أخبار

خامنئي يعلن تأييده لقرار رفع أسعار الوقود ويصف المحتجين بالبلطجية

18 تشرين الثاني 2019 00:17

أعلن المرشد الأعلى للثورة الإيرانية علي خامنئي اليوم الأحد تأييده قرار الحكومة برفع أسعار الوقود، ووصف المتظاهرين الغاضبين الذين أشعلوا النار في الممتلكات العامة بـ"البلطجية"، مما يشير إلى حملةٍ مظاهر

أعلن المرشد الأعلى للثورة الإيرانية علي خامنئي اليوم الأحد تأييده قرار الحكومة برفع أسعار الوقود، ووصف المتظاهرين الغاضبين الذين أشعلوا النار في الممتلكات العامة بـ"البلطجية"، مما يشير إلى حملةٍ مظاهراتٍ محتملة.

وجاءت تعليقات آية الله علي خامنئي في الوقت الذي أغلقت فيه السلطات الإنترنت في جميع أنحاء إيران لتهدئة الاحتجاجات المندلعة في حوالي عشرين مدينة وبلدة بسبب ارتفاع أسعار الوقود التي حددتها الحكومة بنسبة 50٪ اعتباراً من يوم الجمعة.

ومنذ صدور قرار رفع الأسعار، ترك المتظاهرون سياراتهم على طول الطرق السريعة الرئيسية وانضموا إلى الاحتجاجات الجماهيرية في العاصمة طهران وفي أماكن أخرى متفرقة في البلاد.

كما تحولت بعض الاحتجاجات إلى مسيرات غاضبة وأعمال شغب، حيث قام المتظاهرون بإشعال النيران وتخريب الممتلكات العامة، كما كان هناك حالاتٌ من إطلاق نار.

ولم يعرف حتى اللحظة عدد الأشخاص الذين أصيبوا أو قُتلوا أو قُبض عليهم في تلك المظاهرات.

وقالت السلطات يوم السبت إن شخصاً واحداً فقط قد قتل، على الرغم من أن مقاطع فيديو أخرى من الاحتجاجات أظهرت إصابة العديد من الأشخاص بجروحٍ خطيرة.

وفي خطاب بثه التلفزيون الحكومي مساء اليوم الأحد، قال خامنئي: "لقد فقد البعض أرواحهم ودمرت بعض الأماكن"، دون الخوض في تفاصيل.

ووصف خامنئي المتظاهرين العنيفين بـ"البلطجية".

وأكد خامنئي أن المتظاهرين تم دفعهم إلى العنف من قبل الثوار المعادين والأعداء الأجانب لإيران.

وقام على وجه التحديد بتسمية مناصرين مع عائلة الشاه الإيراني الراحل، التي تم أزاحتها الثورة الإيرانية عن الحكم قبل 40 عاماً، ومجموعة المعارضين المنفيين التي تسمى مجاهدي خلق.

وأضاف: "إن إطلاق النار على أحد البنوك ليس عملاً يقوم به المواطنين الصالحين، بل هذا أمر يفعله البلطجية".

وأشار خامنئي إلى دعم قرار الرئيس الإيراني المعتدل نسبياً حسن روحاني وحكومته برفع أسعار الوقود، فلا يزال سعر الوقود في البلاد من بين أرخص الأسعار في العالم، حيث قفزت الأسعار الجديدة إلى ما لا يقل عن 15000 ريال لكل لتر، وذلك بزيادة 50 ٪ عن اليوم السابق، وهذا يعني 13 سنتاً للتر الواحد، أو حوالي 50 سنتاً للغالون.

في حين يكلف غالون من البنزين المنتظم في الولايات المتحدة 2.60 دولاراً أمريكياً.

وأمر خامنئي قوات الأمن بتنفيذ مهامهم، وبأن يظل المواطنون الإيرانيون بعيدين عن المتظاهرين العنيفين وألا يختلطوا بينهم، حيث يبدو أن هذا يشير إلى احتمال شن حملة صارمة ضد المتظاهرين وقمعهم.

 كما قوبلت الاحتجاجات الاقتصادية في أواخر عام 2017 حتى عام 2018 برد فعلٍ شديد من جانب الشرطة وقوات الباسيج، وهي قوات شبه عسكرية متشكلة من المتطوعين الشباب بالكامل، وهي تابعة للحرس الثوري الإيراني.

و أردف خامنئي: "إن مثل هذه الأعمال غير القانونية لن تحل أي مشكلة، ولكنها ستؤدي إلى انعدام الأمن، مما سيراكم مشاكل أخرى ، فانعدام الأمن هو أكبر كارثةٍ بالنسبة لأي بلد ومجتمع، وهذا ما يريده أعداء الأمة ".

وفرضت الاحتجاجات ضغوطاً جديدة على الحكومة الإيرانية في الوقت الذي تكافح فيه للتغلب على العقوبات الأمريكية التي تخنق اقتصاد البلاد منذ أن انسحب الرئيس دونالد ترامب أمريكا من جانبٍ واحد من صفقة طهران النووية مع القوى العالمية منذ أكثر من عام.

وعلى رغم أن المظاهرات الأخيرة كانت سلميةً إلى حدٍ كبير، فقد تحولت إلى أعمال عنفٍ في العديد من الحالات، حيث أن أشرطة الفيديو المنشورة على الإنترنت تُظهر أن ضباط الشرطة يطلقون الغاز المسيل للدموع على المتظاهرين والنشطاء الذين يشعلون النيران في الشوارع.

وكان رد فعل الولايات المتحدة حتى الآن هادئاً على الاحتجاجات، حيث قام مايك بومبيو، وزير الخارجية الأمريكي، بالتغريد خلال الليل: "كما قلت لشعب إيران قبل عام ونصف تقريباً: الولايات المتحدة معكم ".

وفي دبي، أخبر السفير الأمريكي الجديد في الإمارات العربية المتحدة وكالة أسوشيتد برس: "إن الولايات المتحدة الأمريكية لا تؤيد تغيير النظام الإيراني، وسوف ندع الشعب الإيراني يقرر مستقبله بنفسه".

وقال السفير جون راكولتا في معرض دبي للطيران واصفاً الشعب الإيراني: "إنهم محبطون للغاية، إنهم يريدون الحرية، فهذه التطورات التي تراها الآن هي أن الشعب يخبرهم بأنهم بحاجة إلى التغيير والجلوس مع الحكومة الأمريكية لحل المشاكل الإقتصادية".