أخبار

حرائق لبنان تلتهم المزيد من الاحراج ومواطن سوري يتبرع لإطفائها.. من اشعل الحرائق؟

16 تشرين الأول 2019 15:08

دفعت حرائق لبنان مواطن سوري للتبرع بمبلغ 100 مليون ليرة للدفاع المدني اللبناني لإخماد الحرائق المندلعة لليوم الرابع على التوالي، في نفس الوقت طرد متطوعون وزيرا لبنانيا من مركزهم، احتجاجا على تقصير ا


دفعت حرائق لبنان مواطن سوري للتبرع بمبلغ 100 مليون ليرة للدفاع المدني اللبناني لإخماد الحرائق المندلعة لليوم الرابع على التوالي، في نفس الوقت طرد متطوعون وزيرا لبنانيا من مركزهم، احتجاجا على تقصير الأجهزة الحكومية في إطفاء الحريق الذي التهم أحراج منطقتهم، ما اصابهم بخسائر مادية كبيرة.

وتداول نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي العديد من الاخبار والفيديوهات التي توثق حرائق بيروت، وتمحورت تلك الاخبار حول مناشدات المواطنين بضرورة تحرك السلطات اللبنانية تجاه الحرائق، والوقوف عند مسؤولياتهم، والعمل على تعويضهم عن الخسائر التي اصيبوا بها جراء الحرائق، وعدم استعداد الحكومة لمثل تلك الكوارث الطبيعية.

من بين الفيديوهات التي تداولها نشطاء السوشال ميديا مقطع فيديو لحادث طرد وزير المهجرين اللبناني غسان عطا لله من غرفة عمليات أنشأها متطوعون لمساعدة عناصر الدفاع المدني على إخماد الحرائق التي التهمت مساحات شاسعة من الأحراج في منطقة جبل لبنان إلى الشرق من بيروت، حيث اعترض الناشطون على قدوم الوزير إلى مطعم "الجسر" الواقع في منطقة الدامور مساء أمس بعد يوم عمل طويل في المساعدة على إطفاء الحرائق، وطالبوه بالرحيل من المنطقة، هاتفين بالعديد من العبارات التي تعبر عن غضبهم واستيائهم الشديد من حالة اللامبالاة تجاه الحرائق، وعدم الاستعداد للكوارث الطبيعية.

في السياق، استنكر الوزير اللبناني الذي لا يدخل إخماد الحرائق في اختصاص وزارته الإشكال الذي حصل معه في الدامور، مؤكداً أن الهدف من زيارته كانت الثناء على عمل الفرق الطوعية، والوقوف على احتياجات الاهالي والسكن الذين التهمت النيرات العديد من ممتلكاتهم لنقلها للحكومة.

يشار إلى ان لبنان يشهد حرائق امتدت على مساحات واسعة من الأراضي في جبل لبنان، وهي الأولى من نوعها منذ سنوات.

في السياق، نشر حساب برنامج "منّا وجر"، الذي تبثه قناة MTV التلفزيونية الخاصة، تغريدة ناشد فيها التبرع للدفاع المدني اللبناني المختص بإطفاء الحرائق، قال فيها: "حملة مساعدات للدفاع المدني اللبناني بدأت الليلة من خلال برنامج "منا وجر" بـ100 مليون ليرة من المواطن السوري أحمد حسن خليل... شكرا". (حوالى 67 ألف دولار).

ولاحقا أورد موقع القناة الإخباري أن " تبرع عبر برنامج "منا وجر" بمبلغ مئة مليون ليرة للدفاع المدني اللبناني"، حتى يتمكن من اطفاء الحرائق التي لازالت تشتعل في بيروت، وتسببت بمقتل 3 لبنانيين، وخسائر مادية فادحة.

كما، واجتاحت الحرائق أماكن عديدة من الاراضي اللبنانية التي اتت على مساحات واسعة من الأحراج، ودمرت مساحات كبيرة غير مسبوقة في تاريخ لبنان، الذي قلما يشهد كوارث طبيعية.

وامتدت النيرات الهائلة من محافظة جبل لبنان، وتحديدا عند مداخل منطقة الشوف، إلى بلدات في المتن الشمالي، وصولا إلى شمالي وجنوبي البلاد، الامر اذي تسبب بخسائر مادية كبيرة والتهام مساحات واسعة من الأراضي الحرجية ومحاصرة بعض المنازل، بينما أتت النيران على عشرات السيارات التي كانت في تلك المناطق.

