أخبار

تفاصيل العملية الإيرانية الاستخباراتية المعقدة لاعتقال المعارض المنشق روح الله زم

22 تشرين الأول 2019 14:30

أعلنت السلطات الإيرانية عن القبض على منشق ومعارض إيراني مقيم في العاصمة الفرنسية باريس، والذي ذُكر أنه تم إغراؤه للخروج من فرنسا ثم اختطفه عملاء إيرانيون في دولة ثالثة. يذكر أن المنشق المختطف هو رو

أعلنت السلطات الإيرانية عن القبض على منشق ومعارض إيراني مقيم في العاصمة الفرنسية باريس، والذي ذُكر أنه تم إغراؤه للخروج من فرنسا ثم اختطفه عملاء إيرانيون في دولة ثالثة.

يذكر أن المنشق المختطف هو روح الله زم، البالغ من عمر 46 عاماً، ابن محمد علي زم، وهو رجل دين إصلاحي مشهور خدم في مناصب عليا في الحكومة الإيرانية بعد الثورة الإسلامية عام 1979، ولكن في عام 2009 نأى زمزم بنفسه عن نهج أبيه وانحاز إلى ما يسمى بالحركة الخضراء، والتي دعا قادتها إلى الإطاحة بالحكومة في طهران.

وكان زم في ذلك الوقت جزءاً من مجموعة من الإيرانيين المهتمين بالصحافة الالكترونية والانترنت، والذين أطلقوا شبكة أمد نيوز عبر تطبيق التيليجرام، وكان الغرض المعلن للشبكة هو "نشر الوعي والسعي لتحقيق العدالة في إيران"، وسرعان ما أصبح صوت الحركة الخضراء عبر الإنترنت.

وذكر موقع intel news أنه تم اعتقال زم وسجنه على الفور، بسبب حثه المتظاهرين الإيرانيين على الإطاحة بالحكومة، وثم تم إطلاق سراحه في النهاية بفضل وضع والده السياسي والديني وسمعته القوية، والذي سرعان ما فر من إيران واستقر في فرنسا، حيث واصل عمله عبر الإنترنت من خلال شبكة أمد نيوز AmadNews الذي أسس له موقعاً إلكترونياً رسمياً، وقام بإنشاء قناة تيليجرام أخرى تسمى Seda-ye Mardom (صوت الشعب).

كما تتهم الحكومة الإيرانية زم بالتحريض على العنف ضد الدولة، وتزعم أن تحريضه على الإنترنت يتم تمويله من قبل أجهزة الاستخبارات في دول معادية مثل فرنسا والاحتلال الاسرائيلي والولايات المتحدة.

وفي 15 أكتوبر، بثت شبكة وسائل الإعلام الإيرانية المملوكة للدولة شريط فيديو يظهر زم مقيد ومعصوب العينين ويحيط به ضباط مسلحون من الحرس الثوري الإسلامي، حيث أعلنت الحكومة الإيرانية أنه تم القبض على زم ضمن عملية استخبارات معقدة باستخدام أساليب استخبارات حديثة وأساليب مبتكرة لجذب زم خارج فرنسا والوقوع بين أيدي الحرس الثوري الإسلامي.

 وتبين في النهاية أن زم سافر من فرنسا إلى الأردن في 11 أكتوبر، ومن هناك إلى بغداد بتاريخ 12 أكتوبر، وبدا أنه كان على ما يبدو أنه سيتجه إلى مدينة النجف العراقية لمقابلة علي الحسيني السيستاني، الذي يمكن القول بأنه أهم رجل دين إيراني للشيعة في العراق.

وفي الفيديو نفسه، يظهر زم جالساً على كرسي بجانب العلم الإيراني، وهو يدلي ببيان، بينما ينظر بهدوء إلى الكاميرا ويقول: إنه نادمٌ تماماً على تصرفاته الموجهة ضد إيران، مضيفا: أنه ارتكب خطأً كبيراً بتكليف أمنه لأجهزة المخابرات في فرنسا.

وفي نهاية الفيديو، حذر المنشقين الآخرين الذين يشاركون في التحريض ضد الدولة الإيرانية من عدم الثقة في الحكومات الأجنبية مثل الولايات المتحدة وإسرائيل والسعودية وتركيا.

ولم يرد المسؤولون الإيرانيون على أسئلة حول الوضع الحالي لمصير زم.