تقارير وحوارات

مسؤول في "BDS": "إسرائيل" تشن حرباً شرسة ضد الحركة بعد تكبيدها خسائر فادحة على أصعدة متعددة

17 أيلول 2019 09:50

- حركة المقاطعة (BDS) تمكنت من محاصرة الاحتلال الإسرائيلي، وعزله على أصعدة متعددة، خاصة على الصعيد الأكاديمي، والثقافي، والسياسي، والاقتصادي.  - "قابل الأيام" يحمل مزيداً من أوجه الضغط على الاحت

- حركة المقاطعة (BDS) تمكنت من محاصرة الاحتلال الإسرائيلي، وعزله على أصعدة متعددة، خاصة على الصعيد الأكاديمي، والثقافي، والسياسي، والاقتصادي. 

- "قابل الأيام" يحمل مزيداً من أوجه الضغط على الاحتلال الإسرائيلي من خلال مواصلة وتطوير حملات المقاطعة القائمة.

- تشن حكومة الاحتلال والمنظمات الصهيونية حربًا دبلوماسية وقانونية ومخابراتية ضد حركة المقاطعة (BDS)

- "إسرائيل" جندت وزارة الشؤون الاستراتيجية بالإضافة لعدة أجسام حكومية أخرى للتصدي للحركة، التي باتت تمثل خطراً على الاحتلال الإسرائيلي.

- مواجهة التطبيع العربي – الإسرائيلي الفج في مقدمة أولوياتنا لأنه خطر حقيقي على القضية الفلسطينية

- المجلس المركزي والمجلس الوطني الفلسطيني اتخذا قرارات ايجابية من عام 2015 لكنها لم تفعل على أرض الواقع

- "صفقة القرن" هي مرحلة خطيرة من التحالف الأمريكي – الإسرائيلي ضد شعبنا وحقوقه الثابتة بتواطؤ من أنظمة عربية رجعية.

 

كشف منسق اللجنة الوطنية الفلسطينية لمقاطعة "إسرائيل" في قطاع غزة أ. عبد الرحمن أبو نحل النقاب عن أن حركة مقاطعة "إسرائيل" وسحب الاستثمارات -التي تعرف اختصارا بـ "بي دي أس"- تمكنت من محاصرة الاحتلال الإسرائيلي، وعزله على أصعدة متعددة، خاصة على الصعيد الأكاديمي، والثقافي، والسياسي، والاقتصادي،  مشدداً على أن "قابل الأيام" يحمل مزيداً من أوجه الضغط على الاحتلال الإسرائيلي من خلال مواصلة وتطوير حملات المقاطعة القائمة.

كما، كشف أبو نحل في حوار أجراه معه موقع "النهضة نيوز" ان الحكومات الإسرائيلية والمنظمات الصهيونية تشن حربًا دبلوماسية، وقانونية، ومخابراتية ضد حركة المقاطعة (BDS)، موضحاً أن "إسرائيل" جندت وزارة الشؤون الاستراتيجية بالإضافة لعدة أجسام حكومية أخرى للتصدي للحركة، التي باتت تمثل خطراً على الاحتلال الإسرائيلي.

وفيما يتعلق بالتطبيع العربي مع الكيان الإسرائيلي، قال أبو نحل "نحن في مرحلة خطيرة من وصول التطبيع لمرحلة التحالف الفج مع العدو الصهيوني ضد شعبنا الفلسطيني وشعوب المنطقة، لذا مواجهة التطبيع العربي – الإسرائيلي في مقدمة أولوياتنا، مضيفاً "إلى جانب مواجهة التطبيع الفلسطيني سواء كان الرسمي او ما تقوم به شركات معينة في قطاع التكنولوجيا".
وفي الوقت الذي أشار فيه أبو نحل لاتخاذ كلاً من المجلس المركزي والمجلس الوطني الفلسطيني لمنظمة التحرير الفلسطينية منذ عام 2015 قرارات إيجابية بدعم حركة مقاطعة إسرائيل (BDS) ووقف التطبيع، إلا أنه أوضح أن هذه القرارات حتى الآن لم تتحول إلى سياسات فعلية تنفذها القيادة الفلسطينية رغم الوعود المتكررة وتشكيل اللجان، وآخرها قرار وقف العمل بالاتفاقيات مع الاحتلال الإسرائيلي.

