أخبار

من هي الأميرة ريما بنت بندر آل سعود التي تحاول إصلاح العلاقات السعودية الأمريكية ؟

2 تشرين الثاني 2019 16:47

تولت الأميرة ريما بنت بندر آل سعود، منصب سفيرة المملكة العربية السعودية لدى الولايات المتحدة الأمريكية، الموجودة في واشنطن لبضعة أسابيع فقط، وتعتبر أول امرأة سعودية سفيرة في أحد دول العالم، حيث اجتمعت

تولت الأميرة ريما بنت بندر آل سعود، منصب سفيرة المملكة العربية السعودية لدى الولايات المتحدة الأمريكية، الموجودة في واشنطن لبضعة أسابيع فقط، وتعتبر أول امرأة سعودية سفيرة في أحد دول العالم، حيث اجتمعت بموظفي السفارة لأول مرة، ولكنه كان مخصصاً للنساء فقط.

وتخلل الاجتماع صوت الضحك والهمس غير المعتاد في السفارة السعودية في واشنطن، حيث تجمع نحو 50 موظفة بالسفارة في قاعة الاحتفالات للقاء رئيسهم الجديد.

وكانت الغرفة مزدحمةً عندما دخلت، مرتدية سروالاً وسترة سوداء وبيضاء، دون ارتداء الحجاب المعتاد، وكان بصحبتها رجل، ثم توقفت الاميرة ريما بنت بندر آل سعود عند المنصة وجلست مواجهةً موظفيها وجهاً لوجه، قائلةً: "اليوم هو يومٌ للنساء فقط، إنه يومنا لنحتفل به". 

وفي وقتٍ سابقٍ من ذلك اليوم، أعلنت الحكومة السعودية أنها خففت من نظام الوصاية المزعوم على المرأة في البلاد، وهو مزيج من القوانين والعادات التي تتطلب من النساء الحصول على إذن من الرجال في أسرهن من أجل إتخاذ جميع أنواع القرارات الشخصية في حياتهن بصفتهم مسؤولين عليهن. 

وتحدثت السفيرة ريما بنت بندر آل سعود إلى النساء حول حقوقهن الجديدة ، بما في ذلك الحصول على جوازات السفر والسفر إلى الخارج، وتسجيل الزيجات، وتقديم الطلاق والحصول على وصاية قانونية للأطفال .

وعلى الرغم من وضعها الملكي، أوضحت الأميرة ريما بنت بندر آل سعود أنها الآن، كأم مطلقة، أصبحت رب أسرتها.

وقالت ريما بنت بندر آل سعود للنساء: "لديكن حقوقٌ غير قابلة للتصرف الآن، مثل الحق في هويتك الخاصة، والتنقل، والحلم، والعمل".

وحذرت ريما بنت بندر من أن الحريات الجديدة تأتي مع مسؤوليات جديدة. 

وأضافت الاميرة ريما: "أعرفن أين أموالكن وكن كريماتٍ مع الرجال السعوديين، الذين ليس لديهم المعرفة الكافية للتعامل مع هذا العالم الجديد، وسيكون لدينا منحنى تعليمي عاطفي مبهر للغاية بشأن ما يُسمح لنا الآن بالقيام به".

وكانت لحظةً تاريخية للمملكة العربية السعودية وللسفارة على حد سواء، فالأميرة ريما بينت بندر آل سعود هي الآن أول امرأة تشغل منصب سفيرة سعودية في أي بلد في العالم، والتي كانت تعتبر من الشخصيات المشهورة بالفعل في مدينتها الأم الرياض، خاصةً بعد أن حرضت النساء السعوديات على التمتع بنفس الحقوق والحريات التي عاشتها أثناء نشأتها في واشنطن، حيث شغل والدها الأمير بندر بن سلطان منصب السفير السعودي في الولايات المتحدة في الفترة من 1983 إلى 2005. والآن، يراها الكثير من السعوديين كرمزٍ لخطة ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان الطموحة لتحديث المجتمع السعودي وتجسيداً للاحتمالات الجديدة المتاحة للمرأة السعودية.

ومن غير الواضح ما الذي يمكن أن تفعله الأميرة ريما ابنة الدبلوماسي التي تتمتع بعقلية إصلاحية للسعوديين في واشنطن في الوقت الحالي، حيث تصل الأميرة ريما، البالغة من العمر 44 عاماً، إلى السلك الدبلوماسي، في وقتٍ من انعدام الثقة العميق بين الولايات المتحدة والسعودية، وعلى وجه الخصوص، ولي العهد، الذي يعتبر صاحب القوة ووريث عرش والده، الملك سلمان.

كما أن الحرب التي تقودها السعودية في اليمن، واحتجاز الحكومة للنشطاء والمعارضين، وتقييم مجتمع الاستخبارات الأمريكي بأن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان أمر بنفسه بتنفيذ عملية اغتيال الصحفي المعارض جمال خاشقجي، الكاتب في صحيفة واشنطن بوست، وترك الأوساط الرسمية في واشنطن والبيت الأبيض أكثر تشككاً من أي وقت مضى حول التحالف الأمريكي مع الرياض.

وقالت إليسا ماسيمينو، المدير التنفيذي السابق لجمعية "حقوق الإنسان أولاً"، وأستاذةً في مركز جورج تاون للقانون: "إن الأميرة ريما بنت بندر آل سعود تتولى هذا المنصب في الوقت الذي يمكن القول بأنه قد يكون الأصعب لأي سفير سعودي، ليس بسبب خاشقجي فقط، بل بسبب الجهود المبذولة من الحزبين لإعادة معايرة العلاقة الأمريكية-السعودية بأكملها".

وفي أول مقابلةٍ لها منذ وصولها إلى واشنطن، كانت السفيرة ريما بنت بندر تدرك جيداً أن سيرتها الذاتية أو تاريخها في مجال النضال لصالح المرأة لن يغير بسهولة التصور بين منتقدي المملكة العربية السعودية بأن تعيينها هو مجرد حيلة علاقات عامة لتشتيت الانتباه عن المخاوف الواسعة الانتشار حول ولي العهد السعودي محمد بن سلمان وتصرفاته الأخيرة.

ومن المحتمل أن الحقيقة ليست كذلك، على الرغم من أن الأميرة قد تكون اصلاحية في بعض النواحي، إلا أنها تمثل وتدافع بقوة عن النظام السعودي الحالي الذي يربطه الكثيرون في واشنطن مباشرةً بانتهاكات حقوق الإنسان المروعة وارتكابه جرائم حرب ضد المدنيين في اليمن.