أخبار

 الشرطة السرية الصينية تعذب موظفاً في القنصلية البريطانية

21 تشرين الثاني 2019 12:14

كشفت قناة نيوزيلندا أن الشرطة السرية الصينية عذبت موظفاً سابقاً في القنصلية البريطانية بسبب جمعه لمعلومات حول احتجاجات هونغ كونغ. قال موظفٌ سابق في القنصلية البريطانية في هونغ كونغ إنه تعرض للاعتقا

كشفت قناة نيوزيلندا أن الشرطة السرية الصينية عذبت موظفاً سابقاً في القنصلية البريطانية بسبب جمعه لمعلومات حول احتجاجات هونغ كونغ.

قال موظفٌ سابق في القنصلية البريطانية في هونغ كونغ إنه تعرض للاعتقال والتعذيب على أيدي الشرطة الصينية السرية أثناء محاولته لجمع المعلومات حول الاحتجاجات الضخمة المناهضة للحكومة في اقليم هونغ كونغ. وفقا لقناة نيوزيلندا.

وقال سايمون تشانغ في بيانٍ له عبر الإنترنت ومقابلاتٍ إعلامية إنه تعرض للاعتقال والضرب والحرِمان من النوم والتقيد بالسلاسل إلى إطار على شكل حرف (X) من قبل رجال بملابس مدنية وعملاء صينيين رسميين أثناء محاولته الحصول على بعض المعلومات عن الناشطين المشاركين في الاحتجاجات والدور الذي يعتقدون أن بريطانيا لعبته في المظاهرات.

واستدعى وزير الخارجية البريطاني دومينيك راب السفير الصيني في لندن لمطالبة بكين بالتحقيق في الحادثة التي قام تشانغ بالإبلاغ عنها وطرحها على وسائل الإعلام. 

وصرح راب في بيان له: "لقد استدعيت السفير الصيني للتعبير عن غضبنا إزاء المعاملة الوحشية والمشينة لسيمون تشانغ، والذي يعتبر انتهاكاً لالتزامات الصين الدولية، حيث أوضحتُ له أننا نتوقع من السلطات الصينية التحقيق مع المسؤولين ومحاسبتهم".

كما أعلنت الشرطة الصينية في أغسطس الماضي عن إطلاق سراح تشانغ بعد مرور 15 يوماً من الاحتجاز الإداري، لكنها لم تقدم تفاصيلاً عن أسباب اعتقاله أو ظروف الاعتقال التي كان محبوساً فيها.

في حين أعلنت وزارة الخارجية الصينية عن غضبها الشديد من مزاعم تشانغ، عن استدعاء سفيرها في لندن، وذلك خلال مؤتمرٍ صحفي مساء اليوم الأربعاء.

وقال المتحدث باسم الوزارة كنغ شونغ إن السفير ليو شياو مينغ لن يقبل بأي حال من الأحوال المخاوف أو الشكاوى المزعومة التي أثارها الجانب البريطاني في قضية تشانغ المزعومة.

وقال كنغ: "إن السفير الصيني لدى المملكة المتحدة سيقدم الشكاوى إلى المملكة المتحدة للتعبير عن معارضتنا القوية وسخطنا تجاه الكلمات والأفعال الخاطئة التي اتخذتها المملكة المتحدة في هونغ كونغ خلال الأيام الأخيرة".

وعلى الرغم من أن كنغ لم يتطرق إلى مزاعم تشانغ مباشرةً، لكنه استشهد ببيانٍ صادرٍ عن شرطة مقاطعة شنتشن في شهر أغسطس السابق، حيث قال البيان إن حقوق تشانغ المشروعة كانت مكفولة وأنه اعترف بجريمته بالكامل، في إشارةٍ واضحة إلى اعترافه بتهمة الدعارة التي يقول تشانغ اعترف بها بعد الإكراه، نافياً إياها بشدة.

عمل تشانغ في القنصلية البريطانية في هونغ كونغ كمسؤولٍ للتجارة والاستثمار مع التركيز على جذب الاستثمارات الصينية في اسكتلندا، وهذا يتطلب منه السفر بشكلٍ متكرر إلى الصين القارية وتم احتجازه على الحدود مع هونغ كونغ بعد عودته من رحلة عملٍ استمرت يوماً واحداً فقط.