وأكد أبو نحل أن السلطة ما تزال تتجاهل قرارات مجالس منظمة التحرير ومطالب حركة المقاطعة بوقف التطبيع بكافة أشكاله بما يشمل التنسيق الأمني وحل ما يسمى بـ"لجنة التواصل مع المجتمع الإسرائيلي".
 

فيما يلي نص الحوار الصحفي مع منسق اللجنة الوطنية لمقاطعة الاحتلال الإسرائيلي –قطاع غزة- أ.عبد الرحمن أبو نحل:

  1. ما هي حركة مقاطعة إسرائيل (BDS)؟ وما أبرز إنجازاتها في إطار دعم القضية الفلسطينية ومواجهة الاحتلال؟.
     
  • حركة مقاطعة إسرائيل وسحب الاستثمارات منها وفرض العقوبات عليها هي حركة فلسطينية المنشأ عالمية الامتداد تسعى لمقاومة الاحتلال والاستعمار-الاستيطاني والأبارتهايد الإسرائيلي، من أجل تحقيق الحرية والعدالة والمساواة في فلسطين وصولاً إلى حق تقرير المصير لكل الشعب الفلسطيني في الوطن والشتات. تتناول مطالب حركة مقاطعة إسرائيل (BDS) طموح وحقوق كافة مكونات الشعب الفلسطيني التاريخية من فلسطينيي أراضي العام 1948 إلى قطاع غزة والضفة الغربية، بما فيها القدس، إلى المخيمات والشتات، والذي شرذمه الاستعمار-الاستيطاني الإسرائيلي على مراحل؛ إنهاء الاحتلال وتفكيك المستعمرات، إنهاء التمييز العنصري (الأبارتهيد)، وتحقيق عودة اللاجئين.

 

  • انطلقت الحركة في عام 2005 بنداء من الغالبية الساحقة في المجتمع الفلسطيني في الوطن والشتات هو نداء المجتمع المدني الفلسطيني لمقاطعة إسرائيل وسحب الاستثمارات منها وفرض العقوبات عليها (BDS)، وتقودها اللجنة الوطنية الفلسطينية للمقاطعة، أوسع ائتلاف في المجتمع الفلسطيني في الوطن والشتات.
    - لقد نجحت حركة مقاطعة إسرائيل (BDS) في البداية عزل النظام الإسرائيلي أكاديمياً وثقافياً وسياسياً، وإلى درجة ما اقتصادياً كذلك، حتى بات هذا النظام يعتبر الحركة اليوم من أكبر "الأخطار الاستراتيجية" المحدقة بها.

يمكننا الإشارة إلى بعض أهم إنجازات حركة المقاطعة (BDS) وهي:

