علوم

دراسة تكشف: الأشخاص المصابين بالتوحد لديهم أدمغة متماثلة

4 تشرين الثاني 2019 13:42

وجدت دراسة جديدة نشرت في مجلة Nature Communications العلمية أن المصابين بالتوحد لديهم أدمغة متماثلة أكثر بكثير من الناس العاديين. وأظهرت الأبحاث أن النصفين الأيسر والأيمن من أدمغتنا يتطوران بشكل مخ

وجدت دراسة جديدة نشرت في مجلة Nature Communications العلمية أن المصابين بالتوحد لديهم أدمغة متماثلة أكثر بكثير من الناس العاديين.

وأظهرت الأبحاث أن النصفين الأيسر والأيمن من أدمغتنا يتطوران بشكل مختلف ومستقل عن بعضهما البعض، حيث يتخصص كل نصف من الدماغ في وظائف معينة تختلف عن الآن بشكل كلي، وعلى سبيل المثال، في معظم الناس، فإن النصف الأيسر من الدماغ هو الذي يتحكم في اليد اليمنى، وهو المهيمن على اللغة والمهارات اللغوية.

ووفقا للدراسة، فإن عدم تناسق المخ الطبيعي يتأثر أحياناً لدى الأشخاص الذين يعانون من اضطرابات النمو أو الأمراض النفسية مثل التوحد، وهي حالة تتميز بضعف الإدراك الاجتماعي وتكرار السلوك والمصالح المحدودة وعدم المقدرة على التعامل بشكل سليم مع المواقف الحياتية والسلوكيات العادية.

وتقول الدكتورة ميرل بوستيما، أحد القائمين على الدراسة: "تشير الدراسات السابقة إلى أن الأشخاص الذين يعانون من اضطراب طيف التوحد هم أقل عرضةً للإصابة بالتباين النموذجي لهيمنة اللغة أو تفضيل اليد، ومع ذلك، لم يكن من الواضح ما إذا كان عدم تناسق تشريح الدماغ يتأثر بالتوحد، لأن دراسات مختلفة أبلغت عن نتائج مختلفة".

وقرر علماء من اتحاد ENIGMA الدولي للباحثين في الدماغ إجراء دراسةٍ واسعة النطاق، استناداً إلى فحوصات الدماغ التي تم جمعها في بلدان مختلفة لأكثر من 20 عاماً، والتي تعد الدراسة الأكبر التي أجريت على الإطلاق لدراسة هذه المشكلة، وذلك باستخدام بيانات مسح الدماغ من 1،774 شخصاً يعانون من مرض التوحد و1809 شخصاً سليماً.

ووجد الباحثون أن نصفي الدماغ الأيمن والأيسر من الدماغ متشابهان بالفعل في الأشخاص المصابين بالتوحد، وبعبارةٍ أخرى، كان الأشخاص الذين يعانون من التوحد لديهم تبايناً أقل في التشريح الدماغي.

كما عثر في الدراسة عن وجود عدم تناسق في الغالب عن سمك القشرة الدماغية في مواقعٍ مختلفة عبر سطح الدماغ.

وفي الدماغ السليم، يختلف سمك القشرة الدماغية، وهي الطبقة الرقيقة من المادة الرمادية التي تغطي الدماغ، بين نصفي الدماغ الأيمن والأيسر، والأهم من ذلك أن الاختلافات التشريحية لم تعتمد على العمر أو الجنس أو معدل الذكاء أو شدة الأعراض أو استخدام الدواء.

وقال الباحث الرئيسي في الدراسة الدكتور كلايد فرانككس، الذي يقود أيضاً مجموعة أبحاث Imaging Genomics الدولية: "إن الاختلافات المتوسطة الصغيرة جداً في عدم تناسق الدماغ بين الأشخاص المصابين تعني أن تغييرات عدم تناسق المخ لن تكون مفيدةً من حيث التنبؤ السريري، لكن النتائج قد تفيد من ناحية زيادة فهمنا لعلم الأحياء العصبية لاضطراب طيف التوحد وطرق تشخيصه وعلاجه".

وأشارت النتائج إلى أن التطور المتغير للجزء الأيمن من الدماغ متورطٌ في مرض التوحد بشكل مباشر، مما يؤثر على مناطق المخ الواسعة الانتشار مع وظائف متنوعة. وعلى سبيل المثال، تتداخل العديد من مناطق الدماغ المصابة مع شبكة الوضع الافتراضي، وهي شبكة من مناطق الدماغ المترابطة النشطة بشكلٍ خاص أثناء الراحة السلبية والتجول في العقل أثناء عمليات التفكير المنطقي والإبداعي.

وقد تكشف الأبحاث المستقبلية عن مدى ارتباط هذه النتائج بالتحديد باضطرابات طيف التوحد لدى البشر المصابين بالتوحد.