علوم

"المورينغا".. إليك فوائد النبتة التي لن تستغني عنها بعد الآن

6 أيلول 2019 20:10

يُعرف نبات المورينغا باسمه العلمي " Moringa oleifera "، وهو أحد أجناس النباتات الشجرية سريعة النمو والمقاوم للجفاف، حيث تنموا في سفوح جبال الهيمالايا التي تمتد عبر الهند و باكستان ونيبال. ولكن تم زراع

يُعرف نبات المورينغا باسمه العلمي " Moringa oleifera "، وهو أحد أجناس النباتات الشجرية سريعة النمو والمقاوم للجفاف، حيث تنموا في سفوح جبال الهيمالايا التي تمتد عبر الهند و باكستان ونيبال. ولكن تم زراعتها أيضاً في العديد من المناطق المدارية وشبه المدارية، بما في ذلك إثيوبيا ومنطقة البحر الكاريبي والفلبين وجزر المحيط الهادئ وأمريكا اللاتينية، وفقاً لمنظمة الأمم المتحدة للأغذية و الزراعة.

مما يميز هذا النبات، أنه صالح للأكل بأكمله، من الجذور والدرنات وصولاً إلى الأوراق والزهور. وغالباً ما يأكل الناس الأوراق المجففة أو الطازجة، أو على شكل مسحوق، فقد تجدها معبأة كمسحوق المورينغا تحت ماركة " كوكلي كولي " على سبيل المثال في محلات البقالة والمواد الغذائية الصحية، وكذلك يمكن اضافة بذورها إلى الشاي لإضفاء نكهة غنية ولذيذة جداً.

يعود تاريخ المورينغا كنبات الشفاء إلى جذورٍ عميقة في الحضارات العريقة. فلا تبرز الشجرة في الطب الهندي القديم فحسب، بل نجد أن المصريون القدماء كانوا قد استخدموا زيت المورينغا لأغراض التجميل والعناية بالجسم .

 

  • ما هي الفوائد الصحية للمورينغا؟

في الآونة الأخيرة، يقوم الباحثون باختبار العلاجات الثقافية والشعبية القديمة، حينما كانت الحضارات القديمة تعتمد على نبات المورينغا كمصنع للشفاء، كما يقول روبن فوروتان، أخصائي التغذية في نيويورك والمتحدث باسم أكاديمية علم التغذية. حيث يضيف قائلاً : " غالباً ما نجد أن هناك الكثير من المعلومات الفريدة والفائدة الحقيقة فيما كان يفعله المعالجين في الحضارات القديمة منذ آلاف السنين".

تقول شارون بالمر اختصاصية التغذية في كاليفورنيا: "إن البحث محدود،  فعلى سبيل المثال: أجريت معظم الدراسات على المورينغا لعلاج الأمراض المزمنة على خلايا في المختبر وعلى الحيوانات، و على عدد قليل جدا من البشر فقط . وعلى الرغم من أن الحيوانات يمكن أن تكون مفيدة في نمذجة المرض، فإن اختلافاتنا البيولوجية العديدة تمنعنا من استخلاص أي استنتاجات نهائية حول كيفية تأثير المورينغا على الأمراض المزمنة في البشر من خلال الدراسات المبنية على تجارب تقام على الحيوانات وحدها " .

تضيف "بالمر": "أن أوراق المورينغا ، مثل العديد من الأطعمة النباتية، تحوي على العديد من الفيتامينات والمعادن، بما في ذلك الفيتامينات "A" و "C" ، والكالسيوم، والزنك، والحديد، والمغنيسيوم، والبوتاسيوم، وهي عناصر مهمة لصحة القلب، والمناعة، وعدد كبير من وظائف الجسم الأخرى.

ففي الواقع، أدت الكثافة الغذائية وخصائص مقاومة الجفاف في المورينغا إلى استخدامها من قبل البعض لعلاج سوء التغذية.