  • انتشار مبادرة "مناطق حرة من الأبارتهيد الإسرائيلي" والتي تعلن بموجبها مقاطعتها الكامل لنظام الاستعمار والاحتلال العنصري الإسرائيلي، حيث تضم أكثر من 90 مدينة وإقليم ومؤسسة في إسبانيا بالإضافة لمائة مدينة ومؤسسة في إيطاليا، وعشرات المدن والمؤسسات في أوروبا.
  •  في مطلع 2016، انسحاب شركة أورانج للاتصالات من شراكتها مع شركة بارتنر الإسرائيلية بعد حملات مقاطعة في مصر وفرنسا والمغرب وغيرها.
  • انهت شركة فيوليا للبنى التحتية أعمالها مع الاحتلال في عام 2014 بعد حملة مقاطعة عالمية لمدة ثماني سنوات كبدتها خسارة عقود في الكويت ودول العالم بأكثر من 23 مليار دولار. وخلال هذا العام 2019، انسحبت شريكتها في بناء خط القطار بالقدس ألستوم من المرحلة الثانية لتوسيع شبكة القطار، كما انسحبت عدة شركات عالمية من المناقصة ذاتها.
  • مئات الفنانين والأكاديميين والمثقفين في مختلف دول العالم تعهدوا بمقاطعة دولة الاحتلال، وأبرز الفنانين ألغوا حفلاتهم في تل أبيب استجابة لنداء المقاطعة، مثل الفنانة الأسترالية لورد، ولانا دل راي، وشاكيرا وغيرهن.
  • تبنت تسع جمعيات أكاديمية أمريكية عريقة نداء المقاطعة الأكاديمية لإسرائيل منها جمعية الدراسات الأمريكية وجمعية الدراسات الأسيوية – الأمريكية.
  • اتحادات عمالية وطلابية كبرى في أوروبا والهند وجنوب إفريقيا وأمريكا الشمالية والجنوبية والعالم العربي مؤيدة لحركة المقاطعة.
  • قام أحد أكبر صندوق الاستثمارات السيادية في العالم، الصندوق الحكومي النرويجي بسحب استثماراته من شركتين إسرائيليتين والتي تقدر ب، (810 مليار دولار) ، كما قام ثاني أكبر صندوق تقاعدي في هولندا، PGGM (200 مليار دولار)، بسحب استثماراته من البنوك الإسرائيلية الكبرى لتورطها في الاحتلال.

 

  1. أين تكمن أهمية المقاطعة الاقتصادية والثقافية للاحتلال الإسرائيلي؟ وما هي تأثيراتها على الاحتلال بلغة الأرقام؟
    بالإضافة لما ذكرته إجابة على السؤال الأول، المقاطعة الاقتصادية مؤثرة خاصة في الضغط على الشركات الضالعة في جرائم الاحتلال حينما يتم سحب الاستثمارات منها ورفض منحها عطاءات عمل خارجية مما يدفعها للانسحاب من السوق الإسرائيلية، وهذا ما جرى مع شركات مثل فيوليا وألستوم وأورانج و(CRH) للانشاءات و(G4S) التي أنهت معظم أعمالها مع الاحتلال. وحملة المقاطعة ضد شركة صودا ستريم الإسرائيلية دفعتها لإغلاق مصنعها في مستعمرة معاليه أدوميم.

وفي عام 2014، انخفضت الاستثمارات الأجنبية في "إسرائيل" بنسبة 46% مقارنة مع عام 2013، وفق تقرير صادر عن مؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية، وعلقت إحدى معدات التقرير أن هذا الانخفاض الحاد كان بسبب حركة المقاطعة والعدوان على غزة.

في عام 2015، توقعت مؤسسة راند الأمريكية أن استمرار حركة المقاطعة (BDS) بنفس وتيرة النمو سيكبد الاحتلال خسارة 1 إلى 2% من الناتج القومي الإجمالي خلال العشر سنوات التالية.

كما أن حملة المقاطعة ضد استضافة نظام الأبارتهيد لمسابقة الأغنية الأوروبية "اليوروفيجن" في تل أبيب أسفرت عن فشلهم في جذب السياح، حيث وصل عدد السياح لحضور الحفل لخمسة أو سبعة الاف شخص فقط وهو عدد لا يذكر مقارنة بعشرات الاف حينما تعقد المسابقة في المدن الأوروبية. كما ترافق الحديث عن جرائم الاحتلال الإسرائيلي مع محاولات الاحتلال ترويج نفسه ككيان "ديمقراطي حر."

المقاطعة الثقافية والأكاديمية تقلق الاحتلال لأنها تقوم برفع الوعي حول القضية الفلسطينية وتحصن الدوائر الأكاديمية والثقافية ضد البروباغندا الصهيونية التي تقوم بتلميع صورة العدو الصهيوني. حيث، أقر رئيس دولة الاحتلال والأبارتهايد ريفيلين، أن المقاطعة الأكاديمية ضد إسرائيل "خطر من الدرجة الأولى". وانتشار الدعم لحركة المقاطعة خاصة في أوساط اتحادات الطلبة يبشر بتغير حقيقي في قيادات تلك البلدان في المستقبل القريب، وهناك مؤشرات حالية مثل وجود إلهان عمر ورشيدة طليب المؤيدات لحركة المقاطعة في الكونجرس الأمريكي، وموقف حزب العمال البريطاني بوقف التعامل العسكري مع الاحتلال.