وعلى الرغم من مناشدات المواطنين واتهامهم الدفاع المدني بالتقصير، بدأت فرق الإطفاء وطوافات الجيش اللبناني العمل على إخماد النيران وسط صعوبات الوصول إلى المناطق الحرجية الوعرة، ما استدعى الاستعانة بطائرات إطفاء من خارج البلاد وسط مناشدة الحكومة بضرورة مساعدة الدول الصديقة ومنها دول اوروبية.

يشار إلى أن سعد الحريري رئيس الوزراء اللبناني حضر اجتماع الهيئة الوطنية لإدارة الطوارئ والأزمات والكوارث إلى جانب العديد من ممثلي الوزارات والإدارات والأجهزة الأمنية المعنية اللبنانية.

وفور نشوب الحريق قال الحريري: إن مشهد الحرائق متكرر ويحصل في العالم كله، وشدد على بذل كل الجهود الممكنة لإخمادها في أسرع وقت، مشيراً في الوقت ذاته عن اجرائه العديد من الاتصالات مع عدد من الدول لإرسال طوافات وطائرات إضافية لإطفاء الحرائق، لافتا إلى أن الأوروبيين سيرسلون وسائل مساعدة للسيطرة أكثر على الحرائق.

كما، لفت الحرير إلى ان السلطات اللبنانية فتحت تحقيقاً فيما جرى وتعمل على محاسبة المرتكبين، لكنه رفض توجيه الاتهامات لأي كان، وقال إن طائرات إطفاء الحرائق الموجودة في لبنان قديمة وبحاجة إلى صيانة.

في السياق، ذاته أوعز ميشال عون رئيس الجمهورية اللبنانية إلى المعنيين بوجوب تقديم مساعدات عاجلة للمواطنين الذين اضطروا إلى مغادرة منازلهم المحاصرة بالنار، وتقديم الإسعافات اللازمة ومعالجة المصابين.

ووعد ميشال عون بفتح تحقيق في الأسباب التي أدت إلى توقف طائرات الإنقاذ وإطفاء الحرائق التي تم شراؤها قبل سنوات، والعمل الجاد على تحديد المسؤولين عن الكارثة.

في الوقت ذاته، دعا فادي جريصاتي وزير البيئة اللبناني إلى اعلان حالة الطوارئ في لبنان لمواجهة الكارثة الطبيعية التي نجمت عن الحرائق.

 وقال فادي جريصاتي وزير البيئة "إن الوقت اليوم ليس للاستنكار بل لتأمين الأموال لشراء تجهيزات للدفاع المدني والإطفاء، معلنا أن وفدا سيسافر إلى إسبانيا لشراء طائرتين مخصصتين لإطفاء الحرائق.

كما، ووعد جريصاتي بفتح تحقيق في الحادث للوقوف على اسباب الحرائق التي اصابت لبنان في مقتل وتسببت في العديد من الخسائر البشرية والمادية

إلى جانب ذلك، طلب ألبرت سرحان وزير العدل اللبناني من سلك القضاء فتح تحقيق في الملابسات والأسباب التي أدت إلى اندلاع الحرائق، وذلك لمعرفة إن كانت مفتعلة أم انها ناتجة عن اسباب طبيعية.

وفي السياق، اسند سمير سكاف رئيس جمعية "غرين غلوب" الحرائق التي ضربت لبنان إلى عوامل طبيعية، غير أنه اشار في الوقت نفسه أن حجمها كان مفاجئا، حسب قوله.

وأضاف سكاف "أن عنصرين مهمين التقيا وساهما في توسع رقعة الحرائق، وهما ارتفاع درجات الحرارة واشتداد سرعة الرياح"، كما قال رئيس جمعية "غرين غلوب".

وبين مناشدات اللبنانيين الذين يئنون تحت وطأة الحرائق المشتعلة لليوم الرابع على التوالي وتصريحات المسؤولين في الدولة اللبنانية الذين يتبادلون الاتهامات فيما بينهم لا تزال الحرائق تلتهم لبنان واحراجها، وتصيبها بخسائر بشرية ومادية فادحة، الأمر الذي يتطلب سرعة العمل الجاد على اطفاء النيران، والتفرغ لعمليات تحقيق واسعة لأمرين سبب الحرائق، وسبب ضعف لوجستيات الدفاع المدني، كما يتطلق الامر العمل تعوض المتضررين من تلك الحرائق، لاسيما في ظل التقصير الحكومي تجاه اضفاء الحرائق، وعدم استعداد الحكومة لمثل تلك السيناريوهات.