علوم

باحثون يطورون فحصاً للدم يتنبأ بموتك خلال السنوات العشر القادمة

21 آب 2019 18:36

طور الباحثون فحصاً للدم يمكن أن يتوقع فرصتك للموت في السنوات العشر القادمة، حيث كشف علماء في ألمانيا عن 14 علامة بيولوجية في الدم يبدو أنها تزيد من احتمالية و خطر الوفاة، و ذلك بعد القيام بتحاليل مخبر

طور الباحثون فحصاً للدم يمكن أن يتوقع فرصتك للموت في السنوات العشر القادمة، حيث كشف علماء في ألمانيا عن 14 علامة بيولوجية في الدم يبدو أنها تزيد من احتمالية و خطر الوفاة، و ذلك بعد القيام بتحاليل مخبرية على 44000 شخص.

ترتبط المؤشرات الحيوية بكل شيء بدءًا من المناعة و السيطرة على الجلوكوز وحتى انتشار الدهون والالتهابات، و أظهرت التجربة على المؤشرات الحيوية أنها كانت دقيقة بنسبة 83 % في التنبؤ بما إذا كان شخص ما سيموت خلال سنتين إلى 16 عامًا قادمة .

و لكن لم يتم تطبيق المنهجية في اختبار الدم التقليدي، كتلك المستخدمة للتحقق؛ مما إذا كان المريض مصابًا بعدوى، حيث يأمل العلماء أن النتائج قد تؤدي إلى فحص للدم يستغرق يوماً واحداً لتحديد نوع العلاج المناسب للمريض، مثل تقييم ما إذا كان شخص مسن ضعيف للغاية بحاجة لعملية جراحية أم لا .

وقد وصف الخبراء الدراسة بأنها خطوة علمية مثيرة، لكن التشديد على إجراء مزيد من الأبحاث مطلوب قبل أن يمكن استخدام الاختبار في الحياة الحقيقية و جعله متاحاً للجمهور .

ويمكن للأطباء عمومًا أن يتنبؤوا بما إذا كان شخص ما سيموت خلال العام المقبل بناءً على عوامل مثل ضغط الدم و مستويات الكوليسترول في الدم .

و مع ذلك، فإن تقييم مخاطر الوفيات لدى الشخص على مدى خمس إلى عشر سنوات القادمة سيكون أكثر ” تعقيدًا ” ، كما كتب الفريق في مجلة “Nature Communications”.

قام أكاديميون بمعهد ماكس بلانك لبيولوجيا الشيخوخة بتحليل دم الآلاف من البالغين الذين تراوحت أعمارهم بين 18 و 109 عامًا، حيث كان جميع المشاركين من أصل أوروبي، و تراوحت فترات متابعة الدراسة من عامين إلى 16 عامًا خلال هذا الوقت ، توفي 5512 من المشاركين.

ضمن عينات دم المشاركين ، بحث الفريق عن المؤشرات الحيوية الاستقلابية, والتي كانت أعلى لدى من عاش مدةً أطول من بين المشاركين، ثم حددوا 14 مؤشر تم العثور عليه في كل من الرجال و النساء ، و كذلك ضمن جميع الأعمار, حيث تم الجمع بين هذه المؤشرات الحيوية في الدراسة من قبل الباحثين والعلماء.

و لتقييم فعاليتها، سجل الباحثون أولاً خطر الوفاة للمشاركين بناءً على العوامل التقليدية، والتي تشمل كتلة الجسم، وضغط الدم، والكوليسترول، واستهلاك الكحول و التدخين ، و كذلك أي سرطان أو تشخيص لأمراض القلب.

وسجل فريق الباحثين خطر وفيات المشاركين حسب المؤشرات الحيوية في اختبار الدم الجديد، حيث تراوحت الدرجات من ناقص 2 إلى 3، فكل زيادة في أحد المؤشرات الجديدة، تزيد نسبة الخطر أعلى بثلاث مرات تقريبا للموت المبكر.

وخلال فترة المتابعة التي امتدت من عامين إلى 16 عامًا، تنبأ الاختبار بخطر وفاة المشاركين بنسبة دقة بلغت 83٪، و الذي كان أفضل من اختبار عامل الخطر التقليدي ، والذي كان دقيقًا بنسبة 79 % فقط .

قالت الدكتورة أماندا هيزليغريف، الباحثة في معهد أبحاث الخرف في المملكة المتحدة في الكلية الجامعية بلندن: ” تمنحنا المؤشرات الحيوية نظرة ثاقبة مهمة حول ماهية الصحة و المرض, وتعد الأعداد الكبيرة للمشاركين في الدراسة شيئاً رائعاً، و كذلك حقيقة أن لديهم عددًا كبيرًا من النتائج.

وأضافت: “في هذه الحالة عدد الوفيات التي تمت خلال الدراسة، تجعل البيانات أكثر دقة و قابلية للتطبيق على الأرض الواقع ومع ذلك ، فهي مقيدة بكونها بيانات أوروبية فقط، و قد لا تنطبق على المجموعات العرقية الأخرى دون المزيد من الدراسات”.

بينما توضح هذه الدراسة أن هذا النوع من التنميط يمكن أن يكون مفيدًا، إلا أن هناك أهمية ملحية للقيام بمزيد من العمل للتطوير والبحث على المستوى الفردي لتكون مفيدة في مواقف الحياة الحقيقية مستقبلاً .