علوم

ما العلاقة بين الأرق وأمراض القلب والأوعية الدموية ؟

17 تشرين الثاني 2019 17:31

يمكن أن تؤثر مشاكل النوم على الصحة العقلية والبدنية للإنسان بشكل سلبي، والآن، يبرز تحليلٌ واسع النطاق في الصين كيف أن الأرق قد يتسبب في إصابة الشخص بأمراض القلب والأوعية الدموية التي قد تهدد الحياة وت

يمكن أن تؤثر مشاكل النوم على الصحة العقلية والبدنية للإنسان بشكل سلبي، والآن، يبرز تحليلٌ واسع النطاق في الصين كيف أن الأرق قد يتسبب في إصابة الشخص بأمراض القلب والأوعية الدموية التي قد تهدد الحياة وتسبب الوفاة.

ويعتبر الأرق مشكلةٌ واسعة الانتشار، فعندما يصاب الشخص بالأرق، يشعر بصعوبة بالغة في النوم، ويحاول جاهداً الحصول على قسط من الراحة، مما يتسبب بالعديد من أعراض الإجهاد والتعب في مختلف أعضاء الجسم.

كما يعاني حوالي شخص من بين كل أربعة أشخاص بالغين في الولايات المتحدة من الأرق القصير أو الحاد كل عام، وفقاً للبحوث التي أجريت في جامعة بنسلفانيا.

 ويعد الأرق الحاد يعني عادةً أن الشخص يعاني من مشاكل في النوم لفترة طويلة، ربما بسبب التوتر أو القلق، وما يقرب من ثلاثة أرباع هؤلاء الأشخاص يعودون إلى أنماط نومهم المعتادة بعد فترة معينة، في حين أن الآخرين قد يتطور لديهم الأرق ليصبح مزمناً، مما يعني خطراً إضافياً على صحتهم العقلية والنفسية والجسدية.

ويشير الأرق المزمن إلى أن الشخص يعاني من مشاكل في النوم لمدة 3 ليالي على الأقل في الأسبوع لمدة لا تقل عن 3 أشهر، ويمكن أن يؤدي كلٌ من الأرق الحاد والمزمن إلى حدوث أعراض سلبية كالشعور بالنعاس وضعف التركيز ومشاكل الذاكرة ونقص الطاقة خلال النهار.

ووجدت دراسات روابطاً أكثر إثارةً للقلق، فأحد التحليلات الحديثة، التي ظهرت في مراجعات طب النوم حول مصدر الأرق، رُبط الأرق ببدء الاكتئاب والقلق وإدمان الكحول.

كما وجدت دراساتٌ أخرى وجود علاقة بين الأرق وأمراض القلب أيضاً.

ويشير مؤلفو دراسةٍ جديدة، نُشرت في مجلة طب الأعصاب، إلى أن الأبحاث السابقة فشلت في تحديد أسباب الأرق بشكلٍ صحيح وشملت أشخاصاً قد لا يعانون من هذا الاضطراب حقاً، لذلك انطلقوا لإيجاد روابط وأسباب أقوى.

تتبع الأرق ومعرفة بدايته
وتشير نتائج الدراسة الجديدة إلى أن تحديد الأرق وخاصة لدى الشباب، قد يقلل من خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية في وقتٍ لاحق من الحياة.

 واستخدم الباحثون بياناتٍ من بنك قادوري البيولوجي في الصين، والتي تبحث وتتبع الأسباب الرئيسية للأمراض المزمنة في الصين، وكان المشاركون، الذين تتراوح أعمارهم بين 30 و79 عاماً، دون أي تاريخ في الإصابة بأمراض القلب أو السكتة الدماغية عندما بدأت الدراسة.

كما أنه في الدراسة الجديدة، قام الباحثون بتحليل ثلاثة أعراضٍ للأرق، حيث استمرت الأعراض على الأقل 3 أيام في الأسبوع.

وكانت الأعراض تتمثل في مشاكل في النوم أو البقاء نائماً أو الاستيقاظ مبكراً أو صعوبة التركيز أثناء النهار بسبب اضطراب النوم.

وتشير البيانات إلى أن 11٪ من المشاركين أبلغوا عن مشكلةٍ في الغفيان أو النوم، و10٪ عانوا من الاستيقاظ مبكراً دون الحصول على قسط كافي من النوم.

في حين ذكر 2 ٪ فقط من المشاركين وجود مشاكل التركيز خلال النهار.

وتابع الباحثون جميع المتطوعين لمدة عشر سنوات، وخلال تلك الفترة، حددوا 130032 إصابة بنوبة قلبية وسكتة دماغية وأمراضٍ مماثلة متعلقة بالقلب والأوعية الدموية.

الأرق يعتبر فرصةً أكبر للإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية
بعد الأخذ في الاعتبار عوامل الخطر الأخرى، مثل التدخين واستهلاك الكحول، حدد الباحثون العديد من النتائج المهمة.

وحددت الدراسة الجديدة أن المشاركين الذين أبلغوا عن أعراض الأرق الثلاثة لديهم فرصةٌ أكبر بنسبة 18 ٪ للإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية مقارنةً مع أولئك الذين لم يعانوا من تلك الأعراض.

كما أولئك الذين أبلغوا عن مشكلةٍ في التركيز خلال النهار كانوا أكثر عرضةً بنسبة 13٪ للإصابة بالنوبات القلبية والسكتة الدماغية وأمراضِ مماثلة من الأشخاص الذين لم يواجهوا مشاكلاً في التركيز.

وحدد الباحثون أن الأشخاص الذين يجدون صعوبةً في النوم أو يبقون نائمين لوقت أكبر لديهم فرصة أكبر بنسبة 9 ٪ للإصابة بهذه الأمراض، في حين أن أولئك الذين استيقظوا في وقتٍ مبكر للغاية كانوا أكثر عرضة بنسبة 7 ٪ للإصابة بسكتة دماغية أو نوبة قلبية أو ما يشابهها من أمراض خطيرة.

وعلى الرغم من هذه النتائج، يشير الباحثون إلى أنهم لم يثبتوا السبب والرابط بين الأرق وأمراض القلب والأوعية الدموية، فالنتائج ببساطة تسليطُ للضوء على وجود علاقة بين الاثنين ليس إلا على حسب وصفهم.

ويقول مؤلف الدراسة، الدكتور ليمينغ لي من جامعة بكين في بكين -الصين: "إن هذا الرابط كان أقوى في البالغين الأصغر سناً والأشخاص الذين لم يكن لديهم ارتفاع في ضغط الدم في بداية الدراسة".

ولاحظ الباحثون أن المشاركين في الدراسة أبلغوا عن أعراض القلق لديهم بنفسهم، مما قد يعني أن البيانات ليست دقيقة تماماً، ومع ذلك، فإن المزيد من التحليلات، وتوظيف المهنيين الطبيين لتتبع أعراض الأرق بدلاً من الاعتماد على الإبلاغ الذاتي، من شأنها أن تعزز النتائج وتظهر العلاقة بشكل أفضل وأكثر وضوحاً.

ويقول الدكتور ليمينغ لي: "تشير هذه النتائج إلى أنه إذا استطعنا استهداف الأشخاص الذين يواجهون صعوبةً في النوم وتقديم العلاجات السلوكية لهم، فمن الممكن أن نتمكن من تقليل عدد حالات السكتة الدماغية والنوبات القلبية وأمراض أخرى في وقت لاحق".