كمت بدأت الاحتجاجات المؤيدة للديمقراطية، والتي دامت حوالي ستة أشهر في هونغ كونغ في معارضة التشريعات المقترحة التي كانت ستسمح بتسليم المشتبه فيهم جنائياً في هونغ كونغ، والتي تتمتع بحكمٍ شبه ذاتي إلى المحاكمة في الصين القارية.

وقال العديد من المعارضين والنقاد إنه إذا تم تطبيق القانون، فإن حقوقهم القانونية والإنسانية ستتعرض للتهديد.

وقامت زعيمة هونغ كونغ بإلغاء مشروع القانون، إلا أن المظاهرات استمرت بلا هوادة بسبب تنامي مشاعر الكراهية والعداء للحكومة الصينية ما بين المتظاهرين والسكان في هونغ كونغ.

وتقول الصين إنها لا تسمح بتعذيب المشتبه بهم أو إجبارهم على الإدلاء باعترافاتٍ كاذبة، على الرغم من الاعتقاد السائد بأن كلا الأمرين يعتبر شائعاً لدى الحكومة الصينية والشرطة السرية الخاصة بها.

وكتب تشانغ على صفحته الشخصية على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، أنه سُئل عن الدور البريطاني في التحريض على الاحتجاجات، ومشاركته فيها، وهل أن بريطانيا تخطط لدفع الصينيين من البر الرئيسي إلى المشاركة في المظاهرات.

كما اتهمت الصين القوات الأجنبية المناهضة للصين بإثارة الاحتجاجات وزرع الفتن بين المواطنين، والتي أصبحت عنيفة بشكل متزايد، دون تقديم أدلةً مباشرة على ذلك.

كما كتب تشانغ أنه أثناء احتجازه، كان يتم نقله بين مراكز الاحتجاز والاستجواب بينما كان يتم تغطية رأسه وتقييد يديه ورجليه. بالإضافة إلى تكبيله بإطار كبير، أن تعذيبه بالإجهاد لساعاتٍ لا حصر لها، وأنه تعرض للضرب بما بدا أنه هراوات معدنية، وكان يضرب في ركبتيه إذا تعثر أو لم يبقى واقفاً.

كما كان يتم معاقبته في حال شعر بالنعاس اثناء جلسات التحقيق بإجباره على غناء على النشيد الوطني الصيني.

وأضاف تشانغ: "كنت معصوب العينين ومغطى الرأس طوال فترة التعذيب والاستجواب وحتى أثناء تنقلي، لقد تألمت كثيرا وكنت أشعر بالإرهاق والدوار والاختناق طوال الوقت ولم أستطع المشي جيداً حتى الآن".

وذكر تشانغ أن أحد المحققين الذي كان يتحدث لهجة الكانتونية الأصلية لهونغ كونغ قال له في إحدى جلسات التحقيق: "كيف يجرؤ البريطانيين على أن التدخل في شؤون الصينيين"، بينما أخبره محققٌ آخر بلهجة الماندرين الشمالية أنهم ينتمون إلى جهاز المخابرات السري الصيني وأنه "ليس لديه أي حقوق، وأنه محروم من جميع حقوقه الإنسانية في هذا المكان.

وقال إن المحققين توقعوا منه أن يعترف بأن بريطانيا قد حرضت على الاحتجاجات من خلال التبرع بالمال والمواد، وأنه قاد شخصياً هذا الجهد ودفع كفالة المشاركين الذين تم اعتقالهم من البر الرئيسي للإفراج عنهم.

وفي مركز الاحتجاز، شاهد الشرطة تستجوب سجناءً شبان آخرين بدا أنهم من مواطني البر الرئيسي الصيني، والذين كانوا يعاقبون لمشاركتهم في الاحتجاجات في هونغ كونغ.

وقال تشانغ إنه رفض الاعتراف بأي شيء، ولكنه اعترف بالجريمة البسيطة المتمثلة في "الدعارة" من أجل تجنب المعاملة القاسية والعقوبة المشددة المتعلقة بتهم الأمن القومي.

وقال إن بعض الضباط الذين احتجزوه قالوا إن بإمكانهم "اختطافه" إلى البر الرئيسي إذا لم "يعترف بما يردون".

وقال وزير الخارجية البريطاني راب، أن المملكة المتحدة ستدعم تشانغ، وستساعده ليستعيد حياته الطبيعية، بما في ذلك انتقاله المحتمل إلى بريطانيا.