وفي جلسة خاصة للجنة الشفافية بالكنيست الإسرائيلي بعام 2016، اعترفت سيما فاكنين جيل، مدير عام وزارة الشؤون الاستراتيجية أن "إسرائيل أصبحت دولة منبوذة" في العالم.
 

  1. ما هي الخطوات التي قد تقوم بها الحركة مستقبلاً في سياق تطوير أدوات المقاطعة؟

    أبرز الخطوات القادمة، مواصلة وتطوير حملات المقاطعة القائمة حتى تحقق أهدافها، خاصة الحملة ضد شركة (G4S) الأمنية وشركة (HP). وتصعيد حملتنا ضد شركة (PUMA) الرياضية لتنهي رعايتها لاتحاد كرة القدم الإسرائيلي، في 26 أكتوبر القادم يوم عالمي ثاني لمقاطعة الشركة. وتصعيد الحملة ضد شركة التأمين العالمية AXA لتوقف استثمارها في شركة (إلبيت) العسكرية الإسرائيلية.

ومؤخرًا انطلقت حملة ضد شركة Anyvision الإسرائيلية المختصة بتقنية التعرف على الوجه في الهواتف الذكية والتقنيات الحديثة، وهي مشتركة في تعزيز الاحتلال الإسرائيلي، حيث ندعو الشركات العالمية لانهاء الشراكة معها.

عربيًا وفلسطينيًا، نحن في مرحلة خطيرة من وصول التطبيع لمرحلة التحالف الفج مع العدو الصهيوني ضد شعبنا الفلسطيني وشعوب المنطقة، لذا مواجهة التطبيع العربي – الإسرائيلي في مقدمة أولوياتنا. هذا مع مواجهة التطبيع الفلسطيني سواء كان الرسمي او ما تقوم به شركات معينة في قطاع التكنولوجيا.
 

  1. هل تواجه الحركة معيقات في عملها على الصعيد الدولي؟ وهل هناك ملاحقة حقيقية من بعض المنظمات المدعومة اسرائيلياً؟

كنتيجة لتضررها البالغ من حركة المقاطعة، منذ سنوات، تشن حكومة الاحتلال والمنظمات الصهيونية حربًا دبلوماسية وقانونية ومخابراتية ضد حركة المقاطعة (BDS). وجندت لذلك وزارة الشؤون الاستراتيجية بالإضافة لعدة أجسام حكومية أخرى. تقوم حكومة الاحتلال بالضغط على الحكومات الحليفة لها لسن قوانين ضد حركة المقاطعة كما جرى في أكثر من عشرين ولاية أمريكية والكونجرس الأمريكي. والقرار غير الملزم الذي اتخذه الباندوستانج الألماني.

و"قانون المقاطعة" في الكنيست الإسرائيلي وقانون منع مؤيدي المقاطعة الأجانب من دخول فلسطين المحتلة، بالإضافة للحملة التي تستهدف عمر البرغوثي، أحد مؤسسي حركة المقاطعة. لكن هذا القمع يأتي بنتائج عكسية تخدم حركة المقاطعة في نهاية المطاف، مثلما جرى بعد منع حكومة نتنياهو دخول رشيد طليب وإلهان عمر لفلسطين المحتلة.

