا هذا السلوك باستجابات الحيوانات عندما استخدم الضوء لتنشيط خلايا شوان، وجعلها أكثر حساسية، أو لإلغاء تنشيطها .

كما أظهرت النتائج أنه بالنسبة للمنبهات الثلاثة، أظهرت الفئران استجابة أقوى للألم بعد تنشيط الخلايا بواسطة الضوء، وفي حالة الدبوس، وكانت استجابة أكثر بعد تنشيط الخلايا، ولم يتم القيام بالتجربة على البشر.