أخبار

عواقب وخيمة.. الأمم المتحدة تحذر من التجارب النووية

10 أيلول 2019 12:27

أعلن مسؤول كبير في الأمم المتحدة أمام الجمعية العامة يوم الاثنين، أن الفعاليات التي تحتفل باليوم الدولي لمناهضة التجارب النووية تعتبر بمثابة تذكير مهم وصارم بالنتائج الكارثية للتجارب النووية على صحة ا

أعلن مسؤول كبير في الأمم المتحدة أمام الجمعية العامة يوم الاثنين، أن الفعاليات التي تحتفل باليوم الدولي لمناهضة التجارب النووية تعتبر بمثابة تذكير مهم وصارم بالنتائج الكارثية للتجارب النووية على صحة الإنسان والبيئة".

وقال الدكتور لاسينا زيربو، الأمين التنفيذي لمنظمة معاهدة الحظر الشامل للتجارب النووية (CTBTO): " أأمل أن يلهم هذا اليوم الدول على اتخاذ تدابير ملموسة تسمح لنا بالوصول أخيراً إلى هدفنا المتمثل في عالمٍ خالٍ من مخاطر التجارب النووية "، مع الإشارة في الاجتماع إلى ضرورة وجود رسالة لا لبس فيها ، وأن عملهم لم ينته بعد.

وأضاف: أنه يشرفه أن يحصل على جائزة "نازرباييف" عن مكافحته من أجل عالم خالٍ من الأسلحة النووية والأمن العالمي ، إلى جانب الراحلة يوكيا أمانو ، واصفاً شريكته بأنها " بطلةٌ بارزة في النضال من أجل الاستخدام السلمي للطاقة النووية ".

وأكد زيربو أن " الطريق الوحيد الذي سيقودنا إلى هذا الهدف النبيل هو التحقق من معاهدة الحظر الشامل للتجارب النووية وإضفاء الطابع العالمي عليها وتطبيقها ".

وأثنى رئيس معاهدة الحظر الشامل للتجارب النووية على "القرار التاريخي" الذي اتخذه أول رئيس في كازاخستان ، نور سلطان نازرباييف ، بالتخلي عن الأسلحة النووية ، وإرسال الرؤوس النووية إلى روسيا ، وإغلاق موقع سيميبالاتينسك للتجارب النووية بشكل دائم ، قائلاً أن الرئيس نازرباييف " يفهم أنه كان هناك فائدةً أكبر لكازخستان بنزع السلاح النووي من المضي قدماً كدولة حائزة للأسلحة النووية ".

وعلى الرغم من أن هذه القرارات قد تبدو واضحة الآن ، إلا أن السيد زيربو أكد أن " الأمر يتطلب شجاعة وقيادة كبيرة ".

معاهدة راروتونجا

وأشار إلى الزيارة التي قام بها مؤخراً إلى توفالو ، فذكر أنه قبل 35 عاماً قرر منتدى جنوب المحيط الهادئ الخامس عشر إنشاء منطقة خالية من الأسلحة النووية في جنوب المحيط الهادئ.

وتحظر اليوم منطقة جنوب المحيط الهادئ الخالية من الأسلحة النووية أو معاهدة راروتونجا حيازة أو استخدام أو اختبار أو وضع أسلحة نووية من قبل أي بلد وتجسد تصميم السكان المحليين ، الذين تمثلهم الدول ذات السيادة ، على العيش في سلام واستقلال وحماية شعبهم والبيئة الوطنية .

وأوضح أن وضع معاهدة الحظر الشامل للتجارب النووية موضع التنفيذ وتحقيق الهدف الشامل لليوم الدولي لمناهضة التجارب النووية سوف يتطلب بذل جهود متضافرة ودائمة ومتعددة الأطراف من العلماء والدبلوماسيين والسياسيين والأكاديميين ووسائل الإعلام و المجتمع المدني  والدولي في كل خطوة.

الإرهاب النووي:

لا يزال خطر الانتشار النووي و خطر الإرهاب النووي يشكلان تحدياتٍ كبيرة للمجتمع الدولي، حيث ثال الدكتور زيربو: " يجب علينا أن نعزز ونبني على الإطار القانوني الذي تم إنشاؤه بشق الأنفس لإبقاء المخاطر النووية منخفضة ، مع ضمان قدرة البلدان على الاستمرار في الاستفادة من الاستخدامات السلمية للطاقة النووية".

ووصف معاهدة الحظر الشامل للتجارب النووية بأنها "خطوةٌ حاسمة ، طال انتظارها" ، وستساعد على ضمان استمرار حيوية النظام الدولي لعدم الانتشار النووي ونزع الأسلحة النووية المدمرة.

التجارب النووية "ببساطة غير مقبولة"

وأشار الأمين العام أنطونيو غوتيريس إلى أن اليوم ، الذي احتفل في عام 1991م بإغلاق موقع سيميبالاتينسك للتجارب النووية ، خدم غرضين: " أولاً ، أن خلد ذكرى ضحايا التجارب النووية ، وثانياً ، زيادة الوعي بالتهديد المستمر الذي تشكله مثل هذه الاختبارات على البيئة والأمن الدولي ".

ولفت الأمين العام للأمم المتحدة إلى أنه على مدار العقود السبعة الماضية ، تم إجراء حوالي 2000 اختبار نووي ، مما أطلق العنان لخسائر فادحة ، حيث دمرت تلك التجارب البيئات الأصلية والسكان المحليين في جميع أنحاء العالم.

واستطرد الأمين العام قائلا: "الشعوب من مناطق متنوعة مثل جنوب المحيط الهادئ وأمريكا الشمالية وشمال أفريقيا عانت بنفس القدر من المياه الجوفية المسمومة ، وتداعيات الإشعاع ، وغيرها من الآثار الجانبية على الصحة والظروف المعيشية مثلها مثل باقي الشعوب في العالم ".

وأكد غوتيريس أن اليوم هو تذكرة بالتزامنا الأخلاقي بضمان حظر ملزم قانونياً للأسلحة النووية .

وعلى الرغم من أن معاهدة الحظر الشامل للتجارب النووية مدعومة على نطاق واسع ووجود آلية تحقق خاصة بها ، وهي نظام المراقبة الدولي ، قد ساعدت في تسهيل السلام والأمن الدوليين ، لا يمكن أن تدخل المعاهدة حيز التنفيذ حتى يتم التوقيع والتصديق عليها من قبل الصين ومصر والهند وإيران وإسرائيل وكوريا الشمالية، وباكستان والولايات المتحدة ، كل منهما كان يمتلك طاقة نووية أو مفاعلات بحثية في وقت انعقاد مؤتمر نزع السلاح عام 1996م.

وتابع الأمين العام قائلاً: " أريد أن أغتنم هذه الفرصة لأدعو جميع الدول مرة أخرى إلى التوقيع والتصديق على معاهدة الحظر الشامل للتجارب النووية دون مزيد من التأخير ، ولكي تفعل الدول الثماني المتبقية ذلك على وجه الاستعجال ، فنحن الآن في القرن الحادي والعشرين ، والتجارب النووية غير مقبولة بتاتاً بكل بساطة ! ".