علوم

علماء يكتشفون: البشر هم المسؤولون عن انتشار سرطانات معدية متعلقة ببلح البحر

16 تشرين الثاني 2019 20:53

قال علماء إن الحيوان الرخوي المسمى بـ "بلح البحر"، الذي يصطدم بالسفن التي تجوب المحيطات من المحتمل أن يكون مسؤولاً عن انتشار سرطان معدي موجود في أنواع مختلفة على جانبي المحيط الأطلسي. وأشارت دراسةٌ

قال علماء إن الحيوان الرخوي المسمى بـ "بلح البحر"، الذي يصطدم بالسفن التي تجوب المحيطات من المحتمل أن يكون مسؤولاً عن انتشار سرطان معدي موجود في أنواع مختلفة على جانبي المحيط الأطلسي.

وأشارت دراسةٌ حديثة نشرت في مجلة eLife، أن النشاط البشري قد يساهم عن غير قصد في الانتشار العالمي للسرطانات المعدية التي تؤثر على بلح البحر والمحار وصدف البحر.

وفي أغلب الأحيان، ينشأ السرطان من طفرات الحمض النووي في خلايا الكائن الحي، والتي تؤدي إلى نمو الغير منضبط للخلايا، وهو لا ينتشر عادةً من كائن حي إلى آخر، لكن في حالة الصدفيات فذلك ممكن.

وكتبت المؤلفة الرئيسية للدراسة الدكتورة ماريسا يونميتسو، خبيرة الأبحاث بمعهد أبحاث شمال غرب المحيط الهادئ في سياتل بواشنطن في ملخص لنتائج الدراسة: " إن الشياطين التازمانية والكلاب وذوات الصدفتين لديهم سرطانات متطورة يمكن أن تتطور لتصبح معدية، فتلك الخلايا تتصرف مثل العامل الممرض أو الطفيلي".

وقالت يونميتسو إن أحد هذه السرطان، الذي يطلق عليه أورام الأوبئة القابلة للانتقال، عثر عليه سابقاً في فصيلة بلح البحر "Mytilus trossulus"، في كولومبيا البريطانية بكندا.

كما تم العثور على سرطانات مماثلة في فصائل بلح البحر ذات الصلة في جميع أنحاء العالم، لكن لم يكن معروفاً ما إذا كانت قد تم نقلها من أماكن أخرى بفعل حركة الملاحة البحرية.

لاكتشاف ذلك، قام العلماء أخذ عينة من سلاسل الحمض النووي من الخلايا السرطانية في نوع بلح البحر " M. edulis " الموجود في فرنسا وهولندا، ونوع " M. chilensis "، من شيلي والأرجنتين. وكان الهدف هو تحديد ما إذا كانت سرطاناتها معدية.

وأضافت يونميتسو: "هذه الدراسة ستساعدنا على فهم الآلية التي يمكن أن تتطور وتتكون فيها السرطانات المنقولة ومدى انتشارها في الطبيعة وما إذا كانت قادرةً على التأثير على تجمعات جديدة وأنواع جديدة ".

وفوجئ الفريق باكتشاف أن الخلايا السرطانية التي تم جمعها من بلح البحر الأوروبي ومن أمريكا الجنوبية كانت متطابقة تقريباً من الناحية الوراثية.

وتابعت يونميتسو: "إن هذا الأمر يوحي بأنهم جاءوا من أصلٍ مشترك، ومن المحتمل أن يكون أحد أفراد بلح البحر قد أصيب بالسرطان في مرحلةٍ ما في الماضي ونشر العدوى عبر طفرة وراثية مما جعله ينتشر ويحمل نفس التطابق الوراثي".

وقال عالمٌ آخر في الفريق، الدكتور مايكل ميتزجر: "بما أن بلح البحر من فصيلة Mytilus"" لا يعيش في المنطقة الاستوائية، فسيكون من المستحيل تقريباً بالنسبة لهم أن ينشروا هذا السرطان بين أمريكا الجنوبية ونصف الكرة الشمالي بمفردهم، فالسبب الأكثر ترجيحاً قد يكون التدخل البشري، المتمثل في النقل البحري الذي ينقل تلك الكائنات ويضر بأنواع جديدة منها في أماكن أخرى".