علوم

هل يقلل البوتوكس من استمرار الصداع النصفي المزمن ؟

21 أيلول 2019 16:03

ألا يبدو أن البوتوكس يظهر في كل مكان كعلاج طبي ؟  ويعتبر البوتوكس هو نوع من السموم العصبية المعروفة بـ البوتولينوم (BoNT)، وهي مادة بروتينية مشتقة في الأصل من بكتيريا "Clostridium botulinum"، وفي ش

ألا يبدو أن البوتوكس يظهر في كل مكان كعلاج طبي ؟ 

ويعتبر البوتوكس هو نوع من السموم العصبية المعروفة بـ البوتولينوم (BoNT)، وهي مادة بروتينية مشتقة في الأصل من بكتيريا "Clostridium botulinum"، وفي شكله الأصلي يمكن أن يسبب تسمماً غذائياً حاداً، وهو المسؤول كذلك عن مرض غالباً ما يسبب الشلل بسبب تناول الطعام الملوث.

ويستخدم "BoNT" الآن لعلاج عدد من الحالات الطبية بما في ذلك التشنجات العضلية والتعرق الزائد والمثانة مفرطة النشاط وبعض حالات عضلات العين، ومع ذلك، فإن أحد أكثر استخداماته شيوعاً هو العلاج الوقائي للصداع النصفي المزمن.

والصداع النصفي المزمن، الذي يُعرّف بأنه صداع يحدث لأكثر من 15 يوماً في الشهر لأكثر من ثلاثة أشهر في السنة، أمر نادر الحدوث، حيث يؤثر فقط على حوالي 3 ٪ من مصابي الصداع النصفي العادي، ومع ذلك، نظرًا لأن الصداع النصفي نفسه شائع جدًا ، فإن هذه الحالة تنتهي بالتأثير على عدد كبير من الأشخاص.

جمع تحليل تلوي حديث نتائج دراسات متعددة سابقة لاستقصاء فائدة البوتوكس، العلامة التجارية لمادة "BoNT"، في تقليل الصداع النصفي المزمن، وكانت النتائج تشير إلى أن هناك فائدة من هذا العلاج، ليس فقط تحسين نوعية الحياة  الحد بشكل كبير من وتيرة الصداع النصفي المزمن، ولكن فعلت ذلك مع عدد قليل من الآثار الجانبية الخفيفة.

• كيف يمكن أن تعمل"BoNT" على الوقاية من الصداع النصفي المزمن؟

تم إدخال البوتوكس لعلاج الصداع النصفي المزمن في عام 2000م، بعد أن أبلغ بعض الأشخاص الذين تلقوا الحقن للعلاج التجميلي لخطوط الوجه عن تحسن في الصداع، والدراسات الأولية بعد تلك الملاحظة أنتجت نتائج متضاربة.

وأظهرت دراستان كبيرتان في عام 2010م، فائدة كافية تمثلت في انخفاض في أيام الصداع وتحسين نوعية الحياة، مما دفع إدارة الأغذية والعقاقير للموافقة على هذا العلاج لعلاج الصداع النصفي المزمن.

يتم تناول السموم العصبية للبوتولينوم في الأعصاب، حيث قد تعدل إطلاق النواقل العصبية، وهي مواد كيميائية تحمل إشارات بين خلايا الدماغ، وهذه هي الآلية الأصلية المسؤولة عن الشلل في تسمم "BoNT".

ووفقاً للدراسة، إن هذه العملية نفسها في الأعصاب الأخرى قد توقف إنتاج الألم عن طريق منع إطلاق المواد الكيميائية المنتجة للألم مثل المادة "P" والببتيدات المرتبطة بجينات الكالسييتونين (CGRP)، وعلى الرغم من عدم إثباتها بعد، فإن هذه العملية يمكن أن تؤدي إلى رفض عمليات الألم داخل المخ والتي قد تكون مسؤولة عن الصداع النصفي المزمن.

على الرغم من أن هذه الآلية يمكن أن تقلل من وتيرة الصداع و شدته ، إلا أنه لا يبدو أنه يغير حالة الصداع النصفي الأساسية بل يخفيها فحسب.

• ما هي مخاطر هذا العلاج ؟

من الناحية النظرية، قد يؤدي انتشار مادة "BoNT" من موقع الحقن إلى مناطق أخرى إلى ضعف العضلات أو الشلل، وعادةً ما يتجنب الأطباء استخدامها في الأشخاص الذين يعانون من حالات ضعف العضلات، بينما في الممارسة العملية، فردود الفعل على نطاق الجسم أو الآثار الجانبية نادرة.

في بعض الأحيان يتم الإبلاغ عن تهيج خفيف مكان الحقن، وفي بعض الأحيان، يمكن رؤية تدلي الجفن المؤقت أو تغيير في تعبير الوجه الناتج عن فقدان خطوط الجبهة، حيث يمكن تجنب هذه المضاعفات عن طريق نقل الحقن اللاحقة إلى موقع مختلف، ولا يوجد قيود على الأشخاص بعد الحقن لديهم، وقد يعودون إلى العمل أو الأنشطة العادية بكل بساطة بعد فترة وجيزة من الحقنة.

• هل هناك منافس للبوتوكس في علاج الصداع النصفي المزمن ؟

منذ تقديمه، أصبح البوتوكس علاجاً مقبولاً للصداع النصفي المزمن عند فشل العلاجات القياسية الأخرى، حيث يمكن للبوتوكس أن يساعد الناس على الشعور بالأداء والعمل بشكل أفضل مع عدد أقل من أيام العمل الضائعة، وغالباً ما يتم تغطية العلاجات بواسطة خطط التأمين الصحي.

لا يستخدم البوتوكس عادة في الأشخاص الذين لديهم 14 يوماً أو أقل من الصداع النصفي في الشهر، ويتم استخدامه في بعض الأحيان خارج موافقة إدارة الأغذية والعقاقير ( بشكل غير قانوني ) لأشكال أخرى من الصداع المزمن، مثل صداع التوتر المزمن.

• هل يتناسب البوتوكس مع العلاجات الأخرى للوقاية من الصداع النصفي المزمن ؟ 

تتكون خطة إدارة الصداع النصفي على عناصر شاملة ، بدايةً من الحفاظ على نمط حياة صحي، وتجنب مشغلات الصداع النصفي قدر الإمكان، واستخدام الأدوية المجهضة التي تصرف بدون وصفة طبية لوقف الصداع النصفي قيد التقدم بالفعل حسب الحاجة.

في الصداع النصفي المزمن، عادةً ما يتم تجربة العلاجات القياسية، بما في ذلك الأدوية الوقائية اليومية لوحدها أو مجتمعة، ما قبل الوصول لمرحلة استخدام البوتوكس، وعيب البوتوكس هو أنه يجب أن يعطى عن طريق الحقن من قبل مزود طبي كل ثلاثة أشهر من أجل الحفاظ على التأثير، بالإضافة إلى ذلك، قد يحتاج الأشخاص الذين يجربون البوتوكس إلى الاستمرار في تناول أدوية الصداع النصفي السابقة الخاصة بهم للحصول على أفضل النتائج.

وأصبح البوتوكس علاجاً شائعاً في مراكز علاج الصداع في الولايات المتحدة، إن حقن البوتوكس جيد التحمل ومفيد، ويبدو أنه آمن للإدارة طويلة الأجل للصداع النصفي المزمن.