علوم

علماء يكتشفون سبب تطور مقاومة بعض الخلايا السرطانية للعلاج الهرموني

16 تشرين الثاني 2019 21:03

كشف باحثون عن سببٍ محتمل لاستمرار تطور مقاومة بعض الخلايا السرطانية للعلاج الهرموني في أكثر أشكال سرطان الثدي شيوعاً. ووفقا لدراسة، إن غالبية سرطانات الثدي هي مستقبلاتٌ إيجابية للهرمونات والعلاج ال

كشف باحثون عن سببٍ محتمل لاستمرار تطور مقاومة بعض الخلايا السرطانية للعلاج الهرموني في أكثر أشكال سرطان الثدي شيوعاً.

ووفقا لدراسة، إن غالبية سرطانات الثدي هي مستقبلاتٌ إيجابية للهرمونات والعلاج الهرموني، حيث أن هذه سرطانات تمتاز بوجود مستقبلات لهرمون الاستروجين على سطح خلاياها، والعلاج بالهرمونات هو علاجٌ فعال للغاية، لكن ما يقرب من 40% من النساء يعانين من شكلٍ من أشكال المرض الذي يثبت مقاومته للعلاجات المتاحة يوماً بعد يوم.

ووجد العلماء أن سرطانات الثدي التي أصبحت مقاومةً للعلاج بالهرمونات لها ميزةُ جزيئية تساعد خلاياها على النجاة من العلاجات الهرمونية، والتي تعتبر أفضل خيار العلاج المتاحة حالياً للمرضى المصابين بسرطانات ذات المستقبلات الإيجابية لهرمون +ER.

العينات الجينية المستمدة من المريض

وأظهرت الدراسة التي أجراها باحثون في قسم العلوم الطبية الحيوية التجريبية والسريرية بجامعة فلورنسا بإيطاليا، بالتعاون مع زملاء من معهد أبحاث السرطان في لندن، أن خلايا سرطان الثدي المقاومة للعلاج الهرموني تحتوي على جزيء microRNA يسمى  miR-23b-3p.

ووجد الباحثون أن الجزيء miR-23b-3p يتسبب في انخفاض في نوع من البروتين اللازم لنقل الأحماض الأمينية وتصنيفها إلى قلوية أو محايدة حسب الدالة الحامضية.

وفي خلايا سرطان الثدي المقاومة، يظهر ارتفاع في نوع مختلف من الناقلات التي تتعامل مع الأحماض الأمينية الحمضية، مثل الغلوتامات والأسبارتيت، حيث أن الخلايا التي تعتمد على هذه الأحماض الأمينية الحمضية قادرة على الاستمرار في مقاومة العلاج الهرموني بنجاح.

ونُشرت هذه الدراسة في مجلة Cell Reports وبتمويل من Associazione Italiana per la Ricerca sul Cancro (AIRC) وFondazione Umberto Veronesi، حيث استخدم الباحثون نماذج متعددة من الخلايا الجينية السرطانية لمختلف أنواع السرطان التي تنشأ داخل جسم المريض، ثم يتم زرعها في نموذج فئران التجارب للمساعدة في دراستها ومراقبتها. مما سمح بإجراء تجارب دقيقة وشاملة على السرطانات التي تنمو بشكلٍ طبيعي ووفر بياناتٍ ذات صلة بالمريض الأصلي.

ومن خلال النظر إلى التعبير الجيني لجميع الجينات الموجودة في الخلايا السرطانية، يمكن للعلماء مراقبة وتحديد المواد التي يتم تصنيعها بكميات زائدة، والمواد التي يتم تصنيعها بكميات أقل.

وأدى تحليل هذه النتائج إلى قيام الباحثين برسم صورة للجزيئات التي تعتمد عليها الخلايا السرطانية كمصادر للوقود، وأي من تلك المواد التي لم تستخدمها الخلايا، وتحديد ما الذي يجعل الخلايا غير القادرة على نقل الأحماض الأمينية المحايدة والأساسية مضطرةً إلى الاعتماد على نظيراتها الحمضية.

توقع احتمال الانتكاس

وأظهر العلماء أن زيادة مستويات الأسبارتات والغلوتامات في خلايا سرطان الثدي ذات مستقبلات هرمون +ER كان مرتبطاً بتطور مقاومة العلاج بالهرمونات في الغدد الصماء.

والأكثر من ذلك، فإن إيقاف قدرة الخلايا على نقل الأسبارتات والغلوتامات داخل الخلية قلل من قدرة الخلايا المقاومة للعلاج في الغدد الصماء على الانتشار، مما يثبت وجود علاقة قوية بين هذه الجزيئات وقدرة الخلايا السرطانية على البقاء والازدهار.

وقالت الدكتورة أندريا موراندي، الأستاذة المساعدة للكيمياء الحيوية ورئيسة مجموعة البحث في جامعة فلورنس: "كان من الرائع التعاون مع الزملاء في معهد أبحاث السرطان في العمل على إعداد هذه الورقة لدراسة العوامل التي تخلق و تحفز قدرة مقاومة العلاج في سرطان الثدي في البيئة التجريبية، فنحن نعلم أن 40% من المرضى الذين يعانون من هذا السرطان، والذين يستجيبون للعلاج سيستمرون في الانتكاس مع شكلٍ من أشكال المرض المقاوم لجميع خيارات العلاج المتاحة، حيث أن اكتشاف الأساس الجزيئي لهذا المرض هو خطوٌة حاسمة نحو فهم ما يساعد على تنمية قدرة  مقاومة السرطان للعلاج".

وأضافت: "في المستقبل، نأمل أن يوفر هذا البحث معلومات قيمة للمساعدة في التنبؤ باحتمالية الانتكاس لدى مرضى السرطانات المقاومة للعلاج الهرموني، بالإضافة إلى توفير نظرة ثاقبة لطريقةٍ جديدة محتملة لعلاج هذه السرطانات".

تطور مقاومة العلاج لدى بعض المرضى

وقال الدكتور ليزلي آن مارتين، مسؤول المجموعة البحثية السابق والدكتور في علم الغدد الصماء والباحث الرئيسي في معهد أبحاث السرطان عن الدراسة: " تقدم هذه الدراسة القيمة معلوماتٍ حول العناصر الجزيئية الرئيسية المشاركة في السرطانات التي تقاوم العلاجات الحالية، مما يساعدنا في تطوير إعداداتنا التجريبية.

كما سيحدد العمل الإضافي ما إذا كانت النتائج المقدمة في هذا العمل يمكن تطبيقها على أرض الواقع للتنبؤ بنظام أفضل لعلاج المرضى، وإمكانية تطور المقاومة ضد العلاج لدى بعض المرضى والحد منها ".