علوم

كيف يلعب نمط الحياة والعمر دوراً مهما في تأثير مرض السكري من النوع الثاني على المرضى ؟

16 تشرين الثاني 2019 15:24

وجد فريقٌ من الباحثين في جامعة كارنيجي ميلون أن العمر ونمط الحياة يلعب دوراً مهماً في رفاهية واسلوب حياة الأشخاص الذين تم تشخيصهم حديثاً بمرض السكري من النوع الثاني، حيث يكون المرضى الأصغر سناً أكثر ع

وجد فريقٌ من الباحثين في جامعة كارنيجي ميلون أن العمر ونمط الحياة يلعب دوراً مهماً في رفاهية واسلوب حياة الأشخاص الذين تم تشخيصهم حديثاً بمرض السكري من النوع الثاني، حيث يكون المرضى الأصغر سناً أكثر عرضةً للاضطرابات النفسية مما يؤدي إلى نتائج صحية أسوأ.

وقالت فيكي هيلجسون، أستاذة علم النفس بكلية ديتريش للعلوم الإنسانية والاجتماعية وكبيرة مؤلفي الدراسة: "لقد وجدنا أنه يمكننا تقييم الإجهاد الأولي للمريض والتنبؤ بطبيعة بعد ستة أشهر من تشخيصه بمرض السكري من النوع الثاني، فإذا تمكننا من تشخيص المصابين بمرض السكري في وقتٍ مبكرٍ، يمكننا التدخل ومنع تدهور صحتهم الجسدية والنفسية".

حالياً يوجد حوالي 27 مليون شخص في الولايات المتحدة مصابين بمرض السكري من النوع الثاني، حيث أظهرت الأبحاث السابقة أن التوتر المرتبط بإدارة مرض السكري يؤدي إلى ضعف السيطرة على نسبة السكر في الدم، مما يؤدي إلى زيادة الآثار السلبية لمرض السكري على الجسم.

وقام الفريق في الدراسة بتقييم 207 مريض (55٪ ذكور، 53٪ بيض، 47٪ سود، وكانت أعمارهم تتراوح ما بين 25-82 سنة)، وجميعهم قد تم تشخيصهم بمرض السكري من النوع الثاني خلال العامين الماضيين.

واستخدم الباحثون العديد من الدراسات الاستقصائية لتقييم الصحة والأزمة النفسية والرعاية الصحية، وكذلك درسوا الأنماط اليومية للمشاركين لتحديد الضغوطات النفسية ونسب التوتر.

كما قام الباحثون بتقييم المرضى في بداية الدراسة لتحديد الأرضية الأساسية للبحث وبعد ذلك قاموا بمقارنتها بما وجدوه بعد ستة أشهر.

وفحص الباحثون النتائج فيما يتعلق بنوع الجنس والعرق والإثنية والعمر والتعليم والعمل ومستوى الدخل والعلاقات الاجتماعية واستخدام الأدوية.

ووجد الباحثون أن المرضى الأصغر سناً (42 عاماً أو أقل) يعانون من اضطراباتٍ نفسية وأعراض مرضية أعلى من غيرهم ممن يكبرونهم سناً.

وأعرب المرضى الذين حصلوا على تعليم عالي وذوي الدخل المرتفع عن ارتفاع نسبة التوتر لديهم أكثر من غيرهم.

وعلى العكس تماماً، كان المرضى الأكبر سناً (أكبر من 64 عاماً) يعانون من ضغطٍ نفسيٍ أقل واتساقٍ أكبر في الرعاية الذاتية ومراقبة نسبة السكر في الدم والالتزام بالأدوية

وأفاد المرضى المرتبطين بعلاقات دائمة كالزواج أيضاً عن انخفاض الضغط النفسي لديهم المصاحب لمرض السكري.

وقالت هيلجسون: "هذه الدراسة اعتمدت على عينة متنوعة معتمدة على عدة عوامل رئيسية مثل العمر والتعليم والعرق، مما جعل النتيجة أكثر تحديداً ودقة وشمولاً، ولا نعرف بطريقةٍ موضوعية ما إذا كان المرضى ذوو الدخل المرتفع يعانون من مزيد من الضغوطات، لكنهم يدركون أنهم يعانون من مزيد من التوتر".

كما حدد المرضى النظام الغذائي باعتباره أكبر الضغوط المصاحبة لمرض السكري بنسبة 38٪. وتشمل الضغوطات الأخرى الهامة فحص نسبة السكر في الدم بنسبة 8٪، والمعاناة من ارتفاع أو انخفاض نسبة السكر في الدم بنسبة 7 ٪.

وأكد المرضى الذين أبلغوا بالشعور بتوتر أكبر أيضًا أنهم غالباً ما يشعرون بالاكتئاب ويميلون لعدم الالتزام بتناول الأدوية والشعور بالقلق طوال الوقت.

وقالت هيلجسون: "إن رعاية مرضى السكري صعبةٌ للغاية، لأنها تتطلب تغيير نمط الحياة الذي يتعين عليك الالتزام به إلى الأبد. فمريض السكر يتمسك بالحياة عن طريق التمسك بنظام غذائي مناسب لمرض السكري".

على الرغم من أن الدراسة لم تكن مصممةً لاستكشاف سبب تعامل المرضى مع الضغوطات بشكل مختلف، إلا أن هيلجسون تعتقد أن كبار السن قد يعيشون لمدةٍ أطول في الوقت الحاضر مقارنةً بالبالغين الأصغر سناً، والذين يزيد تركيزهم على المستقبل مما يزيد الضغوطات لديهم ويصيبهم ذلك بالاكتئاب الشديد.

تعد الاصابة بمرض السكري أكثر شيوعاً مع تقدم العمر، ويجد كبار السن من المرضى دعماً أكبر من مجموعة النظراء.

كما تشير إلى أن كبار السن يستفيدون من التجارب السابقة في توظيف استراتيجياتٍ لتنظيم العواطف للتخفيف من التوتر المرتبط بإدارة المرض والتعايش معه.

وبعد التشخيص، يعاني العديد من المرضى من الإجهاد لأنهم يغيرون نمط حياتهم لاستيعاب النظام الغذائي الجديد، ويصبحون مضطرين للتحكم في وزنهم، والالتزام بالأدوية والتمارين الروتينية، والتي قد تستغرق وقتاً طويلاً وفترةً معقدة وأساليباً مكلفة. 

كما تشمل مضاعفات مرض السكري أمراض القلب والسكتة الدماغية وأمراض الكلى وبتر الأطراف السفلية مع مرور الوقت والتقدم في العمر.

ولاحظ هيلجسون أن الدراسة لم تكن مصممةً لتفسير سبب الضغوطات الكامنة أو تحديد استراتيجيات تنظيم العاطفة والشعور.

كما لم يتم تطوير مقياس الإجهاد اليومي لمراقبة وضبط طبيعة الإجهاد.

ويمكن أن تكتشف الدراسات المستقبلية كيفية تفاعل المرضى مع الضغوطات لتطوير استراتيجياتٍ فعالةٍ للتدخل والتنظيم لمختلف المرضى باختلاف عمرهم وجنسهم وثقافتهم.