علوم

علاج جديد سيشكل فارقة طبية ويزيد من فرص نجاة مرضى السرطان

2 تشرين الأول 2019 14:20

خلصت دراسة طبية جديدة، إلى أنّ أغلب المرضى المصابين بسرطان "الميلانوما" المتقدم، أو" سرطان الجلد"، بات  لديهم الآن  فرص نجاة أكثر، بفضل بفضل العلاج المناعي المركب الجديد. وأظهرت الدراسة، أن نصف الأ

خلصت دراسة طبية جديدة، إلى أنّ أغلب المرضى المصابين بسرطان "الميلانوما" المتقدم، أو" سرطان الجلد"، بات  لديهم الآن  فرص نجاة أكثر، بفضل بفضل العلاج المناعي المركب الجديد.

وأظهرت الدراسة، أن نصف الأشخاص الذين تم تشخيصهم بإصابتهم بسرطان الميلانوما المتقدم، والذي كانت معدلات النجاة منه شبه منعدمة، يستطيعون العيْش الآن بفرص أكثر بفضل العلاج مناعي المركب.

تشير الدراسة إلى أنه، منذ سنين عدة، كان معدل بقاء مرضى الميلانوما على قيد الحياة 1 من 20؛ أي يظل مريض واحد على قيد الحياة بعد مرور خمس سنوات، بينما يموت معظمهم في غضون ستة إلى تسعة أشهر بعد الإصابة بالمرض.

وأوضح باحثون رائدون في هذا النوع من السرطان من معهد أبحاث السرطان ومستشفى رويال مارسدن في لندن: "أنّ معدل بقاء أكثر من نصف مرضاهم على قيد الحياة لمدة خمس سنوات يعتبرعلامة فارقة في مجال العلاج".

لم يتمكن الباحثون من التحدث كثيرًا بشأن العلاج ولكنهم أعربوا عن أملهم في أن يستطيع بعض المرضى الحصول على متوسط ​​العمر المتوقع. وقد حقق العلاج المناعي نتائج ملحوظة إذ أنه يقوم على تحفيز الجهاز المناعي لمكافحة السرطان ويعد بديلًا عن تدمير الأورام باستخدام الأدوية.

 وقد تمكّنت الأجسام المضادة أحادية النسيلة المسماة  "إيبيليموماب ونيفولوماب" من إطالة عمر المرضى، وأظهرت الدراسة الجديدة أن النتائج بشكل عام كانت أفضل.

البروفيسور جيمس لاركن من معهد أبحاث السرطان، والذي قدّم النتائج في اجتماع الجمعية الأوروبية لطب الأورام في برشلونة، قال: "من خلال إعطاء المريض هذه الأدوية معًا، فإته يتناول فعليًا دوائين وليس واحدًا وهما يعملان على كبح البروتينات التي تمنع الجهاز المناعي من مهاجمة الخلايا السرطانية؛ فيتمكن الجهاز المناعي من التعرف على الأورام التي لم يكن يتعرف عليها من قبل ويتفاعل معها ويدمرها".

وقد أوضح فريق مجلة "نيو أنجلند" الطبية في بحثهم المنشور، أنهم قاموا بتحديد 945 مريضًا مصابًا بالورم الميلانيني المتقدم وقاموا بتوزيعهم بشكل عشوائي في واحدة من ثلاث مجموعات: تلقى 314 مريضًا "جرعة مزدوجة" من نيفولوماب وإيبيليموماب؛ بينما تلقى 316 مريضًا نيفولوماب بالإضافة إلى العلاج الوهمي(بلاسيبو). كما تلقى 315 مريضًا إيبيليموماب بالإضافة إلى العلاج الوهمي. قاموا بمقارنة نيفولوماب مع إيبيليموماب نفسه متابعين النتائج حتى تقدّم المرض أو ظهرت أي آثار جانبية غير مقبولة.

