تكمن عضلة القلب، والتي تعد الجزء الأهم في بقاء الإنسان على قيد الحياة، حيث تنبض داخل قفصها الواقي في الصدر، وتقوم بعملها دون أي علامة خارجية على الانسان، وفي الغرب، حيث يموت واحد من كل أربعة أشخاص بسبب أمراض القلب والأوعية الدموية، لأنه من الصعب المحافظة على عضلة القلب سليمةً لتقوم بواجبها بأفضل جودة ممكنة.
وللأسف، الكثير من الناس لا يشعرون بأن قلوبهم في حالة سيئة إلا عندما يصابون بنوبة قلبية.
على الرغم من أنه لا يمكنك رؤية قلبك ينبض في صدرك، فهناك علامات خارجية مرئية يمكن أن تشير إلى حدوث خلل ما في قلبك، قبل أن تعاني من تغير في الحياة أو تنتهي بفعل أمراض القلب والأوعية الدموية.
إليكم ستة أعراض قد تجعلكم تنتبهون أن هناك مشكلة ما بقلبكم :
1. شحمة الأذن مجعدة :
أحد هذه المؤشرات الخارجية هو التجاعيد القطرية على شحمة الأذن، والمعروفة باسم علامة فرانك، والتي سميت باسم "ساندرز فرانك"، الطبيب الأمريكي الذي وصف العلامة لأول مرة ووجد ارتباطها بمشاكل القلب.
وأظهرت الدراسات أن هناك علاقة مع التجعد الخارجي المرئي على شحمة الأذن وزيادة خطر تصلب الشرايين، وهو مرض تتراكم فيه صفائح البلاك داخل الشرايين مما يقلل من مرونتها.
وقد أثبتت أكثر من 40 دراسة وجود علاقة بين هذه التجاعيد وزيادة خطر تصلب الشرايين، ولكن ليس من الواضح سبب الارتباط، لكن البعض افترض أن الأمر يتعلق بأصل جنيني مشترك.
وفي الآونة الأخيرة، لوحظ أن هذه التجاعيد متورطة أيضاً في أمراض الأوعية الدموية الدماغية كذلك .
2. النتوءات الدهنية البارزة في الجلد:
هناك مؤشر خارجي آخر لمشاكل القلب وهو أصفر اللون، النتوءات الدهنية والمعروف باسم "الورم الأصفر"، والتي يمكن أن تظهر على المرفقين أو الركبتين أو الأرداف أو الجفون، بينما النتوءات نفسها غير ضارة، لكنها يمكن أن تكون علامة على مشاكل أكبر كأمراض القلب .
ويشار إلى أن الأورام الصفراء في الأشخاص الذين يعانون من مرض وراثي يسمى فرط كوليسترول الدم العائلي، والأشخاص الذين يعانون من هذه الحالة لديهم مستويات عالية بشكل استثنائي من البروتين الدهني منخفض الكثافة المعروف باسم "الكوليسترول الضار".
وتكون مستويات هذا الكوليسترول مرتفعة لدرجة أنها تتراكم في الجلد، ولسوء الحظ، تتراكم هذه الرواسب الدهنية أيضاً في الشرايين التي تغذي القلب بالدم.
ويتم دراسة الآلية التي تسبب هذه الرواسب الدهنية في الأنسجة وأنها تحتفظ بمكانة بارزة في الطب لأنها أدت إلى تطوير واحدة من مجموعة العقاقير الرائجة التي تقلل الكوليسترول والمعروفة باسم عقار"الستاتين ".
3. تضخم أظافر اليدين :
تكون الظاهرة المعروفة باسم الارتعاش الرقمي علامة على أن كل شيء ليس جيداً في القلب، وهذا هو المكان الذي تتغير فيه أظافر الأصابع ، وتصبح أكثر سمكاً وأوسع، بسبب زيادة إنتاج الأنسجة في الجسم، حيث يحدث التغير بشكل مفاجئ، وعادةً ما يكون غير مؤلم ويحدث في كلتا اليدين.
وحدوث هذا التغيير يشير إلى مشاكل في القلب، وأن الدم المؤكسد لا يصل إلى الأصابع بشكل صحيح، وبالتالي فإن الخلايا تنتج "عاملاً" يشجع النمو لمحاولة تصحيح المشكلة، بينما ارتعاش الأصابع هو أقدم الأعراض الطبية المعروفة لتشخيص أمراض القلب والشرايين، فقد تم وصفه لأول مرة من قبل أبقراط في القرن الخامس قبل الميلاد، وهذا هو السبب في أن الأصابع المتضخمة تُعرف أحيانًا بالأصابع الهيبوقراطية.
4. ظهور الهالات حول قزحية العينين :
يمكن أيضاً رؤية الرواسب الدهنية في العينين، حيث تتشكل كحلقة رمادية حول الجزء الخارجي من القزحية " الجزء الملون من العين ". حيث تبدأ الهالات في الظهور أعلى وأسفل القزحية قبل أن تشكل حلقةً كاملة حول القزحية لتكون واضحةً جداً، ولا تتداخل أو تؤثر مع الرؤية بتاتاً.
الجدير بالذكر أن حوالي 45٪ من الأشخاص فوق سن الأربعين يعانون من هالة دهنية حول قزحية العين، وترتفع النسبة إلى حوالي 70٪ بين الأشخاص فوق سن الستين، وقد ثبت أن وجود هذه الحلقة الدهنية يرتبط ببعض عوامل الخطر لأمراض القلب التاجية .
5. التهاب اللثة وفقدان الأسنان :
يمكن أن تكون صحة الفم مؤشراً جيدا لصحة القلب والأوعية الدموية في الانسان، والفم مليء بالبكتيريا، سواء كانت جيدة أو سيئة، حيث يمكن للبكتيريا "السيئة" أن تدخل مجرى الدم من الفم وتسبب التهاباً في الأوعية الدموية، مما قد يؤدي إلى أمراض القلب والأوعية الدموية بشكل تدريجي .
وقد أظهرت الدراسات أن فقدان الأسنان واللثة الملتهبة هي علامات ومؤشرات خطيرة على أمراض القلب.
6. ازرقاق الشفتين (الشفة الزرقاء):
يعتبر لون شفتين مؤشراً آخر على صحة قلبك وأوعيتك الدموية، فعادةً ما تكون الشفاه حمراء أو وردية، ولكنها يمكن أن تأخذ لوناً أزرقاً ( تزرق ) لدى الأشخاص الذين يعانون من مشاكل في القلب، بسبب فشل نظام القلب والأوعية الدموية في توصيل الدم المؤكسد إلى أنسجة الشفتين بشكل منتظم .
بالطبع، يصاب الناس أيضاً بالشفاه الزرقاء إذا كانوا يعيشون في مناخٍ بارد جداً أو كانوا على ارتفاع عالي، ففي هذه الحالة، ربما تكون الشفاه الزرقاء ناتجة عن نقص مؤقت في الأكسجين وستنتهي بشكل سريع بمجرد انتظام تدفق الأكسجين للرئتين.
في الواقع، يمكن أن يكون للأعراض الخمسة الأولى المذكورة أعلاه سبب حميد أيضاً، ولكن إذا كنت قلقًا أو لديك شكوك بخصوص الحالة الصحية لقلبك، فيجب عليك الاتصال بطبيبك أو أخصائي الرعاية الصحية للحصول على رأي خبير وكي تطمئن على سلامة قلبك وأوعيتك الدموية