الرصد العسكري

نماذج من الهندسة العسكرية العكسية الأيرانية

سالم الشكيلي

26 آب 2019 22:09

تعرف الهندسة العكسية على أنها أعادة أكتشاف مبادئ عمل لألة او نظام من خلال التحليل الأنشائي والتقني والأداء الوظيفي والتشغيلي له، حيث توجد نماذج عدة لهذه الهندسة سواءا كانت في المجال المدني مثل الجانب

تعرف الهندسة العكسية على أنها أعادة أكتشاف مبادئ عمل لألة او نظام من خلال التحليل الأنشائي والتقني والأداء الوظيفي والتشغيلي له، حيث توجد نماذج عدة لهذه الهندسة سواءا كانت في المجال المدني مثل الجانب البيئي و الجانب التقني على سبيل المثال يستخدمها الهاكرز و المطوريين التقنيين في مجالات تقنية المعلومات، للأستفادة من خبرات الشركات المتقدمة في هذا المجال. و من الأمثلة الشائعة لتلك الهندسة هو الهندسة العسكرية العكسية، حيث تقوم على نفس المبدء الذي تقوم به مثيلاتها في الجانب المدني. 

حيث تعتبرالعسكرية العكسية، أحدى أستراتيجيات الصناعة العسكرية في البلدان النامية مثل البرازيل و تركيا وأيران و مصر، حيث توفرعلى تلك الدول المبالغ الطائلة التي تنفق في الأبحاث العسكرية بالأضافة ألى أنها تعتبرالخطوة الأولى في سبيل الصناعات العسكرية المستقلة بعيدا عن التقلبات السياسية لدى المورديين بالأضافة الى أنها تخدم الأستقلال السياسي و الذي يعتبر جزءا لا يتجزء من السيادة الوطنية لدى الدول الأقليمية و القوى الدولية الصاعدة في العامل.

وتعد أيران من الدول السباقة في هذا المجال، حيث خطت خطوات متقدمة في تأسيس صناعات عسكرية مبنية على الهندسة العكسية ومن الأمثلة لهذه الهندسة:

1- صاروخ نور

يعتبر صاروخ نور للدفاع الساحلي والذي يخدم في البحرية الأيرانية و سلاح البحرية التابع الحرس الثوري الأيراني، بمثابة الهندسة العكسية لصاروخ الدفاع الساحلي الصيني C 802، و ظهر هذا الصاروخ في عدة مواقف منها مناورات البحرية الأيرانية "الولاية97 "، و التي أقيمت في شهر فبراير الفاءت، و يبلغ المدى العملياتي للصارورخ الأيراني حوالي 200 كم طبقا للنسخة الأحدث منه، حيث في النسخ السابقة لا يزيد مداه العملياتي عن 160 كم. يقوم الصاروخ بالطيران للأرتفاع قريب من السطح، ثم ينخفض لعدة أمتار قبيل أصابة الهدف، حتى يقوم بأصابته أصابة قاتلة.

2- صاروخ طوفان

 

خدم صاروخ المضاد للدروع " تاو" ضمن الجيش الأمبراطوري الأيراني، أبان حكم الشاه رضا بهلوي، حيث كان التسليح الأيراني في حينه يعتمد بشكل كبيرعلى المورد الأمريكي، و الذي بدوره قام بفرض عقوبات صارمة على أيران بعيد الثورة الأسلامية، تضمنت حزمة العقوبات بشكل أساسي على التوقف عن بيع الجانب الأيراني الأسلحة الأمريكية، مما شكل هاجسا للقيادة الأيرانية و التي بدورها قامت بالهندسة العسكرية لهذا الصاروخ المتطور في حينه والتي نتج عنها صاروخ طوفان، حيث لعب دورا كبيرا في هجمات حزب الله في الجنوب اللبناني لطرد الجيش الأسرائيلي من المنطقة، بالأضافة الى أستخدامه من قبل الجيش السوري خلال الأزمة القائمة في سورية. كما تم تسجيل أستخدامه من قبل فصائل المقاومة الفلسطينية في غزة للتصدي للعدوان الأسرائيلي المتكرر.

 

تمخضت الهندسة العكسية للصاروخ، عن ولادة عائلة طوفان، بدءا من طوفان 1 و ختاما بطوفان 5 و الذي يستطيع القيام بأختراق يصل 1 متر في بدن فولاذي، بالأضافة الى صاروخ قائم و الذي يستخدم تقنية التوجيه الليزري كما يمكن أستخدامه من قبل الطيران العمودي.

3-صاروخ  سومار

تتميز الصواريخ الجوالة عن غيرها من الصواريخ البالستية و التكتيكية بوجود محرك نفاث مشابه للطائرة، و هو مايمكنها من الطيران بشكل أذكى بالأضافة الى ميزة التحكم عن بعد و القدرة على الطيران في مختلف الظروف الجوية والمناخية.

حيث تمكنت أيران من الحصول على نسخة سوفيتية من طراز KH 55 حيث أعتبر الصاروخ لفترة طويلة من الزمن عصب القدرات السوفيتية في مجال الصواريخ الجوالة. و بعد تفكك الأتحاد السوفيتي، تمكنت المخابرات الأيرانية من تسريب قطع لهذا الصاروخ من أوكرانيا، حيث قامت بأعادة هندسة للصاروخ السوفيتي، و تمكنت من أنتاج صاروخ سومار حيث يبغ المدى العملياتي له حوالى 700 كم، بالمقابل فأن قرينه السوفيتي KH 55 يبلغ مداه 3000 كم، وهو ما يعني تفاوت الأهداف الأستراتيجية للطرفين.

جدير بالذكر أن الدفاع الأيرانية، كانت قد كشفت عن نسخة متطورة أطلقت عليها صاروخ "هويزة" حيث يصل المدى العملياتي له الى حوالي 1400 كم.

4- دبابة كرار

تعتبر دبابة كرار، النسخة الأيرانية لدبابة القتال الرئيسية الروسية تي 90، حيث كشفت أيران النقاب عن الدبابة في عام 2017، و تمتلك كافة الخصائص و القدرات التي تمتلكها نظيرتها الروسية تي 90.