ظهرت أفضل النتائج في المجموعة التي خضعت للعلاج المركب، حيث بقيَ 52٪ منهم على قيد الحياة حتى خمس سنوات أو أكثر، كما أنّ معظمهم، حوالي 74٪ منهم، لم يعودوا لتلقي أي علاج خلال ذلك الوقت. إنّ النجاة بفضل نيفولوماب وحده لم تتجاوز 44 ٪ بينما في إيبيليموماب كانت النسبة حوالي 26 ٪ .

أوضح لاركين: "أنّ فرصة البقاء على قيد الحياة بالنسبة لهؤلاء المرضى متغيرة بشكل طفيف ما بين ثلاث إلى خمس سنوات، وجميعهم يأملون في التحسّن"، وقال: " إنّ فرصة البقاء على قيد الحياة لمدة خمس سنوات لا تختلف كثيرًا عن ثلاث سنوات وأربع سنوات، وبالنسبة لهؤلاء المرضى الذين يصل عمرهم إلى خمس سنوات، فإنّ الكثير منهم أو معظمهم لا يتلقون العلاج ويعيشون حياة طبيعية."

بيّن لاركين: "أنه قد عالج بالفعل في مستشفى رويال مارسدن حوالي 100 مريضًا مصابًا بمرض الميلانوما المتقدم أو سرطان الكلى المتقدم مستخدمًا التركيبة التي وافقت عليها هيئة الخدمات الصحية الوطنية NHS للاستخدام في كلتا الحالتين السابقتين".

توافرت الأدوية الخاصة بعلاج هذا المرض فقط لمدة تتراوح بين 10 و 15 عامًا، لذلك كان من غير الممكن أن نبني توقعاتنا بشكل مؤكدعلى المدى الطويل حتى ينجو بعض المرضى ويعيشون حتى سن الشيخوخة. قال لاركين "إنّ تعريف العلاج هو أن يكون متوسط العمر المتوقع لديك طبيعيًا، وتموت بسبب آخر".

لا يستطيع بعض المرضى تحمل الآثار الجانبية الناتجة عن أدوية العلاج المناعي وينبغى إيقافها في غضون أسابيع من بدء العالج. ولكن اكتشف الباحثون أنّ تعاطي أدوية العلاج المناعي لفترة محدودة أمرغير معتبر طالما  أنّ نظام المناعة بدأ في التعرف على الأورام ومكافحتها. وتُعد معدلات البقاء على قيد الحياة بين أولئك المرضى الذين توقفوا عن العلاج جيدة مقارنة بالذين استمروا في العلاج.

بيّن لاركين أنّ مسار العلاج الطبيعي لمرضى سرطان الميلانوما المتقدم عامان، لكنّ البعض قد يحتاج إلى فترة أقل من ذلك بكثير.

انضمت باميلا سميث،( 67 سنة) إلى تجربة العلاج المناعي في يناير 2014  بعد فترة وجيزة من اكتشاف الميلانوما.

قالت باميلا: "لم يتسنى لي فرصة إجراء عملية للتخلص من الورم؛ فكانت تجربة العلاج هي خياري الوحيد." وأضافت: "كنت أتلقى العلاج كل أسبوعين لمدة أربعة أشهر تقريبًا حتى أصبت بالإسهال المتكرر، والذي كان سيئًا للغاية، فاضطررت إلى التوقف عن العلاج." كما أعربت باميلا عن دهشتها أنّ أن الفحص الأول مقارنة بكل عملية مسح قامت بها أظهرت أن العلاج قد نجح في ذلك الوقت القصير نسبيًا إذ تقلص حجم الورم إلى أقل من نصف حجمه الأصلي ولم يتغير ذلك منذ خمس سنوات."

وأضافت باميلا: "لم أتلقَ أي علاج منذ ذلك الحين وأشعر بالحيوية. في كل موعد لي في مستشفى رويال مارسدن، يسألونني عن مقياس شعوري بالصحة  من 1 إلى 100 وأجيب عليهم ب 100؛ فأنا أشعر أنني بحالة جيدة كما أنني محظوظة للغاية لأنني ما زلت على قيد الحياة."