أخبار

المصالح الروسية والعدو الصهيوني وسورية

ناجي الزعبي

21 أيلول 2019 21:51

يقول الكثيرون واتفق معهم : روسيا تقاتل في سورية من اجل مصالحها .  اتفق تماماً ، فمن غير الموضوعية ان نفترض ان الروسي يضحي ويموت في سورية مجانا" وبلا مقابل . لنسأل ما هي المصالح الروسية  : محا

يقول الكثيرون واتفق معهم : روسيا تقاتل في سورية من اجل مصالحها .

 اتفق تماماً ، فمن غير الموضوعية ان نفترض ان الروسي يضحي ويموت في سورية مجانا" وبلا مقابل .

لنسأل ما هي المصالح الروسية  :

محاربة الارهاب الاميركي الوظيفي  واجتثاثه من سورية والإقليم دفاعاً عن أمنها القومي .

قطع الطريق على التغول الاميركي الذي يهدد المصالح والأمن القومي الروسي مباشرة وغير مباشر  ، فَلَو انتصرت اميركا لعززت قدرتها العسكرية  على تهديد الاتحاد الروسي مما يمهد لتفكيكه ،  وزيادة التهديد المباشر في اوكرانيا والقرم وجورجيا وأذربيحان  ولاتفيا وأستونيا وملدافيا ولتوانيا الخ  وكل الدول المحيطة وضاعفت شبكتها الصاروخية وقواتها البرية على الحدود الروسية الغربية في رومانيا وبولندا

كما ضاعفت ورسخت احتلالها لاوراسيا بتعزيز قواتها بافغانستان  ومنعت خطوط الغاز الروسية من الوصول لاوروبا ولقطعت  الطريق الصينية البرية وحاصرت المصالح الصينية وأيقظت الفتنة بعشرين مليون ايغوري في جنوب غرب الصين

ولفككت سورية والعراق والسعودية ومكنت العدو من احتلال منابع النفط في المنطقة الشرقية ولدمرت اليمن  وليبيا وتونس والجزائر ومصر ،   وابتلع العدو الصهيوني ( رأس الحربة والبندقية  الاميركية)  الاردن وازداد قوة وسطوة وانهى المقاومة اللبنانية والفلسطينية وهناك الكثير الكثير من الاذى والمخاطر ستلحق اول ما تلحق بروسياوالصين  والوطن العربي وباقي دول العالم

كيف اذا يمكن ان نصف سياسة الاستيعاب الاستراتيجية  الروسية للعدو الصهيوني بالتواطئ والرضوخ لهذه الجهة او تلك  , وهل يمكن لرئيس الدولة الناهضة العظمى والتي قلبت التوازنات والمعايير  الدولية، والتي قارعت التحالف الامبريالي الأميركي الأطلسي والتركي والرجعي العربي على مدار السنوات  الماضية , والتي اعادت الأعتبار للسياسة والدبلوماسية والهيئات الدولية والتي اخذت عدة حالات نقض رافضة لقرارات مجلس الأمن منذ الفيتو ألأول للآن , بالرضوخ للنفوذ  وألأعلام الصهيوني .

روى لي الشهيد ناهض حتر الرواية التالية قبل استشهاده ببضعة ايام :

قال : روالي   السفير السوري بروسيا هذه القصة اثر الفيتو الروسي الأول بمجلس ألأمن .

قال : استدعاني نائب وزير الخارجية الروسي  للحضور لمكتبه صباح يوم السبت الذي تلى الفيتو الروسي , مع ان السبت عطلة  وقال لي ستدخل من الباب الخلفي للمبنى باللباس العادي  !

كان ألأمر مثيراً للدهشة فليس من المعتاد دعوة رجال السلك الدبلوماسي بالعطلات وأدخالهم من البوابات الخلفية وباللباس العادي .

قال : ذهبت في الموعد وفوجئت عند دخولي بوجود وزير الخارجية وعدد من كبار   الحضور  بالوزارة وبوجود طاولة ممتدة من المأكولات والمشروبات ،  فبادروني بالأيضاح لأزالة دهشتي , فقال وزير الخارجية الروسي : نحن نقيم هذا الحفل اثر الفيتو ألروسي لأننا نتوقع حربا" عالمية فلا يعقل ان يمر الفيتو دون ردة فعل اميركية بهذا المستوى ولهذا قررنا الأحتفاء قبل الحرب .

باقي القصة معروف فقد مضى الفيتوو الأول والثاني والثالث وروسيا تزداد قوة ونفوذاً ومنعة ،  وتزداد  اميركا وحلفاؤها  افولا" وازمات وانحسارا".

في العلم العسكري اذا سقط الهدف الأستراتيجي تسقط ألأهداف التكتيكية تلقائيا" , والهدف الروسي والسوري ومحور المقاومة الأستراتيجي هو اسقاط مشروع الإرهاب الأميركي الوظيفي وكنس النفوذ الأميركي , وفي حالة انجاز المهمة سيكون العدو الصهيوني هدفا" واهنا" يسهل اسقاطه فهل يمكن ان تتواطئ روسيا مع العدو الصهيوني المخلب الاميركي فتصبح كمن ينفخ بقربة مثقوبة وكمن يبدد تضحياته ودم ابنائه

القرارات العسكرية تتخذ من هيئة عليا تضع في حسبانها كل الاعتبارات والاحتمالات والصعوبات من وجهة نظر العدو والصديق وبالتالي تهيئ القرار للقائد ليأخذه بعقل بارد غير انفعالي ولا يخضع لردود الفعل وهذا ما لمسناه على مدار السنوات الماضية والنتائج تتحدث عن نفسها .