 

  1. ما هو موقف حركة المقاطعة وناشطيها من صفقة القرن؟

ما يسمي ب"صفقة القرن" هي مرحلة خطيرة من التحالف الأمريكي – الإسرائيلي ضد شعبنا وحقوقه الثابتة، بتواطؤ من أنظمة عربية رجعية. والخطير أن تنفيذها بدأ على الأرض بمجرد وصول ترامب للحكم، من نقل السفارة الأمريكية للقدس والاعتراف بها عاصمة للعدو الصهيوني، مخالفا بذلك كل القرارات الدولية ذات الصلة، وضم الاحتلال للجولان السوري المحتل. موقفنا مواجهتها محليًا وعربيًا ودوليًا، من خلال الضغط الشعبي على القيادة الفلسطينية للإعلان عن أن سياسات وقرارات حكومة أقصى اليمين الإسرائيلي بشراكة كاملة مع الإدارة الأمريكية قد قضت نهائياً على اتفاقية أوسلو مما يفتح الباب أمام بناء وحدة وطنية فلسطينية حقيقة تقوم على حماية حقوق شعبنا، كل شعبنا في الوطن والشتات، وتحقيق طموحاته والالتزام بما يقرره بشكل ديمقراطي حر وإصلاح م.ت.ف. لتضم الكل الفلسطيني دون إقصاء ودون تفرد أو ديكتاتورية. وبناء استراتيجية مقاومة وطنية. وضغط الشعوب العربية على أنظمتها لوقف التطبيع. بالإضافة لنجاح حركة المقاطعة في التحالف مع قطاعات واسعة من المجتمع الأمريكي خاصة التيارات التقدمية والمهاجرين، لمواجهة الإدارة الأمريكية واللوبي الصهيوني داخل الولايات المتحدة.

 

  1. ما هو موقف حركة المقاطعة من الدول العربية المطبعة مع الاحتلال في الوقت الذي تحاول فيه الحركة اقناع دول العالم بمقاطعة الاحتلال؟
     

تتصدى حركة المقاطعة بشكل متواصل واستراتيجي للتطبيع العربي الرسمي مع الاحتلال الإسرائيلي إلى تطور إلى مستوى التحالف الفج مع نظام الاستعمار الإسرائيلي الذي يشكل خطرًا على الأمة بأسرها. هذا التطبيع هو مخالف للموقف الشعبي العربي المقاوم والرافض للتطبيع مع إسرائيل ويضر بالمصالح العربية. رغم أن إسرائيل تستفيد من هذا التطبيع في رسم صورة أمام العالم أنها مقبولة رسميًا في العالم العربي، إلا أن هذا يكشف طبيعتها أكثر، فالتحالف مع أنظمة قمعية ديكتاتورية ليس مفيدًا أمام الرأي العام العالمي.

 

  1. ما هي النشاطات الخاصة والفعاليات التي تنفذها الحركة في قطاع غزة في الوقت الراهن والتي قد تنفذونها قريباً؟

تقوم الحركة سنويا بتنظيم فعاليات أسبوع مقاومة الاستعمار والأبارتهيد الإسرائيلي في مارس من كل عام في أنحاء مدن ومخيمات قطاع غزة بالتزامن مع مئات المدن حول العالم. بالإضافة لرفع الوعي بأهمية المقاطعة والتوعية ضد البرامج التطبيعية التي تستهدف الشباب خاصة. كما تقوم حملات المقاطعة الاقتصادية بدعوة المستهلكين والتجار لمقاطعة المنتجات الإسرائيلية التي يمكن الاستغناء عنها. فيما يخص المستقبل القريب، نحن بصدد وضع خطة إستراتيجية شاملة للمقاطعة المحلية بمشاركة قطاعات المجتمع الفلسطيني.

 

  1. ما هو دور القيادة الفلسطينية مع الاخذ بعين الاعتبار وجود برتوكولات تحكم العلاقة بين السلطة والاحتلال مثل برتوكولات أوسلو (من ناحية امنية) واتفاقية باريس؟

في مختلف دورات المجلس المركزي والمجلس الوطني الفلسطيني لمنظمة التحرير الفلسطينية منذ عام 2015، اتخذ المجلسان قرارات بدعم حركة مقاطعة إسرائيل (BDS) ووقف التطبيع. هذه القرارات حتى الآن لم تتحول إلى سياسات فعلية تنفذها القيادة الفلسطينية رغم الوعود المتكررة وتشكيل اللجان، آخرها قرار وقف العمل بالاتفاقيات مع الاحتلال الإسرائيلي. ما تزال قيادة السلطة تتجاهل قرارات مجالس منظمة التحرير ومطالبة حركة المقاطعة بوقف التطبيع بكافة أشكاله بما يشمل التنسيق الأمني وحل ما يسمى بـ"لجنة التواصل مع المجتمع الإسرائيلي".
 

