علوم

للمرة الأولى.. علماء يابانيون ينجحون في علاج القرنية التالفة

8 أيلول 2019 11:39

نجح علماء يابانيون للمرة الأولى في علاج القرنية التالفة باستخدام الخلايا الجذعية المحفزة المبرمجة، فوفقاً للجراحون، تحسنت رؤية الشخص منذ العملية بشكل جيد. ويصنع العلماء خلايا جذعية متعددة القدرات،

نجح علماء يابانيون للمرة الأولى في علاج القرنية التالفة باستخدام الخلايا الجذعية المحفزة المبرمجة، فوفقاً للجراحون، تحسنت رؤية الشخص منذ العملية بشكل جيد.

ويصنع العلماء خلايا جذعية متعددة القدرات، ويتم تحسينها عن طريق إعادة برمجة الخلايا البالغة فيها، حيث تحول هذه العملية الخلايا إلى خلايا شبيهة بالجنين، مما يعني أنها يمكن أن تتطور إلى أي نوع آخر من الخلايا البشرية، بما في ذلك الخلايا العصبية والبنكرياس والكبد والقرنية .

وعلى الرغم من أن خلايا iPS"" الجذعية لديها إمكانات كبيرة لعلاج مجموعة من الحالات، إلا أنها كانت بطيئة في الانتقال من المختبر إلى العيادة، وفي تنفيذ إجراء جديد، اتخذ طبيب العيون كوهي نيشيدا من جامعة أوساكا في اليابان الخطوة التالية.

إصلاح القرنية:

تعد القرنية هي الجزء الأمامي الشفاف من العين، والذي يغطي القزحية والعدسة، حيث تتأكد الخلايا الجذعية الموجودة في القرنية من تجديدها وإصلاحها عند الضرورة، مما يجعلها واضحة حتى يتسنى للضوء أن يدخل دونما معوقات.

ومع ذلك ، إذا تعرضت هذه الخلايا الجذعية لأضرار بسبب المرض أو الإصابة، فلم يعد الحفاظ على القرنية ممكناً، وقد يؤدي ذلك إلى العمى القرني، لذلك يجب أن ينتظر الأفراد المصابون بالقرنية التالفة أن يحصلوا على أنسجة من متبرع، كما هو الحال في أي عملية زرع أعضاء، وقد تكون هذه عملية طويلة.

كمان أن الشخص الذي يخضع لعملية جراحية حديثة تنتج لديه حالة وراثية تؤثر على الخلايا الجذعية للقرنية، وكانت رؤيته ضبابية، وكان في النهاية قد فقد بصره، ثم قام الباحثون بزرع أنسجة رقيقة من خلايا "iPS" الجذعية في عين المريض، على أمل أن تتجذر وتملأ الفجوات التي تركتها خلايا جذعية القرنية المفقودة.

أهمية خلايا iPS"" الجذعية:

تعد اليابان من أوائل المتسابقين في تقنية "iPS"، وفي عام 2006م، قدم شينيا ياماناكا أول أبحاثه حول هذه الخلايا التجريبية.

وعلى الرغم من أن الخلايا الجذعية تسببت في إثارة الأوساط الطبية، إلا أن خلايا "iPS" بدت واعدة أكثر، ولم يستطع العلماء إبعاد الخلايا الجذعية من المخاوف الأخلاقية المتعلقة باستخدام أنسجة الجنين، لكنهم استخلصوا الخلايا الجذعية من خلايا الجلد البالغة، مما جعلهم يبتعدون عن تلك المخاوف.

ونظراً لأن العلماء يستخلصون خلايا "iPS" الجذعية من نسيج المريض نفسه، لا ينبغي أن يكون هناك مشكلة في رفض عملية الزراعة، حيث ثبت أن منع رفض الخلايا الجذعية الجنينية يمثل تحدياً ًكبيراً، وفي عام 2012م، شارك ياماناكا بجائزة نوبل في علم وظائف الأعضاء عن دوره في اكتشاف وتطوير خلايا iPS"" الجذعية لحل هذه المعضلة الطبية.

وقام الباحثون في اليابان باختبار خلايا iPS"" الجذعية على عدد من الحالات في التجارب السريرية، بما في ذلك إصابات النخاع الشوكي ومرض الشلل الرعاش، في أكتوبر 2018م، حيث قام جراح الأعصاب بزراعة 2.4 مليون خلية في دماغ مريض مصاب بمرض الشلل الرعاش.

المزيد من الإجراءات قادمة:

وبعد إجراء بحث ناجح في نموذج حيواني، منحت وزارة الصحة اليابانية الدكتور  نيشيدا إذناً لإجراء عملية إصلاح القرنية في أربعة أشخاص.

وحتى الآن، يبدو أن العلاج الأول كان ناجحاً، وفقًا لنيشيدا، ما زالت القرنية الأساسية واضحة وسليمة، وقد تحسنت رؤيتها بشكل واضح خلال شهر من القيام بالعملية. ويخطط نيشيدا لإجراء العملية الثانية في وقت لاحق من هذا العام، ويأمل أن تكون الجراحة متاحة لمزيد من الأشخاص في غضون 5 سنوات.

وخلص مؤلفو دراسة استقصائية عالمية حديثة لزراعة القرنية إلى أن هناك قرنيةً واحدة فقط متاحة لكل 70 حالة، ويأملون أن تستطيع هذه التكنولوجيا الرائدة في نهاية المطاف سد هذه الفجوة.