ويضيف "فوروتان": "أن المورينغا تحتوي على معدل مرتفع في بعض مضادات الأكسدة، والتي تساعد في تخليص الجسم من الشوارد الحرة، وهي جزيئات تفاعلية يمكن أن تلحق الضرر بالبروتين والحمض النووي والأنسجة الدهنية بشكل كبير ومؤذي. في النهاية، يمكن أن يؤدي هذا إلى التهاب مزمن والذي سيؤدي إلى عدد من المشكلات الصحية، مثل أمراض القلب والسكري من النوع الثاني.

يشير عدد محدود من الدراسات التي أجريت على الإنسان والحيوان إلى أن المورينغا يمكن أن تساعد في خفض الكوليسترول كذلك. وقد أشارت دراسات أخرى أجريت بشكل أساسي على الحيوانات، إلى أنها يمكن أن تنظم مستويات السكر في الدم، وهي مهمة لإدارة مرض السكري والوقاية منه.

 ويلاحظ "فوروتان": "أن المورينغا تحتوي على "تيربينويدس"، وهي مركبات يمكن أن تساعد البنكرياس على إنتاج المزيد من الأنسولين، وهو هرمون ضروري للسيطرة على نسبة السكر في الدم .

بينما أظهرت بعض الدراسات أيضاً، أن مكونات المورينغا يمكنها قتل أنواع معينة من الخلايا السرطانية، وذلك بعد تجربتها على الخلايا السرطانية التي تنتج في المختبر.

كما هو الحال مع العديد من الدراسات حول المكملات الغذائية والأعشاب، فلن ترى نفس ثروة الأدلة البحثية حول الفوائد الصحية المزعومة للمورينغا كما تفعل مع الأدوية الصيدلانية. حيث يقول "فوروتان": "إن الشيء المهم هو أن نلاحظ أنه" آمن بالنسبة لمعظم الناس بجرعات معقولة ".

ومع ذلك ، فإنه لا يوصي بالمورينغا للحوامل أو المرضعات، بسبب ندرة البحوث حول آثاره على هؤلاء الناس. وتضيف أن الأشخاص الذين يتناولون أدوية تنظيم السكر في الدم أو أدوية خفض ضغط الدم يجب عليهم توخي الحذر والتشاور مع الطبيب إذا كانوا يرغبون في بدء تناول المورينغا.

 

  • ما هو طعم المورينغا ؟

تشبه "بالمر" طعم المورينغا بطعم أوراق الجرجير، ومن ناحية أخرى، يرى "فوروتان": "أن طعم المورينغا يشبه الشاي الأخضر. ويقول واصفاً الطعم: " أحصل على المزيد من النكهة الأرضية الخضراء للشاي  بشكل مسحوق ".

  • كيف يمكنك دمجها في نظامك الغذائي ؟

يقول "فوروتان":  إن الأشخاص الأقل دراية بالنبات قد يمزجونه في شكل بودرة ملساء إلى بودرة أخرى أكثر نعومة وقد يعيدون طحنها. ليجعلوا نكهتها خفيفة للغاية، فبهذه الطريقة لن تتذوقها على الإطلاق ولكنك ستحصل على الفوائد.

يقترح أيضاً على الراغبين بتناول المورينغا بالبدء بتناول ملعقة صغيرة من مسحوق المورينغا. لكنك قد تجد أن العبوة تصف أنه يمكنك البدء بأكثر من ملعقة صغيرة بقليل، ولكن "فوروتان" يقول : " ابدأ بملعقة صغيرة واحدة ثم قم بزيادة ما تتناوله بشكل تدريجي وببطء ".

لكن "بالمر" تلاحظ أنه على الرغم من أن "المورينغا" قد تكون من المأكولات الخارقة الجديدة في هذا المجال، إلا أنها بالكاد تكون الوحيدة حقاً. حيث تقول : "على الرغم من أنني متأكدة من أن المورينغا تتمتع بخصائص صحية، فإن جميع الأطعمة النباتية تحتوي على مواد كيميائية نباتية مختلفة، فجميع المركبات النباتية قد تحسن الصحة ولها فوائدها الخاصة بها. لذلك من المهم تناول نظام غذائي متوازن يتضمن تنويعاً شاملاً من الأطعمة المفيدة في النظام الغذائي".