  1. ما دور الفصائل الفلسطينية في دعم جهود حركة المقاطعة أم أن ابتعاد الفصائل يخدم الحركة وصورتها امام العالم الذي يكيل بمكيالين لحركات المقاومة ولديه اعتبارات في التعامل معها؟

 

إن الغالبية الساحقة من الأطر السياسية والأهلية والمجتمعية لشعبنا الفلسطيني في الوطن والشتات ممثلة في اللجنة الوطنية الفلسطينية للمقاطعة، أوسع تحالف في المجتمع الفلسطيني وقيادة حركة المقاطعة BDS عالمياً.

إن ائتلاف القوى الفلسطينية كان أول الموقعين على نداء المقاطعة BDS في 2005، وهو ركن أساسي من أركان اللجنة الوطنية الفلسطينية للمقاطعة. ولكن لا يوجد تمثيل لأي حزب فلسطيني منفرد في اللجنة، حفاظاً على استقلالية اللجنة وحماية لها ولحركة المقاطعة من أي أجندات سياسية أو أيديولوجية لهذا الحزب أو ذاك، بالذات كون الحركة هي حركة حقوقية وسلمية، تقوم على ما يقارب الإجماع الفلسطيني في التحرر الوطني وعودة اللاجئين وتقرير المصير على أساس القانون الدولي والمبادئ الكونية لحقوق الإنسان.

 

  1. بعض المناطق الفلسطينية تضطر للتعامل مع المنتجات الإسرائيلية مثل قطاع غزة الذي يعاني من الحصار، إذ يجبر الغزيين في احيانٍ كثيرة على التعامل مع المنتجات الإسرائيلية.. كيف تقرأون هذا التعامل؟

تتبنى حركة المقاطعة مبدأ مراعاة حساسية السياق الزماني والمكاني في تنفيذ حملات المقاطعة، هذا يعني التمييز بين التطبيع القسري والتطبيع الاختياري وكذلك بين شراء المنتجات الإسرائيلية رغم توفر بدائل وطنية وغيرها وبين شراء المنتجات الإسرائيلية في حال عدم توفر بدائل وطنية أو عربية أو أجنبية كما يحصل أحيانا في قطاع غزة المحاصر من قبل الاحتلال الإسرائيلي منذ سنوات. باختصار، نطالب شعبنا بالمقاطعة الاقتصادية ما استطاعوا إلى ذلك سبيلا. مع دعوتنا الجهات المسؤولة إلى العمل المستمر على توفير البدائل والتحرر من قبضة الاقتصاد الإسرائيلي.

 

  1. ما الرسالة التي توجهها للشعوب العربية والشعب الفلسطيني؟ وهل تنصحهم باتخاذ المقاطعة كأسلوب مقاومة سلمي للمحتل الصهيوني؟

الشعوب العربية بما فيها الشعب الفلسطيني فيها العديد من القطاعات والأفراد المنخرطة في حركة المقاطعة، وهذا يظهر داخل الوطن وحملات المقاطعة العربية في الأردن ومصر وتونس والمغرب ولبنان والخليج رغم جو القمع وانعدام الحريات في معظم البلدان العربية. ندعو الآخرين للمشاركة أكثر في النضال ضد العدو من خلال حركة المقاطعة كأسلوب مقاومة مؤثرة يتناسب مع مختلف أوضاع الناس ويتكامل مع أشكال المقاومة الأخرى. وإلى تصعيد الضغط استراتيجيا على الأنظمة لوقف التطبيع مع الاحتلال والتصدي له. إن الاستعمار-الاستيطاني الصهيوني هو خطر يهدد حاضر ومستقبل الشعب الفلسطيني وسائر الشعوب والبلاد العربية.